باكستان: مقتل 3 أطفال وامرأتين بنيران طائرة مجهولة

قتل ما لا يقل عن ثلاثة أطفال وامرأتين امس في شمال غرب باكستان لدى سقوط ثلاثة صواريخ اطلقتها طائرات دون طيار تتفرد القوات الاميركية المتمركزة في افغانستان المجاور بامتلاكها، قبل ان يهدأ التوتر بسبب هذه الهجمات، بين إسلام اباد وواشنطن التي اكدت امس انها تحترم سيادة باكستان· وفيما أعربت المانيا امس عن تفهمها لغضب باكستان حيال هذه الهجمات التي تطال مدنيين، قدرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عدد من فروا من المعارك الدائرة في باجور شمال باكستان بمئتي ألف مدني· وفي الأثناء يصوت النواب الباكستانيون اليوم لانتخاب آصف علي زرداري رئيسا للبلاد· وقال مسؤول كبير في الأجهزة الأمنية الباكستانية طلب عدم كشف اسمه امس ان الصواريخ سقطت على منزلين في قرية غورويك بيبالي في اقليم شمال وزيرستان احد معاقل طالبان الباكستانيين وعناصر القاعدة· وقال زميل له مؤكدا هذه الحصيلة ''قتل ثلاثة اطفال وامرأتان''· وتعذر تأكيد هذه المعلومات من مصادر اخرى غير ان صواريخ اميركية تسقط بشكل شبه يومي في الآونة الاخيرة على المناطق القبلية الباكستانية المحاذية لافغانستان حيث تؤكد واشنطن ان القاعدة وحركة طالبان اعادتا تشكيل قواتهما· ووقعت هذه الضربة الجديدة بعد يومين على اول غارة اعلنت عنها اسلام اباد للقوات الاميركية المنتشرة في افغانستان على الاراضي الباكستانية وقد اوقعت بحسب اسلام اباد ما لا يقل عن 15 قتيلا من المدنيين بينهم نساء واطفال· ورفضت واشنطن حتى الان التعليق على هذه المعلومات من دون أن تنفيها ايضا· لكن البيت الابيض اكد امس ان الولايات المتحدة تحترم سيادة باكستان، وذلك ردا على الاتهامات الباكستانية بانتهاك القوات الاميركية سيادة البلاد· وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض ''نحن على اتصال متواصل مع الباكستانيين· نحن نحترم سيادتهم وندعم حكومتهم المدنية الجديدة''· وقالت ''نحن ملزمون بالتعاون، ومصممون على التعاون معهم لمكافحة المتطرفين الذين يهددوننا جميعا''· واضافت ان الرئيس الاميركي جورج بوش ''يشعر بالحزن عند مقتل ابرياء''· وفي المقابل أعرب وزير الدفاع الالماني فرانس جوزيف يونج عن تفهمه لغضب باكستان من قيام قوات حلف شمال الاطلسي (الناتو) بمهمة عسكرية على أراض باكستانية عند الحدود مع أفغانستان· وأكد يونج عقب محادثات سياسية أجراها في إسلام آباد امس على أهمية ''مراعاة سلامة الاراضي الباكستانية'' وقال إنه من المهم أن تقوم باكستان بمكافحة ''الارهاب'' على أراضيها ''وألا نقوم نحن بذلك بشكل أحادي من الجانب الافغاني''· الى ذلك اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس ان اشتداد المعارك في ولاية باجور القبلية في شمال باكستان حيث شن الجيش عملية عسكرية قبل اربعة اسابيع، ارغم اكثر من 200 الف مدني على الفرار من قراهم· وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى باكستان باسكال كوتا خلال مؤتمر صحفي في جنيف ''هناك حرب فعلية تدور حاليا في منطقة باجور''· واضاف ان القوات الحكومية ''تواجه خصوصا المعارضة'' في هذه المنطقة المعروفة بتحولها الى معقل للقاعدة على الحدود مع افغانستان· واوضح ان غالبية السكان الرجال ظلوا في ديارهم لحماية ممتلكاتهم وكذلك لعدم ترك اراضيهم في موسم الحصاد· وتابع ان قسما كبيرا من المدنيين فروا جنوبا الى منطقتي مردان وبيشاور الحضريتين، في حين اتجه قسم منهم شمالا نحو لوير دير· واضاف ان 14 ألف شخص عبروا الحدود باتجاه افغانستان ''الاكثر امنا'' بالنسبة اليهم، على حد قوله· واعلنت السلطات الباكستانية وقفا لإطلاق النار خلال شهر رمضان الذي بدأ في الأول من سبتمبر· من جانب آخر يصوت النواب الباكستانيون اليوم لانتخاب آصف علي زرداري زوج الزعيمة الراحلة للمعارضة بنازير بوتو الذي لا يتمتع بشعبية والمثير للجدل رئيسا في بلد مهدد أساسا بالفوضى السياسية والاقتصادية وبمخاطر الارهاب الإسلامي· وسيخلف زرداري برويز مشرف الجنرال الذي قام بانقلاب للاستيلاء على السلطة قبل تسع سنوات، بعدما اضطر الى الاستقالة في 18 أغسطس تحت ضغوط ائتلاف هش من الفصائل المعارضة سابقاً فاز في الانتخابات التشريعية في فبراير· وتجمع الصحف تقريبا في افتتاحياتها على إبداء تخوفها منذ الآن حيال ''التأثيرات السلبية'' لتنصيب شخصية مثيرة للجدل الى هذا الحد في وقت تقف البلاد على شفير الإفلاس والفوضى· وأسقط القضاء قسما من الملاحقات بحق زرداري الذي أمضى 11 عاما في السجن بتهمة الفساد والقتل في وقت كانت زوجته في السلطة (1988-1990 و1993-1996) وقد عفا عنه الرئيس مشرف قبل عام في وقت كان يجري مفاوضات مع بوتو بهدف التوصل الى اتفاق على تقاسم السلطة· وسيصوت اعضاء البرلمان والمجالس الإقليمية الاربعة اليوم السبت ومن غير المتوقع ان يحصل المرشحان المنافسان له رئيس السلطة القضائية المتقاعد سعيد الزمان صديقي ومشاهد حسين المقرب من مشرف سوى على بضعة أصوات من معسكريهما·