الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

5 قتلى بغارات جوية سودانية على «الوحدة» الجنوبية

5 قتلى بغارات جوية سودانية على «الوحدة» الجنوبية
15 ابريل 2012
أعلن جنوب السودان أمس عن صد قواته هجوماً للجيش السوداني لاستعادة منطقة هجليج النفطية الحدودية التي سيطر عليها الثلاثاء الماضي. في وقت اتهمت سلطات ولاية الوحدة الجنوبية الطائرات السودانية بشن غارات جوية على بلدة بانتيو كبرى مدن الولاية، مما أسفر عن سقوط 5 قتلى، و6 جرحى على الأقل. وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان الكولونيل فيليب اغوير “إن قوات الجيش الشعبي صدت هجوم عناصر للجيش السوداني في قرية كيليت التي تبعد نحو 42 كيلومتراً عن هجليج التي كانت تسيطر عليها الخرطوم، وتطالب بها جوبا”. وأضاف “ان المعارك التي جرت أسفرت عن تدمير دبابتين للجيــش السوداني، وان الجيـش الشعـبي ما زال يسيـطر على هجليج”. وقال اغوير “إن كتيبة مشاة من الجيش السوداني تحاول التقدم إلى هجليج عبر طريق كيلك-ترسانا، وقوات الجيش الشعبي تراقب عن كثب تقدمهم باتجاه المنطقة”. وكشف عن سقوط 19 قتيلا من “الجيش الشعبي” في معركة الاستيلاء علي هجليج الثلاثاء الماضي، فيما سقط 240 قتيلا من جنود الجيش السوداني. ونفى وجود أي قوات لجنوب السودان في ولاية النيل الأزرق وأبيي. بينما قال وزير الإعلام في جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين “حاول الجيش السوداني مهاجمة مواقعنا على بعد نحو 40 ميلا شمالي هجليج فجراً، إلا أنه تم احتواء الوضع.. هجليج ما زالت تحت سيطرتنا”. وأكد اغوير قصف الطائرات السودانية من طراز “ميج 29” أمس المناطق الحدودية في جاو وباناكواش في ولاية الوحدة الجنوبية، وهو الأمر الذي أكده أيضاً جدعون قطفان المتحدث باسم السلطات المحلية في الولاية، وقال “إن عمليات القصف الجوي، التي نفذتها طائرات انتونوف، واستهدفت بانتيو ومناطق شمال الولاية، ما زالت مستمرة، حيث أدت قنبلة سقطت قرب سوق للسيارات على مقربة من جسر بانتيو الى سقوط 5 قتلى، معظمهم من التجار، و6 جرحى على الاقل، بينهم امرأة”، وأضاف “ألقيت ثلاث قنابل قرب جسر بانتيو لكنه لم يدمر”. وكان المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد أعلن أمس الأول “أن الجيش السوداني يتقدم نحو مدينة هجليج، وأن الموقف سيحسـم خلال ساعات”، وقال “إن خطط جنوب السودان الرامية للسيـطرة على كل ولايـة جنوب كردفان قد فشلت”، داعياً المجتمـع الدولي إلى التحرك لوقف القتال. بينما قال جنوب السودان إنه لن ينسحب من هجليج إلا إذا انتشرت قوات للأمم المتحدة لمراقبة وقف لإطلاق النار. من جهته، أفاد مصور لوكالة “فرانس برس” بأن نحو 100 جندي من القوات السودانية من الذين أصيبوا في المعارك الأخيرة مع جنوب السودان في هجليج يعالجون حالياً في مستشفى الخرطوم العسكري”. وجال المصور مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، ووزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين، خلال زيارتهما الى المستشفى، موضحاً أن الجرحى توزعوا على 16 غرفة، بمعدل ستة أشخاص في الغرفة. وفر حوالى 10 آلاف شخص من المعارك بين السودان وجنوب السودان في منطقة هجليج الحدودية بين نهاية مارس ومطلع أبريل، بحسب النشرة الأسبوعية للشؤون الإنسانية التي نشرتها أمس الأمم المتحدة، والتي ذكرت نقلاً عن اللجنة السودانية للشؤون الانسانية أن معظم هؤلاء المدنيين أتوا من قرى محيطة بهذه المنطقة النفطية، وتوزعوا على مواقع مختلفة، بما في ذلك هجليج، ومناطق أخرى في الشمال. وهذه الأرقام تغطي الفترة الممتدة من اندلاع أولى المعارك في المنطقة نهاية مارس وحتى الثامن من أبريل، أي خلال يومين قبل الهجوم الجديد لجيش جنوب السودان على هذه المنطقة المتنازع عليها الذي أدى إلى معارك أكثر ضراوة وإلى سيطرة الجنوب على هجليج. إلى ذلك، شرعت الدبلوماسية السودانية بحملة دولية لحشد موقف في مواجهة عدوان جنوب السودان على هجليج. وينتظـر أن يبدأ وزيـر الخارجية علي كرتي في غضون اليومين المقبلين جولة إفريقية تشمل دولتي نامبيا وجنوب إفريقيا يسلم خلالها رئيسي الدولتين رسائل من الرئيس عمر البشير تتعلق بعدوان جوبا على الأراضي السودانية. وأعـربت وزارة الخارجية عن ارتياحها لإجماع المجتمع الدولي على إدانة حكومة الجنوب، واعتبارها معتدية على الأراضي السودانية. وقال المتحدث الرسـمي باسم وزارة الخارجية العبيد أحمد مروح إن الدبلوماسية ساعدت في تقديم قضـية السـودان، وعملت على تفاعل المجتمع الدولي معها في سابقة نادرة، وجدد رفض بلاده مساومة هجليج بأبيي، مؤكداً أن المنطقتين سودانيتان طبقاً للوثائق والخرائط. فيما التقى وزير الدولة في الخارجية صلاح الدين عبدالله ونس سفيري الصين وروسيا الاتحادية في الخرطوم، وطلب منهما ممارسة مزيد من الضغط على دولة جنوب السودان للانسحاب الفوري من هجليج. إلى ذلك، أكدت صحيفة”لوموند”الفرنسية في عددها الصادر أمس أهمية دور دول الجوار الإفريقية في تسوية الصراع الدائر في الوقت الحالي بين السودان وجنوب السودان. وتناولت الصحيفة في افتتاحيتها فشل جهود الوساطة التي بذلها الاتحاد الأفريقي لتسوية الصراع الذي نشب مؤخراً بين الدولتين، وقالت إن العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي ما زالوا متمسكين بالتصور القائل إن الرئيس عمر البشير الذي صدر بحقه أمر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية ضحية مؤامرة غربية. وأضافت “أن على نادي حكام افريقيا أن يضع في حسبانه أن البشير يسلح ميليشيات، ويسعى للحصول على المساعدة من إيران من أجل إثارة صراع مع جنوب السودان”. ودعت الصحيفة إلى عدم غض الطرف عن التصرفات التي يقوم بها البشير، واختتمت قائلة “إن الأفارقة مطالبون بشكل ملح بممارسة ضغوط على كل من الخرطوم وجوبا للحيلولة من دون وقوع حرب بينهما تشبه الانتحار”.
المصدر: الخرطوم، جوبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©