الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مصالحة بين المرأة المغربية والجلباب

6 سبتمبر 2008 02:12
تبدو الحركة في دكان حفيظة المغربية غير عادية في الأيام القليلة التي تسبق شهر رمضان· فثمة إقبال كبير من الزبائن خاصة النساء على اقتناء جلباب مناسب تتوفر فيه أهم الشروط· ألا وهي التوفيق بين الطابع التقليدي للجلباب وبساطة الشكل التي تستجيب لمتطلبات العصر· ورغم تشبث المغاربة خاصة جيل الشباب بمظاهر الحياة العصرية، إلا أنهم يفضلون اللباس التقليدي في المناسبات الدينية والرسمية والأعياد· وأبرز أنواعه الجلباب أو ما يطلق عليه المغاربة اسم ''الجلابة''· وأيضا اللباس التقليدي الخاص بالمناسبات والأعراس والمسمى ''قفطان''· ويتكون القفطان من قطعة واحدة هي ''التكشيطة''· وفي الأصل كان الـ''قفطان'' من قطعتين· ولكن مع قيام جيل من المصصمات بإدخال بعض اللمسات العصرية عليها أصبح يتجاوز أحيانا الـ 3 قطع· ولباس المرأة للـ''قفطان'' أو ''التكشيطة'' عادة ما يكون فاخرا ومكلفا· ويتم ارتداؤه داخل البيوت في المناسبات المهمة والحفلات والأفراح· بينما تتميز الـ''جلابة'' بكونها عملية وتلبس في الشارع· ويرتدي المغاربة الـ''جلابة'' في المناسبات الدينية والأعياد وأيام الجمع، وعادة ما يرتدي الرجال ''الجلابة'' في صيغتها التقليدية مع طربوش أحمر في حين تلبس النساء ''جلابة'' مع وشاح يغطي الرأس· ومع قدوم شهر رمضان يتشبث المغاربة أكثر بالتقاليد الإسلامية والوطنية فتبدو الـ ''جلابة'' ملائمة أكثر للذهاب إلى المسجد وزيارة الأهل· وتقول حفيظة (32 عاما) البائعة في محل للـ''جلابة'' إن ''الناس في رمضان سواء الرجال أو النساء يفضلون اللباس التقليدي لأنه محتشم وبسيط وجميل في نفس الوقت·'' وتضيف إن الإقبال ''يزداد أكثر في المناسبات الدينية خاصة في رمضان· حيث تفضل النساء لبسه للخروج في النهار من أجل التبضع أو حتى التوجه إلى أماكن العمل· كما يعتبر مثاليا لأداء الصلوات خاصة في الليل كما هو الشأن بالنسبة لصلاة التراويح أو صلوات ليلة القدر·'' وأضافت إنه ''يصعب أحيانا توفير البضاعة أمام كثرة الطلبات·'' ولكن حفيظة أشارت إلى أن الطلب هذه السنة كان أقل لارتفاع الأسعار واهتمام الأسر المغربية بتحمل نفقات رمضان· الذي يصادف فترة دخول المدارس وما تتطلبه من نفقات ثقيلة على الأسر المغربية المتوسطة والمحدودة الدخل· وتبيع حفيظة الـ ''الجلابة'' في محل شعبي حيث تقتني منها الفئات ذات الدخل المتوسط أو المحدود· أما الجلابة المصنوعة بطريقة تقليدية محضة· أي مخاطة ومطرزة باليد مع استعمال نوعية قماش جيدة وراقية فسعرها أغلى وتفصل حسب الطلب· ومن المظاهر العادية أن تلبس الفتاة العصرية التي تتبع آخر صيحات الموضة والتي تميل في لباسها إلى التبرج الـ''جلابة'' في رمضان· وتقول ليلى العرايشي (27 عاما) وهي موظفة بالقطاع الخاص تحرص على ملاحقة الموضة ''في رمضان أفضل الجلابة وأحرص على اقتناء أكثر من واحدة· وأنتقيهن بعناية بحيث تتميزن بالأناقة والبساطة·'' وتضيف ''اغتنم فرصة تساهل الناس في رمضان مع الموظفة التي تأتي إلى العمل بالـ''جلابة'' لأريح نفسي من عناء التنسيق واختيار الملابس كل صباح قبل التوجه إلى العمل''· وتتكون الـ''جلابة'' عادة من قطعة واحدة طويلة أو قطعتين ''جلابة'' قصيرة على شكل قميص وسروال يناسبها من نفس القماش وطريقة الخياطة· ويعتبر الشكل الأخير من إبداع جيل الشبان من المصممين إلى جانب أشكال أخرى تسعى للبساطة والإستجابة لمعايير اللباس العصري· وتقول مصممة الأزياء المغربية ناديا التازي ''لم تعد الجلابة كما كانت من قبل تقليدية ثقيلة·'' وتضيف إن ''المغرب من بين الدول العربية والإسلامية القليلة التي حافظت على لباسها التقليدي على مر العصور وأصبح صالحا لكل عصر وأوان·'' وتفسر أن السر في أن المغرب الذي يقع في مفترق الطرق بين أوروبا والعالم العربي ''طور في لباسه التقليدي وبسطه وطوعه لجميع الشرائح والفئات حتى الشبان الذين يميلون إلى رفض كل ما هو تقليدي·'' وتقول إن الجلابة ''أصبحت تصاميمها عصرية ويمكن أن تلبسها امرأة عصرية متوسطة العمر أو شابة أو متقدمة في السن بالإضافة إلى سهولة التنويع فيها عن طريق استعمال العديد من الأقمشة الملونة·'' وعن سر إقبال النساء أكثر على الـ''جلابة'' في رمضان يرجع ذلك حسب قول ناديا إلى ''أن رمضان شهر الوقار والصلاة والعبادات والجلابة باعتبارها لباسا محتشما تناسب الفتاة التي تميل في هذا الشهر إلى التقوى أكثر· وتخجل من الخروج إلى الشارع بملابس مثيرة·'' وتقول أسماء س· (24 عاما) ''في الأيام العادية لا ألبس الجلابة أبدا، لكن في رمضان يحدث أن البسها من حين لآخر لأن الناس يتساهلون أكثر مع الفتاة العصرية التي تلبس الجلباب ويعرفون أن هذا الشهر تطغى عليه التقاليد سواء في اللباس أو الأكل·''
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©