الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«نظرة من الداخل» يتجاوز المعايير الأكاديمية

«نظرة من الداخل» يتجاوز المعايير الأكاديمية
16 ابريل 2015 22:01
فاطمة عطفة (أبوظبي) نظمت جامعة نيويورك أبوظبي، بالتعاون مع مهرجان أبوظبي ندوة بعنوان: «نظرة من الداخل: معرض الفن العربي المعاصر» لمناقشة فن التصوير الضوئي والأعمال الفنية متعددة الوسائط، وذلك يوم أول أمس على مسرح الجامعة بمقرها في مدينة السعديات. شارك في جلسات النقاش كل من الفنانين: خليل عبد الواحد، حازم حارب، تمام عزام، أحمد جاد الله، كميل زكريا، منال الدويان، بحضور عدد من أساتذة الجامعة وطلابها، إضافة إلى الشريك المؤسس لمعرض فوتو فيست، ومساعد منسق معرض «نظرة من الداخل»، وندي واتريس. وأدار الجلسات الأستاذان: طارق الغصين، شمعون زامير، من الجامعة. وخلال الحوار الذي دار، أشار الفنان الفلسطيني حازم حرب إلى أن تجربته في باريس أدت إلى تغير وجهة نظره في الفن المفاهيمي، حيث أصبح قادرا على إيصال الفكرة الفنية للمتلقي بشكل أسرع. وأوضح أنه تابع عمله الفني من دون توقف محافظا على طريقته، وهو يطلع على تجارب الآخرين ليتعرف عليهم من خلال أعمالهم. ويرى أن مشاركته في مهرجان أبوظبي كان لها أهمية في إغناء تجربته الفنية واكتساب رؤى مختلفة في لقاءاته وتفاعله مع جمهور عربي جديد. أما الفنان السوري تمام عزام، فقد أكد أنه يحب الانهماك في عمله وإنجازه أكثر من الحديث عنه لأن اللوحة تعبر عن مضمونها، وهي لا تحتاج إلى شرح. وبالمقارنة مع واقع الفن بالمنطقة قبل عشر سنوات. وأوضح عزام أنه لمس تطورا كبيرا سواء باهتمام المؤسسات الرسمية أو جمهور الفن، إضافة إلى دور الإعلام ومواكبته للمعارض والفعاليات الفنية التي تنظم في الإمارات. واعتبر عزام أن أي تجربة جديدة تقدم تحديا للفنان لأنه يختبر مسرحا جديدا ويكون بعيدا عن التكرار، وذلك من خلال المتلقي والمحيط المختلف، وهو يرى أن الفن لا يولد من المعاناة كما يقال بل هو يولد من الموهبة الفنية. ويؤكد الفنان اللبناني كميل زكريا على ضرورة الحوار النقدي، ويرى أن الفنانين العرب لديهم مواهب فنية عالية وابتكارات تتماشى مع أهم الفنون الحديثة، وهذا يمكنهم أن يقفوا بالساحة الفنية العالمية، لافتا النظر إلى أن الشباب لديهم الفهم والاطلاع على ما يتعلق بفنون العصر وإبداعات الجيل الجديد والصناعات الحرفية التي يصنعون، وهم يستخدمون هذه الطاقة في المشاركات النقدية، وهناك مراكز ومعاهد تنشئ صلة بين هذه الأجيال.وأكد أن الفن بحاجة إلى الاطلاع على أماكن ولقاءات مختلفة تغني تجربة الفنان، وهذه المشاركات لا تقل أهمية عن الدراسة الأكاديمية، مشيراً إلى أن الوسائط الحديثة ألغت الحدود والمسافات الفاصلة بين الشعوب، وشكلت إضافات هامة إلى تجارب الفنانين واطلاعهم على أعمال الآخرين، محذراً من خطر الوقوع في التقليد. واستكملت جلسات النقاش الوقت المخصص لها، وجاءت مشاركة الفنانة منال الدويان من السعودية للاطلاع على لون جديد، وقد بدأت بالحديث حول مسيرتها الفنية من الطفولة حيث تسكن في منطقة أرامكو النفطية واللباس الأخضر «الهلاواني» الذي كانت ترتديه، مشيرة إلى أن معلمتها منيرة الموصلي علمتها في ذلك الوقت أصول الرسم، إلى جانب التحدي، حيث لم تكن النساء وقتها يعملن إلا مدرسات. كما تطرقت منال في حديثها إلى مجموعتها «من خيال الطبيعة» وبعض الصور التي أسمتها «الاختيار»، موضحة كيف استخدمت الكلمات والحروف في اللوحة، والتخلص من الإطار واستخدام مواد دقيقة بذلك. وعرض الفنان الإماراتي خليل عبد الواحد بعض الأعمال الفنية من مجموعته الخامسة، مبينا أهمية إنتاج الصور والأفلام ومنها فيلم «الوادي» الذي أنتجه في لبنان وشارك بعدد من المعارض، مشيرا إلى أن الفيلم يعتبر أساسا خاصا بالرسم، كما عرض فيلم الطريق شارحا ما حدث وقت تصويره وهو في طريق مدينة العين، وقتها كان يوجد عاصفة رملية، مبينا أن الفيلم يضم نقطة بصرية ونقطة الصحراء وحركة الرمال فيها، وأوضح أن وجود السحب والضباب والرؤية الضعيفة وقتها أدت إلى تغير منظر الطريق وأظهرت أشياء جميلة بالفيلم. أما فيلم «دراجات» ومدته ثلاث دقائق، فقد أوضح الفنان كيف تتغير الصورة فيه من زوايا مختلفة، إضافة إلى فيلم «متغيرات» الذي صوره من مكتبه في دبي ويظهر فيه منظر الغروب، إضافة إلى ازدحام السيارات في المواقف، مؤكدا على جمالية وأهمية فن الاستديو. وأكد خليل أن إقامة معرض بهذا المستوى في أبوظبي، سواء من خلال أهمية الأعمال التي عرضت أو أسما الفنانين المشاركين، فهذا يضيف إلى رصيد الحركة الفنية في الإمارات، معتبرا أن التطوير والتحديث بالفن ضروري على أن لا يخرج الفنان عن الإطار الذي هو فيه. أما الفنان أحمد جادالله، فقد انفرد بتجربة خاصة، فهو مصور وكالة أنباء رويتر وقد عرض صورا عندما أصيب في غزة، وتعرض لفقدان الوعي والإسعاف ينقله من مكان إلى آخر حتى فوجئ أنه في لندن. كما عرض صورا من مواقع الأحداث في العراق وليبيا وسوريا. وهو يعتبر أن الكاميرا ريشته الفنية التي لا يستطيع أن يفارقها، حتى خلال إصابته الخطرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©