الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهلب بن أبي صفرة.. فاتح مدن ما وراء النهر

20 يونيو 2017 18:46
سلوى محمد (القاهرة) المهلّب بن أبي صفرة الأزدي، ولد في الثامن من الهجرة، من قبيلة الأزد، كنيته أبو سعيد، قائد إسلامي في صدر العهد الأموي، تميز بالبلاغة والشجاعة والكرم والذكاء منذ صباه، له تسعة أخوة هو أصغرهم، أُعجب الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بتقواه منذ صغره، وقال لوالده: «هذا سيدُ ولدِك». اشترك المهلب مع والده ضمن جيش عبدالرحمن بن سمرة على مدينة سجستان، وجاهد ضد الفرس في معركة القادسية تحت قيادة سعد بن أبي وقاص، وظهرت قدرته القتالية وإدارة المعارك فولاه علي بن أبي طالب رضي الله قيادة أحد الجيوش في موقعة الجمل عام 26 هـ. بعد استقرار الحكم الأموي وفرض سيطرته، استأنف معاوية بن أبي سفيان حركة المد الإسلامي في المشرق، وولى المهلب قيادة جيش وغزا به ثغر السند وفتح «بنة والأهواز» وسار حتى وصل «كابر»، وفتحها بعد معارك عنيفة مع الأتراك، واستولى على «مكران»، ومهد الطريق لفتح خجندة، واستعاد منطقة الختل، وفتح الكثير من مدن وأقاليم بلاد ما وراء النهر، منها الصغد وغزا وخوارزم وجرجان وطبرستان، وانتشر الإسلام بها. شارك المهلب في فتح البصرة وأبلي بلاءً حسناً مع عبدالله بن الزبير فولاه على الجزيرة، وبرع في تنظيم وقدرة الجيش الذي قاتل به الخوارج الذين يمتلكون مهارات قتالية عالية ولا يكترثون للموت، وأثاروا الرعب في قلوب أهل البصرة، وتمكن بدهائه من إيقاع الهزائم بهم وفرق جمعهم وقضى على شوكتهم بعد معارك استمرت أكثر من سنتين انتهت بمقتل عبيد الله بن الماحوز قائد الخوارج وعدد كبير من جنده وفر الباقون. أقام المهلب في البصرة، فعينه الحجاج بن يوسف الثقفي والياً على خراسان عام 77 هـ، وأمده بجيش وعهد إليه فتح مدن منطقة ما وراء النهر بوسط آسيا، وقاتل الأتراك الذين تدفقوا غرباً من أواسط آسيا. قال المهلب بعد أن أصيبت عينه في معركة فتح سمرقند: لئن ذهبت عيني لقد بقيت نفسي وفيها بحمد الله عن تلك ما ينسي إذا جاء أمر الله أعيا خيولنا ولا بد أن تعمى العيون لدى الزمن مر يوماً بالبصرة، فسمع رجلاً يتحدث عنه قائلاً: هذا الأعور قد ساد الناس، ولو خرج إلى السوق لا يساوي أكثر من مئة درهم، فبعث إليه المهلب بمئة درهم، وقال: لو زدتنا في الثمن زدناك في العطية، يعجبني في الرجل خصلتان أن أرى عقله زائداً على لسانه، ولا أرى لسانه زائداً عن عقله. توفي المهلب بخراسان عام 82 هـ، وكانت ولايته عليها عام 77هـ، بعد فترة مرض قصيرة، وقبل وفاته نهى أبناءه عن الاختلاف والفرقة حتى يتغلبوا على عدوهم، وأوصاهم بالقرآن والسُنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©