ماجدة محيي الدين (القاهرة)
تجربة تناول أصناف الطعام في كازاخستان ممتعة خاصة للزائر العربي الذي لن يجد أي غرابة فيها، فهي تشبه إلى حد كبير مزيجا من مطابخ يألفها، الفارق الوحيد هو خلوها من البهارات، حيث يعتقد السكان وغالبيتهم من المسلمين أن «اللحم» بأنواعه المختلفة الضأن أو البقر يجب ألا تضاف له بهارات حتى لا يفقد طعمه، ويكتفون بتزيين الأطباق بالبصل المنقوع في الخل أو بعض الخضراوات.
وبحكم الموقع الجغرافي تأثر المطبخ الكازاخي بوصفات روسية وتركية وأرمينية وأذرية.
ويحتفي المسلمون في كازاخستان بقدوم رمضان، ويشتركون في كثير من العادات والتقاليد التي تميز غيرهم من الشعوب الإسلامية، حيث يحرصون على الصلاة في المساجد وقراءة القرآن، وبعد صلاة المغرب تكون الموائد قد أعدت في المنازل، ويبدو واضحاً طغيان المطبخ الروسي وتسلله إلى موائد الكازاخيين، إلى جانب الأطباق التقليدية والتي تركز على اللحوم بأنواعها وخاصة الضأن.
ومن الأطباق الرئيسة على مائدة الإفطار «البيشمارك» ومعناها «الأصابع الخمس» وهو طبق يتم إعداده من لحم الخراف المطهو مع العجين النيئ، الذي يشبه إلى حد كبير «الباستا» الإيطالية ويتم إعداده أحياناً بلحم السمك أو العجل، ويقدم في صينية كبيرة خاصة في المناسبات والولائم الرمضانية والأفراح، وجرت العادة أن توضع الصينية في منتصف المائدة والجميع يمد يده ويأكل، حيث يعتقد الكازاخيون أن تلك الطريقة تقرب الناس من بعضها.
أما الحساء الرئيس والأكثر شعبية فهو «شوربة الملفوف»، والتي تعتمد على الكرنب المسلوق في مرق وبعض أنواع الأعشاب والخضراوات الورقية منها البصل الأخضر والكرفس، وفي الأيام شديدة البرودة، هناك الحساء السميك المعد من الخضراوات الموسمية واللحوم بأنواعها مع مرق اللحم والطماطم، وتغمس مع الخبز المنقوع بالسمن حتى تمنحهم القدرة على تحمل البرد القارس. ومن الأصناف الأساسية على مائدة رمضان الخضراوات المخللة المعروفة في الكثير من البلاد العربية.
ويتميز المطبخ الكازاخي بتقديم أصناف متنوعة من أطباق اللحوم خاصة المشوية والتي يتم طهوها بطرق متعددة، أحيانا في أفران خاصة وتارة على شوايات تقليدية. ويحتل «البيلوف» مكانة في رأس قائمة الأطباق الرئيسة على المائدة في الولائم الرمضانية ويتم تجهيزه من الأرز ولحم الخيل المطهو بالماء والملح فقط، وأحيانا يتم إعداده بلحم الضأن.
ومن الأطباق الجانبية التقليدية «بيرميني»، وهي وجبة لها شعبية واسعة في أنحاء البلاد عبارة عن نوع من العجين محشو بأنواع اللحوم المختلفة والمطهوة على البخار، وهي أحد الأطباق المميزة بطعم جذاب حتى للسياح الأجانب، والشاورمة هي أحد الأطباق الشعبية المأخوذة عن المطبخ التركي ولكن يتم إعدادها بطريقة خاصة تكاد تخلو من أي نكهات، ويتم إعدادها من الدجاج أو اللحم البقري.
وأهم المشروبات التقليدية حليب الإبل الذي يوضع عادة إلى جانب المأكولات الشهية التقليدية، إلى جانب العصائر الطازجة من الفاكهة. ويتشابه كثير من أصناف الحلوى الكازاخية مع بعض الأصناف التركية حيث تحظى البقلاوة والجلاش بشعبية كبيرة.
عدد اليوم
