الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شكر: قانون صارم ينص على غرامات عالية لمكافحة التدخين يصدر قريباً

شكر: قانون صارم ينص على غرامات عالية لمكافحة التدخين يصدر قريباً
6 سبتمبر 2008 02:22
أكد الدكتور علي شكر مدير عام وزارة الصحة أن القانون المرتقب لمكافحة التبغ المتوقع صدوره خلال المرحلة المقبلة من مجلس الوزراء يشدد العقوبات على ممارسي هذه الظاهرة في الأماكن العامة· ووصف القانون بـ''الصارم جداً'' لفرضه غرامات عالية تحد من تداول وترويج التبغ والسجائر في الأسواق المحلية· وجاءت تصريحات شكر خلال المجلس الرمضاني الذي تنظمه وزارة الصحة خلال شهر رمضان في أولى محطاته برأس الخمية، حول ''صحة وأوضاع وثقافة المراهقين في الدولة في ظل المتغيرات العصرية والمعطيات المحيطة بهم''· كما تناول المخاطر التي تطوق شريحة المراهقين صحياً ونفسياً واجتماعياً وأخلاقياً وثقافياً· ويؤيد مشروع قانون مكافحة التبغ الذي انتهت اللجنة الفنية للتشريعات من مناقشته مؤخراً ورفعه إلى اللجنة الوزارية للتشريعات، تمهيداً لإحالته بعد ذلك إلى مجلس الوزراء ''حظر التدخين بكافة أنواعه بما يدعم توفير البيئة الخالية من تلوث التبغ''· ويتضمن مشروع قانون مكافحة التبغ، وفقاً لتصريحات سابقة لشكر، 28 مادة ويحظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة ويحدد أماكن محددة في الأماكن العامة المفتوحة للتدخين، كما يحظر بيع التبغ بكافة أنواعه لمن تقل أعمارهم عن 18 سنة· واشتمل مشروع القانون على عقوبات على من يخالف أحكامه تتراوح بين السجن والغرامات المالية، ورفض شكر الكشف عن قيمة الغرامات أو مدة السجن في حالة المخالفة· وأوضح الدكتور محمد أمين مدير الرعاية الصحية الأولية في ''طبية رأس الخيمة'' أن الإصابة بالأمراض المزمنة والتي تصاعدت بين الشباب والمراهقين خلال السنوات الماضية ترجع إلى عوامل أهمها التدخين والغذاء غير الصحي وقلة الحركة، وهو ما يسمى إجمالا نمط الحياة غير الصحي، حيث تعتمد 50 % من صحة الفرد على نمط الحياة الصحية 10% فقط على الرعاية الصحية و25% على العوامل الوراثية و15% على نظيرتها البيئية· وقال إن 50% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب يمكن منعها بتغيير نمط الحياة، في حين يتسبب التدخين في 5 ملايين وفاة سنوياً، بينما يقف الغذاء غير الصحي وراء 3 إلى 5 ملايين حالة وفاة سنويا، وهو ما يشمل كثرة نسبة الدهون والحلويات وزيادة الملح والوجبات السريعة والمشروبات الغازية والنكهات الصناعية في الأغذية· ولفت الدكتور أمين إلى أن ''السيجارة'' تضم 400 مادة ضارة منها 40 إلى 60 مادة يمكن أن تسبب أحد أنواع السرطانات، في حين تعمل أساليب الدعاية للترويج للتبغ والتدخين على ربط تلك العادة السيئة والضارة بالرجولة سواء العضوية أو النفسية والمعنوية، مشيرا إلى أن الغرب يشهد تراجع نسبة المدخنين، في حين نعيش في بلدنا واقعا مرا ومعاكسا، حيث تتصاعد معدلات المدخنين· وأكد المشاركون في المجلس الرمضاني أهمية قانون ''مكافحة التبغ'' المقرر صدوره خلال المرحلة المقبلة من قبل مجلس الوزراء، وهو من المؤمل أن يساهم في مكافحة انتشار آفة التدخين خاصة بين الأطفال والمراهقين· أما الدكتور طلعت مطر رئيس قسم الأمراض النفسية في مستشفيي إبراهيم حمد عبيدالله وسيف بن غباش في رأس الخيمة، فقد لفت الى دراسة أجراها قسم الأمراض النفسية في مستشفى عبيد الله في رأس الخيمة شملت 500 مراهق يتوزعون على مدارس ثانوية وإعدادية، كشفت أن نسبة المدخنين المستمرين على تلك العادة بين الطلبة تصل إلى 14%، في حين تبلغ نسبة الطلبة الذين جربوا التدخين مرة واحدة 23 %· وكشفت إحصائيات حديثة لوزارة الصحة عن تزايد انتشار التدخين في أوساط الشباب من الجنسين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عاماً· وأشارت الإحصائية إلى أن نسبة المدخنين تتجاوز 35% في أوساط الشباب، وتصل إلى 34,5% بين طلاب المدارس الثانوية والإعدادية، و14% بين الطالبات في نفس المراحل الدراسية، و14% من كبار السن مدخنون، وتتراوح إجمالي النسبة بين شرائح المجتمع المختلفة بين 30% و 35%، وفقاً للتقديرات التي ذكرتها الدكتورة وداد الميدور مسؤولة فريق عمل مكافحة التبغ في وزارة الصحة· وفي إطار محاولاتها لمحاصرة المدخنين، أصدرت الحكومات المحلية والبلديات عدداً من القرارات التي تحظر التدخين في أماكن العمل والأماكن العامة المغلقة· ومنعت الجهات المعنية التدخين في مراكز التسوق والمطارات والحافلات والأماكن المغلقة باستثناء الأماكن المخصصة للتدخين شريطة حصولها على موافقة مسبقة من العيادة وقسم صحة المجتمع بإدارات الصحة العامة في البلديات· ووقـعــت دولـــة الإمــــارات ممثلـــة في وزارة الصحــــة منذ عام على الاتفاقـــيـــة الــــدوليــــة لمكافحـــــة التــدخــين المقدمـــــة مــــن قبــــل منظمــــة الصحــة العالمية· ووفقاً لإحصائيات اللجنة الخليجية لمكافحة التبغ، تستورد السعودية 37 ألف طن كمتوسط سنوي من مشتقات ومواد التبغ وتأتي في المرتبة الأولى، تليها عمان بحوالي 34 ألف طن تبغ، ثم الإمارات في المرتبة الثالثة بنحو 23 ألف طن تبغ، والكويت بحوالي 17 ألف طن، وأخيراً كل من قطر والبحرين بنحو 11 ألف طن لكل منهما· وتوجد 3 عيادات تابعة لوزارة الصحة للإقلاع عن التدخين الأولى في الشارقة والتي افتتحت منذ 3 سنوات وتردد عليها 5000 حالة أقلعت فعلياً عن التدخين 2000 حالة منها، بينما تردد على عيادة رأس الخيمة التي افتتحت قبل 7 أشهر حوالي 400 حالة تعافى منها 25 شخصاً· أما العيادة الثالثة في دبي وافتتحت قبل عام وتردد عليها 300 شخص· وتقدم عيادات الإقلاع عن التدخين التابعة لوزارة الصحة، كما أفاد شكر، العلاج مجاناً للمواطنين، فيما يتم تحصيل 50 درهماً أسبوعياً من المقيمين، ويحصل جميع الأشخاص، سواء من المواطنين أو المقيمين، الراغبين في الإقلاع عن التدخين على استشارات مجانية· ويكلف علاج مرض سرطان الرئة الذي يعتبر التدخين من الأسباب الرئيسية للإصابة به، وزارة الصحة ما لا يقل عن 2 مليون درهم سنوياً، بينما تتراوح تكلفة علاج المدخن الواحد على الوزارة ما بين 2200 و 2500 درهم موزعة على فترة العلاج التي تتضمن منحه الأدوية المخصصة والطاقم الطبي المخصص· إلى ذلك، دعا الدكتور علي شكر خلال الحوار الذي عقد بمجلس العميد عبدالله جمعة مدير الإدارة الأمنية بمدينة الرمس برأس الخيمة، إلى عدم التواري خجلا من الثقافة الجنسية لدى الابناء، مشيرا إلى أنهم يجهلون أدنى مقوماتها، وهو ما يعتبر ''خطراً نفسياً واجتماعياً''· وطالب الدكتور شكر بتضمين المناهج الدراسية والتربوية قدرا من ''الثقافة الجنسية''، بما يتناسب مع قيمنا وتقاليدنا، محذرا من استمرار تجاهل الثقافة الجنسية في تلك المناهج في ظل حالة الانفتاح التي تعيشها الدولة وواقع التركيبة السكانية، حيث يصل عدد الجنسيات التي تعيش على أرض الدولة إلى 217 جنسية، فيما لا يزال الآباء في مجتمعنا يعانون من عقدة الخوف من مصارحة الأبناء جنسيا، محذرا من حصر المراهقين في ''زاوية حادة''، مؤكداً ضرورة رفع منسوب الوعي الجنسي بين الأبناء من الشباب والمراهقين لحمايتهم من المفاهيم السلبية· وأوضح أن مبادرة وزارة الصحة تجاه المراهقين إحدى المبادرات الرئيسية للوزارة، باعتبارهم يشكلون اللبنة الرئيسية والبنية التحتية للمجتمع، مؤكدا أن حماية المراهقين والحفاظ على صحتهم النفسية والعضوية مسؤولية مشتركة بين الوزارة ومختلف مؤسسات المجتمع المدني المحلي تشمل وزارة التربية والتعليم والمدارس وسواها· وشارك في المجلس الى جانب شكر، عبدالله الشاهين مدير منطقة رأس الخيمة الطبية وخليفة مكتوم المهيري نائب مدير المنطقة ونخبة من الأطباء وأهالي الرمس والمناطق المجاورة في إمارة رأس الخيمة، من بينهم شريحة من الشباب و ''المراهقين'' ممن حرصوا على المشاركة والحضور·
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©