الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هجوم القدس.. «حماس» أم «داعش»؟!

20 يونيو 2017 22:24
إن الوقائع ليست محل نزاع، ففي يوم الجمعة، شنت مجموعة صغيرة من الأفراد هجوماً بالقرب من المدينة القديمة في القدس. وباستخدام أسلحة نارية وأسلحة بيضاء، تمكنوا من قتل شرطية وإصابة ثلاثة آخرين. لكن ما حدث بعد ذلك كان مصدراً للجدل. فبعد ساعات قليلة، أعلن تنظيم «داعش»، في بيان نقلته وكالة «أعماق»، ذراعه الإعلامي، مسؤوليته عن الهجوم، قائلاً إن «جنود الخلافة» قاموا بشن «عملية مباركة على تجمع من اليهود»، كما أعطى التنظيم أسماء المهاجمين الثلاثة وهم «أبو البراء المقدسي وأبو حسن المقدسي وأبو رباح المقدسي» ووعدت المنظمة الإرهابية بتنفيذ المزيد من العمليات المماثلة في إسرائيل. غير أن «حماس» رفضت، بعد دقائق، هذا التأكيد. وقالت الجماعة المسلحة إن أحد المهاجمين كان من أعضائها، بينما ينتمي الآخران إلى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وكلاهما من الجماعات الفلسطينية المسلحة التي تقاتل الاحتلال الإسرائيلي. وكتب «عزت الرشق» مسؤول «حماس» على تويتر «إن الشهداء الأبطال الثلاثة الذين نفذوا عملية القدس لا علاقة لهم بتنظيم داعش، وأنهم ينتمون إلى حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». وقد قام ثلاثة شباب فلسطينيين، حسب الشرطة الإسرائيلية، بتنفيذ عمليتين في القدس، إذ أطلق اثنان من الثلاثة النيران على قوات الأمن الإسرائيلية في شارع السلطان سليمان، بينما قام الثالث بطعن شرطية من حرس الحدود في رقبتها بباب العمود، قبل أن تلفظ أنفاسها في المستشفى. وقال الجيش الإسرائيلي إن التحقيق الذي أجراه أثبت أن المهاجمين الثلاثة، والذين قتلوا في مكان الحادث، كانوا من سكان الضفة الغربية. وأضاف مسؤولون أن اثنين منهم (وهما مراهقين) جاؤوا من قرية بالقرب من رام الله. إن التنافس على ادعاء المسؤولية يسلط الضوء على التحدي الرئيسي في عصر الإرهاب العالمي: كيف يتسنى للدول تحديد من هو المسؤول حقاً؟ إن تحديد المسؤولية هو أمر مهم لأن الجماعات المسلحة تستخدم هجمات مثل هذه لتحفيز أتباعها وإثارة الخوف. وادعاء القيام بهجمات يعد من التكتيكات الرئيسية لتنظيم داعش. وكثيراً ما تقول الجماعة الإرهابية إنها ارتكبت اعتداءات ليست منسقة مركزيا أو لم توجهها القيادة لتنفيذها. وفي هذا الصدد، قال «كامران بوخاري»، زميل في جامعة «جورج واشنطن» ومحاضر بارز في جامعة أوتاوا، للإذاعة الكندية: «إنها تخلق تصورا بأن داعش آخذة في التوسع، حتى وإن كانت تتعرض لهجوم على جبهات متعددة في كل من العراق وسوريا. وهذا من شأنه أن يخلق نوعاً من الذعر، وهذا يعمل لصالح داعش». وقال «سكوت ستيوارت»، نائب رئيس قسم التحليل التخطيطي في شركة ستراتفور للاستخبارات الجيوسياسية، ومقرها في الولايات المتحدة، إن «العلاقات العامة مهمة. وهناك ميدانان: ساحة المعركة المادية وساحة المعركة الأيديولوجية أو الإعلامية». وأوضح ستيوارت أن «داعش» سيزعم مسؤوليته عن القيام بنوعين من الهجمات: عدد صغير من الهجمات الذي توجهه قيادة داعش في العراق وسوريا، ومجموعة أكبر بكثير يرتكبها «الجهاديون» من القاعدة الشعبية الذين يتصرفون إلى حد كبير من تلقاء أنفسهم، لكنهم يعلنون ولاءهم للجماعة. وهذا لا يعني القول إن المزاعم هي كلها أكاذيب. فالخبراء يقولون إنه عندما يزعم داعش مسؤوليته عن هجوم، يكون هناك علاقة ما بالتنظيم. وحسب وكالة «أسوشيتد برس»، فإن مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية قالوا إنهم يعتقدون أن الجماعة تركز جهودها الرئيسية على مهاجمة الدول العربية، لكنهم حذروا من أن هجوماً ناجحاً على الإسرائيليين سيضيف إلى مكانة المنظمة في العالم العربي. وهذا جزء من السبب الذي يجعل الدول تقدم تقاريرها الخاصة بعد وقوع هجوم. وللتحقق من المسؤولية، يلجأ المحققون لاستخدام العديد من الأدوات: فهم يدخلون حسابات عبر وسائل الإعلام الاجتماعي. كما أنهم يتتبعون خطوات الجناة، ويحاولون تحديد من أين جاءت أموالهم ومن الذين كانوا على اتصال معهم. وهم يحاولون معرفة إلى أين سافر المشتبه بهم ومع من يتحدثون على هواتفهم النقالة. وفي بعض الحالات، يقدم الهجوم نفسه أدلة مهمة. فشظايا قنبلة، على سبيل المثال، من الممكن أن تظهر هوية صانع القنبلة. *صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©