الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ترشيد الإنفاق مطلوب.. في موسم الالتزامات

ترشيد الإنفاق مطلوب.. في موسم الالتزامات
15 مايو 2018 13:54
نسرين درزي (أبوظبي) يكثر الحديث هذه الأيام عن ارتفاع نفقات الأسرة، التي لا تقتصر على تكاليف التسوق اليومي وإنما تتعدى ذلك إلى كماليات لا حاجة لها في الغالب. ولأن الأمر الواقع يفرض الدخول في موسم الالتزامات المالية العالية، ما بين مشتريات شهر رمضان والاستعداد لعيد الفطر وإجازات الصيف وبعدها دخول المدارس، فإنه لا بد من التفكير فوراً بضرورة ترشيد الإنفاق. مشتريات كثيرة نراها يومياً في عربات التسوق وعند كاونترات الدفع حيث نتساءل، هل حقاً نحتاج كل هذا الكم من الأغراض والمواد الغذائية وبشكل شبه يومي؟ وإذا كانت العائلات تشتكي فعلاً من ارتفاع حجم نفقاتها الشهرية بما يفوق قدرتها الاقتصادية، فلماذا كل هذا الإسراف؟. وإذا كان ثمة أشخاص مدركون لوضعهم المالي ولا يتحركون إلى التسوق إلا وبيدهم قائمة احتياجاتهم مكتوبة على ورقة يلتزمون بها، فلماذا لا يتبع خطواتهم أولئك الذين يرفعون يومياً صرخة الإنفاق الزائد متناسين أن الحل بأيديهم؟ مغريات الشراء في جولة على مراكز التسوق والجمعيات التعاونية يتضح أن مغريات الشراء كثيرة، توازيها يافطات الخصومات والعروضات التشجيعية. والملاحظ كما كل سنة أن المتسوقين يتجولون بمعظمهم بين أجنحة العرض وكأنهم مستعدون لشراء كل ما يلفت أنظارهم بغض النظر عن احتياجاتهم. وتبقى قلة تفرض نفسها لشدة التزامها بسحب سلع معينة عن الأرفف وإكمال طريقها باتجاه السلعة الثانية التي تمثل حاجة ملحة لأفراد أسرتها وبأقل قدر من الهدر المالي. ذكرت عايشة النعيمي أن الاستعداد لشهر رمضان هو من أجمل المناسبات التي تحضر لها سنوياً. وقالت إنه لا يمر يوم إلا وتنزل فيه إلى السوق ليس لشراء المواد الغذائية فقط، وإنما لشراء قطع الديكور التي تزين فيها البيت احتفاء بشهر رمضان وترقباً لأيام العيد التي تستقبل فيها الزوار. واعترفت عايشة بحجم الفاتورة العالية الذي تتكبده خلال هذه الفترة من السنة، لافتة إلى أنها عبثاً تحاول أن تمنع نفسها من الشراء الزائد لكن مغريات السوق كثيرة ولا تقوى على حرمان نفسها من منتج أعجبها. عربة التسوق بالحماس نفسه، تحدثت منى الأحمد عن سعادتها في ملء عربة التسوق يومياً خلال شهر رمضان. والأمر مرتبط بشغفها بالتغيير سواء من مفارش الطاولة والأطباق والكاسات وزينة الشموع وما شابه ذلك، أو من الأصناف التي تحضرها على مائدة الإفطار. وقالت إن رمضان شهر الخير والبركة وأحاول قدر المستطاع التنويع لأسرتي حتى لا تشعر بالملل. وعند الكلام على النفقات التي تترتب على هذا السلوك، ابتسمت معترفة بذنبها في عدم ضبط المصروف. الالتزام بميزانية من جهته، أشار سيف الرميثي إلى ضرورة الحوار ما بين الأزواج استعداداً لأي مناسبة أو موسم تكثر فيه النفقات. وقال: إن مخاوفه لا تقتصر فقط على متطلبات شهر رمضان وإنما تتعداه إلى استعدادات عيد الفطر وكذلك إجازة الصيف بما فيها تذاكر السفر وحجوزات الفنادق وما شابه. واعتبر أن الحل الأنسب لذلك الالتزام بميزانية معينة يتم التقيد بها من بداية الشهر حتى نهايته. وأن يتحمل مسؤولية المصروف شخص واحد في الأسر، إما الزوج أو الزوجة أو أحد الأبناء الناضجين إذا كانت لديهم القدرة على ترشيد الإنفاق. وأكد كلامه إبراهيم عبد الله الذي تحدث عن مخاوف كثيرة تراوده نتيجة المصاريف الزائدة، ومنها عدم قدرته في الوقت الحالي على إكمال القسط الأخير من السنة الدراسية، فكيف بباقي النفقات. وقال: إن أسهل ما في أمر إدارة المصروف الانتباه إلى مشتريات الجمعية ومراكز التسوق لأن السيطرة عليها تكون من خلال قوائم الاحتياجات والضرورات وحسب. وعندها يمكن حساب باقي النفقات كالمدارس وثياب العيد. أما بالنسبة لمصاريف السفر فيمكن الاستغناء عنها لأنها من الكماليات التي لا يمكن تقديمها والوقوع بسببها تحت وطأة الدين. مفهوم الاستهلاك والصرف العشوائي تحدث المهندس حسن الكثيري الخبير في قضايا المستهلك، عن حال زيادة النفقات في شهر رمضان وعلى أبواب عيد الفطر والإجازة المدرسية، مؤكداً أن كل ذلك يرهق الكثيرين ولاسيما عند شراء ما هو غير ضروري. وقال إن المطلوب هو التعامل مع التسوق خلال هذه الفترة بمفهوم المستهلك الحكيم الذي لا ينفق على سلعة ليس بحاجة إليها. وألا يكون مفهوم الاستهلاك مرتبطاً بالرغبة وحسب، وإنما بموازنة الحاجة إليه من جهة والقيمة الشرائية للمنتج المراد شرائه من جهة أخرى. واعتبر الكثيري أن المستهلك الحكيم سواء في شهر رمضان أو في باقي أيام السنة هو الذي يضع أولويات لاحتياجاته المعيشية بحيث يكون الإنفاق على الأمور الأساسية التي يحتاجها وهو متأكد من أنه سيستهلكها من دون زيادة أو نقصان. وقال إن المستهلك يشتهي الكثير من المشتريات في رمضان، وهو في هذه الحال يجب أن يسأل نفسه قبل الانجراف إلى الدفع لماذا أشتري هذه السلعة؟ وهل سآكلها أنا وأسرتي وأنهيها بالكامل؟ وماذا عن الكمية؟ وأوضح الخبير في قضايا المستهلك أن هذه الأسئلة تجعل الشخص يتوقف عن الشراء الآني ويميل إلى التشاور من باب إعادة النظر في قراره حتى لو كان ثمن السلعة رخيصاً. وأورد المهندس حسن الكثيري أن خطورة الصرف العشوائي هي المسبب الرئيسي لخرق الميزانية لدى فئة كبيرة من الأفراد، ولاسيما مع الاعتماد الكلي على البطاقات الائتمانية. وحذر من الوقوع رهينة مغريات السوق خلال شهر رمضان وعلى أبواب الإجازة الصيفية، لأنها تجعل الشخص يشتري أموراً يعتقد أنها ضرورية له ولأسرته. في حين أنه يرمي أمواله ويمعن في تراكم خسارته.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©