النرجسية

عبير زيتون (رأس الخيمة) تقول الأسطورة، إن نركيسوس (باليونانية) شخصية أسطورية، وهو ابن النهر «كيفيسوس» والحورية «ليريوبي»، حيث يقال وفق الرواية التي نقلها لنا «أوفيديوس» في كتابه التحولات، إنه كان خارق الجمال، وإنه رفض عرض الحورية إيخو («صدى») التي جفَّت من فرط عشقها له، حتى تحولت في النهاية إلى صخرة ولم يبقَ منها إلا «صداها». أما هو، فقد غرق في الماء بينما كان «يتأمل» صورة وجهه، فتحول إلى زهرة «النرجس»، التي مازالت تحمل اسمه إلى اليوم. وفي التعريف الفلسفي تُنسَب النركيسية (النرجسية) إلى أسطورة نركيسوس (الذي يقال إنه افتتن بانعكاس صورة وجهه على وجه الماء، فحاول الإمساك بها، ما أدى إلى غرقه). والمقصود بها حب صورة الذات. وهو يُعتبَر في منظور علم النفس نوعًا من النكوص أي «الرجوع أو إلى مرحلة سابقة من مراحل العمر، وممارسة السلوك الذي كان يمارسه في تلك المرحلة). ومن منظور علم النفس يعتبر العالم النفسي البريطاني«هافلوك إيليس» (1859 - 1939) أول من استخدم المصطلح عام«1898» في علم النفس، ليعاد استخدامه عام 1910 من قبل الطبيب النمساوي«سيغموند فرويد»، وهو يعبر عن حالة يصبح فيها الشخص، أو جسمه، موضع حب ذاته. بعد«فرويد»استعان«جاك لاكان» وهو محلل نفسي فرنسي،بأسطورة«نركيسوس» ليوضح أن تشكل الأنا المثالية إنما يرتبط بـ«مرحلة المرآة»، وهي تلك اللحظة التي يُغرَم فيها الطفل بصورة ذاته عن طريق ملاءمتها مع صورة سواه. أما المحلل النفسي«دانيال لاغاش»، فقد اعتقد بأن تشكل«الذات المثالية» إنما ينبع من تلك المرحلة النرجسية، لأن تلك الصورة المجملة للذات إنما تنبع من تلك الرغبة التي تجعل الفرد يسعى إلى استعادة ما يتصوره بوصفه الاستقلال الذاتي النرجسي. (وهو ماعبرت عنه الرواية النفسية التاريخية»الأحمر والأسود«للروائي الفرنسي«ماري هنري بيلي»، الذي اشتهر باسم«ستاندال»، حيث يحاول بطل القصة«جوليان سوريل»أن يتماهى مع شخصية الإمبراطور نابوليون الأول).المرجع«القاموس الفلسفي». فيما تلخص«ويكبيديا» النرجسية«بالقول: هي حب النفس أو الأنانية، وهو اضطراب في الشخصية يعتبر مرضياً، ويتميز صاحبه بالغرور والتعالي، والشعور بالأهمية، ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين.