الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشخصية السوية أبرز عوامل تحقيق الأمن في المجتمع

الشخصية السوية أبرز عوامل تحقيق الأمن في المجتمع
6 سبتمبر 2008 02:03
تحتاج النفس الإنسانية إلى مداومة المجاهدة والمحاسبة والمراقبة حتى تتحلى بالفضائل، من خلال تزكيتها وجذبها نحو الطريق السوي، وهي مسؤولية تشارك فيها المؤسسات الدينية إلى جانب المؤسسات التربوية والاجتماعية الأخرى للوصول بالفرد إلى الشخصية السوية، ليكون عنصر بناء في مسيرة المجتمع· يقول الدكتور سعيد علي حمدو الأمين العام للاتحاد الإسلامي بالكاميرون إنّ الشخصية السوية المتوازنة من أهم عوامل تحقيق السلام والأمن في المجتمع، مشيراً إلى أنّ الإنسان في الإسلام خليفة الله في الأرض، ومكلف تعميرها تعميراً يتفق مع صلاح البشرية وعدم الطغيان فيها· ويضيف أنّ الإنسان يتمتع بكل خصائص وصفات مخلوقات الله، بمعنى أنّ لديه عوامل الخير والسعادة والرخاء والنماء والأمن والاستقرار والتقدم والازدهار، إلى جانب عوامل الشر والفساد والتدمير والتخريب، والظلم والغطرسة· لهذا فلابد من تهذيب هذه الخصائص وتزكيتها وتربيتها حتى تتوازن لدى الإنسان، وعندئد يكون هذا الإنسان مصدر سعادة وأمن واستقرار وبناء وتعمير في المجتمع، لا مصدر ترويع وتخريب وتدمير، وحتى يرتفع ذلك الإنسان إلى أعلى مستوى الإنسانية، ومن هناك يأتي دور المسجد في تربية الإنسان وتهذيب أخلاقه وتزكية روحه فيتحمل مسؤوليته ويؤدي أمانته· ويشير الدكتور حمدو إلى أنّ النفس وردت في القرآن ضمن ثلاثة أصناف: -النفس الأمّارة بالسوء، وهي التي تميل إلى الطبيعة البدنية، وتأمر باللذات والشهوات الممنوعة شرعاً، لأنها مبدأ الكبر والحرص والشهوة والحسد والغضب، والبخل والحقد· وقال تعالى في حقها حكاية عن نبيه يوسف عليه السلام: ''وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم''· ودور الإسلام تجاه هذه النفس هو مجاهدتها وكبح جماحها وتهذيبها، وهذه النفس هي التي قصدها الرسول - صلى الله عليه وسلم - حينما أكد لصحابته الكرام خطورتها على الإنسان، عقب عودته من إحدى الغزوات قائلاً: ''رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر''· وعندما سأل الصحابة عن الجهاد الأكبر؟ قال صلى الله عليه وسلم ''جهاد النفس''، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ''المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه''· فمجاهدة النفس تأتي قبل جهاد الشيطان ألد عدو للإنسان· ثم قبل جهاد الكفار، والمنافقين· وتنصب أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده) على شمولية الجهاد، وأن جهاد النفس باعتباره فرض عين ومستمر متواصل يأخذ حيزاً أكبر من جهاد الكفار والشيطان والمنافقين· والمعنى العام: أي جاهدوا أنفسكم في طاعة الله وردّوها عن الهوى، وجاهدوا الشيطان في رد وسوسته، وجاهدوا الظلمة في رد مظالمهم، والنتيجة لذلك ستكون استقرار المجتمع وسكينته بما يساهم في تحقيق مجتمع الأمن والسلام· - النفس اللوامة تطيع تارة وتعصي أخرى ثم تندم فتلوم نفسها، وهي منبع الندامة لأنها مبدأ الهوى والعثرة والحرص· قال تعالى في شأنها: ''ولا أقسم بالنفس اللوامة ''سورة القيامة: الآية ·2 فخاصية هذه النفس أنّها يتجاذبها جانب الخير تارة وجانب الشر تارة أخرى· -النفس المطمئنة، وهي التى تنورت بنور القلب حتى تخلت عن صفتها الذميمة وإطمأنت إلى الكمالات، وهي تطمئن إلى الخير والعمل الصالح وتأنس إليه، قال تعالى في شأنها: ''يا أيتها النفس المطمئنة، أرجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي''· الفجر: الآية 27-30 ، ويؤكد أنّ طبيعة النفس الميل إلى الراحة والدعة والاستجابة للشهوات والرغبات، وحب الجدل واللهو والمرح، والكسل والخمول، وهذا قد يدفع بصاحبها إلى ارتكاب المحظورات والمحرمات والتعلق بالرذائل والأخلاق الذميمة على حساب الفضائل، وحب العمل والكسب الحلال الطيب· ومن هنا يتأكد دور المؤسسات الدينية في تهذيب الفرد بتعزيز نوازع الخير فيه· (ينشر بالترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©