الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطيور والحيوانات أمم.. لها عبادتها وتسبيحها

21 يونيو 2017 10:28
محمد أحمد (القاهرة) الحيوانات تشمل كل ما يدب على الأرض، ويطلق عليها الدواب، ولها فصائل، أنواع مختلفة كل منها يمثل أمة لها نظامها الخاص، وتسبيحها الذي يعلمه الله عز وجل لها، قال تعالى: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم...)، «سورة الأنعام: الآية 38»، قال ابن كثير، هي أمثال أمة البشر في الخلق والرزق والموت والبعث والحشر، ولا يمنع أن تشبهها في عبادة الله من التسبيح والسجود والإشفاق والكلام، ودلت النصوص القرآنية على سجود الدواب، قال تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)، «سورة النحل: الآية 49». جاء في صحيح البخاري: «بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث»، فقال الناس: سبحان الله بقرة تتكلم!، فقال عليه الصلاة والسلام: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر»، وفيه اعتراف الكائن بأنه مربوب مخلوق، وأن خالقه سبحانه سخره لخدمة بني آدم، يقول ابن حجر: في قولها إشارة إلى معظم ما خلقت له وهو أنها تذبح وتؤكل». وحدث في زمن الرسول أن جملا اشتكى إليه النصب الذي يلاقيه من صاحبه، وقد سمع النبي شكواه وتأثر، روى أبو داود: «دخل النبي حائطاً لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلما رآه النبي حنّ إليه وذرفت عيناه، فأتاه النبي فمسح ذفرته فسكن، فقال: من رب هذا الجمل؟ فقال فتى من الأنصار: إنه لي، فقال: ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إليَّ أنك تجيعه وتدئبه»، كذلك الناقة التي كان عليها رسول الله في هجرته من مكة إلى المدينة فكانت مأمورة من خالقها بالاستقرار والبروك في الموضع الذي حدده الله تعالى لها، وقال النبي: «خلوا سبيلها فإنها مأمورة». وفي أعماق المياه توجد مخلوقات مختلف أنواعها وأشكالها تستغفر الله وتسبح بحمده منها الحيتان، لقول النبي: «إنه ليستغفر للعالِم من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر»، وقوله: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على مُعلم الناس الخير»، أي يقدرون فضل العالِم ومنزلته في تعليم الخير. وعن دعاء النملة وطلبها للسقيا، ما يدل على عبوديتها لله تعالى، قال ابن حاتم: خرج سليمان بن داود يستسقي فإذا بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء، وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك ولا غنى بنا عن سقياك وإلا تسقنا تهلكنا، فقال سليمان: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم». وكان للهدهد موقف عجيب مع نبي الله سليمان أظهر فيه عبوديته لله، فقد جاء إليه بخبر مملكة سبأ الذين يعبدون الشمس، وقد أنكرها الهدهد بشدة لعبادتهم لغير الله، وبيّن أن سبب كفرهم هو غواية الشيطان لهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©