الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن في معارك سوريا

20 يونيو 2017 22:25
أصبحت الولايات المتحدة أكثر انخراطاً على نحو خطير في الحرب السورية المجزأة، حيث إنها تحارب في ساحات القتال المحتقنة، والتي تحيط بأراضي تنظيم «داعش»، وفي يوم الأحد أسقطت طائرة أميركية مقاتلة طائرة حربية سورية للمرة الأولى خلال الصراع، وبعدها قامت روسيا، وهي حليف رئيسي للرئيس بشار الأسد، بتعليق اتفاق يهدف إلى منع وقوع حوادث مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سماء سوريا وهددت باستهداف طائرات أميركية. وبشكل منفصل، قالت إيران إنها أطلقت وابلاً من الصواريخ على أراضي «داعش» في شرق سوريا، ويشكل هذا الاعتداء أول ضربة رسمية لطهران ضد الجماعة المتطرفة في سوريا، ويدل على وصول قوتها العسكرية ضد الأعداء في جميع أنحاء المنطقة، وجاء الحادث بعد سلسلة من الضربات الأميركية ضد القوات المدعومة من إيران، والتي تتقدم على القوات الشريكة في رقعة استراتيجية من الأرض على طول الحدود العراقية. وفيما تكثف القوى العظمى على الجانبين المتقابلين من الحرب السورية العمليات ضد «داعش»، فإن مخاطر وقوع حادث عرضي تتزايد يوماً بعد يوم. كانت الولايات المتحدة قد تدخلت في سوريا لرد قوات «داعش» عن الخلافة المعلنة ذاتياً، والتي كانت يوماً ما تمتد في عمق العراق، بيد أن الدور الأميركي أدى إلى عدم استقرار حلفاء الأسد، ليهدد بحدوث مواجهة مع روسيا وإقحام الميليشيات المدعومة من إيران في سباق مع قوات المتمردين التي تفضلها الولايات المتحدة للوصول إلى معاقل «داعش» الشرقية، ومن جانبه أكد الجيش الأميركي في ساعة متأخرة من مساء الأحد أن طائرة أميركية من طراز (إف -18 سوبر هورنيت)، قد أسقطت طائرة مقاتلة سورية من طراز (سوخوي-22)، ووقعت هذه المواجهة بالقرب من معقل «الطبقة» الذي كان يوماً ما تابعاً لـ«داعش»، وبعدها بساعات قامت القوات السورية بمهاجمة مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة، والمعروفة باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، وقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يُسقِط فيها الجيش الأميركي طائرة حربية سورية خلال الصراع المستمر منذ ست سنوات. وفي يوم الاثنين، أدانت روسيا هذه الضربة، ووصفتها بأنها «انتهاك صارخ للقانون الدولي»، وقالت إن قواتها ستعامل طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والطائرات من دون طيار باعتبارها أهدافاً إذا كانت تعمل في المجال الجوي السوري غرب نهر الفرات في الوقت الذي يكون فيه الطيران الروسي في مهام قتال. ووصف «بافل بايف»، باحث في شؤون الجيش الروسي في معهد أبحاث السلام بأوسلو، التهديد بأنه «خدعة في الغالب». وفي بيان بثته يوم الاثنين الماضي، حذرت «قوات سوريا الديمقراطية» من أنها سترد حال حدوث مزيد من الاعتداء من جانب القوات الموالية للأسد، مما يثير احتمال أن تضطر الولايات المتحدة إلى الانحراف بشكل أكبر عن سياستها المعلنة في سوريا، والتي تتضمن استهداف مقاتلي «داعش» فقط، ومن ناحية أخرى فإن التحالف العسكري المدعوم من أميركا يحرز تقدماً في ضواحي «الرقة»، التي كانت يوماً ما عاصمة تنظيم «داعش»، وتهيمن القوات الكردية على هذا التحالف الذي يتضمن أيضاً قوات عربية، وإذا تعرض مرة أخرى لهجوم من قبل القوات الموالية للأسد، ربما تضطر واشنطن إلى الدفاع عن الائتلاف، ما يثير خطر اشتعال سلسلة من التوترات مع القوات الإيرانية والسورية في المقاطعة الشمالية. ومن جانبه، قال الجنرال «جوزيف دانفورد»، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، إن «الإجراءات الوحيدة التي اتخذناها ضد القوات الموالية للنظام السوري - وهما حالتان محددتان - كانت دفاعاً عن النفس». *مراسلة صحيفة واشنطن بوست في مكتب بيروت **صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©