الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وحدة السودان

6 سبتمبر 2008 02:41
خطت الحكومة المركزية في الخرطوم والتي يقودها حزب المؤتمر الوطني (الإنقاذ)، خطوة إيجابية مهمة خلال شهر أغسطس الماضي شأنها أن تساهم في تقريب الشقة بين شمال السودان وجنوبه، وأن تساعد في أن يكون خيار الوحدة جاذباً للجنوبيين، عندما يحين موعد الاستفتاء على المصير عام 2011م، تتلخص هذه الخطوة في قيام الخرطوم بإنشاء عدد من الجسور التي توفر مزيداً من المياه للري الزراعي وتشكل أداة للتواصل بين عدد من ولايات الإقليم الجنوبي، وقد أنفقت الحكومة المركزية على هذا الجهد الاعماري، ولأهميته فقد قام رئيس الجمهورية بنفسه بافتتاح هذه المشاريع· إن انفصال الجنوب الذي يكوّن ما يقارب ثلث مساحة السودان عن شماله، يعد الآن هاجساً يؤرق كثيرين من المواطنين في الشمال وفي الجنوب، ولهذا فقد كان هناك ترحيب بما جاء في اتفاقية السلام ''نيفاشا'' من دعوة للشماليين والجنوبيين بالعمل من أجل وضع الأسس لأعمال تكون جاذبة لأهل الجنوب للوقوف مع خيار الوحدة؛ وغني عن القول إن أغلبية الجنوبيين يفضلون خيار الانفصال حتى يومنا هذا، ولا بد من مضاعفة الجهود في الشمال والجنوب للتغلب على هذا الاتجاه· لقد انقضت الآن نحو ثلاث سنوات منذ أن بدأ تطبيق الاتفاقية، ويمكن القول بأن الحزب الحاكم في الشمال لم يقدم ما يعد مساهمة حقيقية في جعل خيار الوحدة جاذباً، بل إن منتقدي هذا الحكم يشيرون إلى سماح حزب المؤتمر الوطني لعدد من قيادييه بتكوين جماعة نشطة تدعو للانفصال، وساعدتها الحكومة في أن تكون لها صحيفة يومية تركز همها الأول في الدعوة لانفصال الشمال عن الجنوب حتى قبل أن يحين موعد الاستفتاء· وفي المقابل فإن من العدل أن نشير إلى أن الحركة الشعبية لتحرير السودان -التي تحكم الجنوب- قد أيدت بعض المبادرات التي يمكن أن تعزز خيار الوحدة، ومن ذلك حرصها على أن تكون لها فروع وأنشطة في عدد كبير من مدن السودان الشمالي، ومن ذلك أيضاً الحديث عن ترشيح قائد الحركة الشعبية ورئيس حكومتها لمنصب رئيس الجمهورية الذي سيجرى انتخابه في العام القادم، ولكن رغم هذا فإن حركة الوحدة فقدت عنصراً مهماً من دعاتها الزعيم ''جون قرنق'' الذي كان قد أسس دعوته وقتاله ضد الشمال تحت شعار ''وحدة السودان''، وليس انفصال الجنوب كما دأبت على ذلك الحركات الجنوبية التي سبقته· إن انفصال الجنوب عن الشمال لوحدث، لا قدر لها، سيكون نهاية لوضع جغرافي واجتماعي استمر لأكثر من قرنين وستكون له آثار سلبية كبيرة على عدد من البلدان المجاورة التي تخشى أن تلجأ بعض الأقليات فيها لخيار الانفصال كما هو الحال في أثيوبيا مثلاً· ثم إن ذلك الانفصال سيكون مصدر قلق للجارة الكبرى جمهورية مصر العربية التي تهمها المحافظة على مجرى النيل والاكتفاء بشريك واحد بدلاً من شريكين إذا قامت في الجنوب حكومة مستقلة· لقد كان لقيام الحكومة المركزية على تبني مشروعات في التعمير في الجنوب بإنشاء وافتتاح تلك الجسور خطوة في الطريق الصحيح والأمل الآن معقود على الاستزادة من ذلك الوضع حتى يكون خيار الوحدة جاذباً· محجوب عثمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©