الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاضل المهيري: أحاول ترميم الحنين وذاكرة المكان

فاضل المهيري: أحاول ترميم الحنين وذاكرة المكان
14 مايو 2018 22:05
إبراهيم الملا (الشارقة) يعمل المخرج السينمائي الإماراتي فاضل المهيري على إيجاد الحلول التقنية والإنتاجية النهائية لفيلمه الجديد بعنوان «منفى القطط» Catsaway، المزمع عرضه بعد عام من الآن، وهو فيلم تحريك طويل يأتي في سياق تجربة جديدة مليئة بالتحديات، في فضاء سينمائي متغيّر، ومقبل على العديد من التطورات المتعلقة بمنصات العرض، ونوعية الأفلام التي أخذت تفرضها شركات الإنتاج الكبيرة مؤخراً. سألنا المهيري بداية عن نوعية الفيلم ودلالات العنوان ومضمونه، فأجاب أن الفيلم ناطق بالإنجليزية في مرحلته الأولى قبل دبلجته بالعربية واللهجة المحلية لاحقاً، ومدته ساعة ونصف، وينوي عرضه في السوق الخارجية مباشرة بعد الانتهاء من تنفيذه، وقال: يتناول الفيلم حكاية مجموعة من القطط السائبة في مدينة أبوظبي والباحثة عن وسائل للعيش والبقاء بعد التطور الكبير في مرافق المدينة، وتغيّر الوضع السابق الذي اعتادت عليه، مضيفاً أنه اختار أسلوب التحريك هنا لأنه الأنسب لمعالجة مضمون القصة، حيث تتحول الحيوانات ـ والقطط هنا تحديداً ـ إلى شخصيات رئيسية تنقل نبض المكان وتترجم معاناتها مع التحولات المفاجئة في محيطها، بأسلوب بصري مشوق للكبار والصغار، كما أنه أسلوب يوائم بين الشكل الجاذب والمعنى العميق من خلال الربط بين الكوميديا والتراجيديا وبين الحقيقي والمتخيّل. نافورة البركان وحول الحبكة الرئيسية في الفيلم، أشار المهيري إلى أن الحبكة تنطلق من الوتيرة السريعة لظهور المدن الحديثة، وبالتالي اختفاء الكثير من المعالم القديمة والمهمة في المكان، والتي بات غيابها يشوّش الحنين الجمعي، ويمحي ذاكرة أجيال كانت تربطها بهذه المعالم قصص وحكايات ومواقف وطرائف وتفاصيل، موضحاً أن أحداث الفيلم تنطلق من الساحة المحيطة بنافورة المياه التي تحطمت بمنطقة الكورنيش بأبوظبي كرمز شاخص ومعبّر عن هذه المعالم القديمة، وكان الأهالي يطلقون على النافورة اسم: «نافورة البركان» وكانوا يجتمعون حولها في المناسبات الاجتماعية والأعياد، وأدى تحطم النافورة بعد إهمالها ونسيانها إلى التسبب في ضرر كبير للقطط المجتمعة حولها والمستفيدة من مياهها. ومن هنا، كما أشار، تبدأ أحداث الفيلم بمحاولة القطط إيجاد حل ينقذها من المشكلة، فتلجأ لخزان المياه الكبير وهو المعلم الوحيد الباقي منذ خمسين عاماً ضمن معالم المنطقة القديمة، وكان يسمى باللهجة المحلية: «نقا بن عتيج». وأضاف المهيري: تتوالى أحداث الفيلم مع استيطان القطط للمنطقة المحيطة بخزان المياه ولكن قطا عابرا، واسمه «عنبر» يحذر المستوطنين بأن المكان لن ينج بدوره من التخطيط العمراني الجديد وسيقام مكانه مشروع بناء يستلزم التخلّص من الخزّان، وبالتالي عليهم البحث عن مكان آخر يلجؤون إليه. وصولا لأحداث لاحقة تعاني فيها القطط من عوائق ومفاجآت كثيرة قبل أن تكتشف وقوعها ضحية لإشاعة أطلقها القط العابر لغرض ما في نفسه. أربع نسخ وعن بدايات الفكرة والعمل عليها، أوضح المهيري أنه تعاون من خلال شركة «تينت بيكتشرز برودكشن» على استقطاب أربعة كتّاب سيناريو لمعالجة قصة وحوارات الفيلم، وهم: فيليب باركر وتوبي مكغواير ونورة خوري بالإضافة لمخرج الفيلم فاضل المهيري، ولفت إلى أن الاستعانة بالكتّاب الأجانب الذين سبق لهم التعاون مع شركة ديزني جاء بسبب طبيعة الفيلم التي تستلزم الرسم اليدوي التقليدي، مضيفاً أن المدة الزمنية التي استغرقتها الفكرة في مرحلة الكتابة وصولاً إلى التنفيذ بلغت سنتين ونصف، وكانت هناك أربع نسخ مقترحة للسيناريو قبل اختيار النسخة النهائية للفيلم. والذي تتولى شركة «جوس» البولندية حالياً تنفيذ عملياته التقنية المختلفة. وعن سبب توجيه الفيلم للأسواق الخارجية وتنفيذه باللغة الإنجليزية، أوضح المهيري أن استهداف السوق الخارجي جاء بسبب حيوية هذا السوق واستقطابه المكثف للأفلام، مقارنة بسوق الأفلام المحلي الناشئ، إضافة إلى أن شركات الإنتاج الخارجية أصبحت تهتم كثيراً بأفلام التحريك التي تروي قصصاً من ثقافات أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©