الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوسطية من خصائص الإسلام ميز الله بها الأمة

الوسطية من خصائص الإسلام ميز الله بها الأمة
21 يونيو 2017 05:47
القاهرة (الاتحاد) الإسلام دين الوسطية والاعتدال، والوسطية إحدى الخصائص العامة للإسلام، وهي إحدى المعالم الأساسية التي ميز الله بها أمته عن غيرها قال تعالى: (وَكَذَ?لِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...)، «سورة البقرة: 143»، فهي أمة العدل والاعتدال. يقول الدكتور أحمد طه ريان، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، عندما نستعرض سنة النبي صلى الله عليه وسلم نجد فيها خاصية الوسطية واضحة جلية، والمتأمل في دعاء النبي: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر»، يجد أن هذا الدعاء يكشف عن توازن عجيب بين الدين والدنيا، فهو لا يطلب الحياة الدنيا على حساب الآخرة ولا الآخرة على حساب الدنيا، ونجد مصداق هذا في دعاء القرآن في قوله تعالى: (... رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، «سورة البقرة: الآية 201»، فلا تطرف ولا إفراط ولا تفريط، إنما هو وسطية واعتدال. والإسلام يعتمد الوسطية في تشريعه، سواء في العبادات أو في المعاملات، وكل من اطلع على عبادات الإسلام ومعاملاته يرى أنه لا يحيد عن الموقف المعتدل ويرفض التطرف، أخرج الإمام مسلم عن معاذ أنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: «إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، أي يحرم أخذ كرائم المال في أداء الزكاة، بل يأخذ الوسط، ويحرم على رب المال إخراج شر المال، وهذه هي الوسطية التي هي الاعتدال. وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بالتوسط في القراءة في الصلاة الجهرية مصداقاً لقوله تعالى: (... وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَ?لِكَ سَبِيلًا)، «سورة الإسراء: الآية 110»، والسبيل هنا هو التوسط، الذي هو الوسطية والاعتدال، ومن أوضح الأمثلة على وسطية الإسلام في السلوك والأخلاق دعوته صلى الله عليه وسلم المتكررة إلى التوسط والاعتدال في الإنفاق والتحذير من التطرف في الإسراف أو التقتير، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَ?لِكَ قَوَامًا)، «سورة الفرقان: الآية 67»، والقوام هو الوسط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©