الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصدق في المعاملات يفتح أبواب الرزق

21 يونيو 2017 10:28
حسام محمد (القاهرة) يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا»، هكذا يبين الحديث أن الصدق في البيع والشراء وكافة المعاملات يزيد الرزق ويبارك، وقد «اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَاراً لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ، وَقَالَ الَّذِي لَهُ الأرض إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ، وَقَالَ الْآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ، قَالَ: أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا». تقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: لا بد أن نعي في البداية أن الرزق كلمة واسعة المعنى، لكننا ألفنا أنه كلما ذكرت كلمة الرزق نتوهم أنه المال فقط، لكن العلم رزق والجاه والسلطان رزق والخبرة رزق والعمر رزق وهكذا فكل نعمة رزقنا الله إياها هي رزق. ولابد أن ينتشر الصدق والبيان في جميع المعاملات بين الناس فيجب على البائع والمشتري أن يصدقا ويبينا، لتحصل البركة في البيع، ويكون فيه أجر وثواب، والصدق من جهة البائع يكون ببيان الصفات المرغوبة، والمكروهة، والصدق من جهة المشتري يكون بالوفاء. ولا تحصل البركة إلا بالصدق والبيان وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا». تشير د. آمنة: إن الصدق كخلق حميد وسلوك مجيد تنمو به الأموال وتتبارك الأعمال ويتفوق العيال وتصح الأبدان وتنصلح الأحوال، ويقضي صاحبه نهاره مطمئنا هادئ البال، ويرجع إلى بيته غانماً مسروراً، أما الذي يترك الصدق ويتعامل بالكذب والغش فماله ممحوق وعمله متعثر ونومه متقطع لأنه تغذى بالحرام وغذى عياله بمال السحت وكل لحم نبت من السحت، فالنار أولى به ولا شك أن الصدق في المعاملة جالب للخير والبركة، وأن الغش والتدليس سبب لمحق البركة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «التاجر الأمين الصدوق المسلم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين»، وقد حثَّنَا الشارِعُ الحكيم على السماحة في المعاملة، قال: «رحِم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشتَرى وإذا اقتَضَى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©