الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

البواردي: قيادتنا تؤمن بأن أمن البلاد يقوم على سواعد أبنائها

البواردي: قيادتنا تؤمن بأن أمن البلاد يقوم على سواعد أبنائها
15 مايو 2018 01:48
منى الحمودي (أبوظبي) أكد معالي محمد بن أحمد البواردي الفلاسي وزير دولة لشؤون الدفاع، أن التحديات متنوعة التهديد تحتم ضرورة مواكبتها والاستعداد لمواجهتها بكل ما يمكن من إمكانات بشرية وتقنية تضمن حماية الوطن، وأن وزارة الدفاع مستعدة للقيام بما هو مطلوب منها لحماية الوطن ومكتسباته الوطنية، وضمان استمرار التقدم والرخاء، وذلك بالتنسيق مع جميع المؤسسات الوطنية. جاء ذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر «تطوير المكون البشري لمواجهة تحديات حروب القرن الواحد والعشرين»، برعاية وزارة الدفاع أمس في نادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي، بحضور مطر سالم الظاهري وكيل وزارة الدفاع، واللواء الركن طيار فلاح القحطاني، الوكيل المساعد للسياسات والشؤون الاستراتيجية بوزارة الدفاع. ويهدف المؤتمر لاستعراض آليات تطوير المكون البشري لمواجهة تحديات حروب القرن الحادي والعشرين، وإعداد شراكات استراتيجية مع مراكز البحوث المتخصصة في مجالات الأمن والدفاع. وقال معالي محمد بن أحمد البواردي: إن إيمان قيادتنا الذي لا يتزعزع هو أن أمن هذه البلاد يقوم على سواعد أبنائها، فهم السور الأول، والحصن الأخير لضمان بقاء واستمرار هذا الوطن، وأن المكون البشري هو العنصر الأهم في معادلة الدفاع، الأمر الذي يجعل من تعزيزنا القدرات الوطنية عبر التدريب والتأهيل أمراً ضرورياً لإكسابه المهارات والخبرات اللازمة لخوض معارك المستقبل. وأضاف: لقد تمكن أبناء الوطن من جنودنا البواسل، أن ينتزعوا الاحترام والتقدير بكفاءاتهم القتالية التي أظهرت للعالم أجمع مستوى الحرفية والتنظيم والتدريب، مما أوصلهم لأعلى مستويات الفهم الواعي لمتطلبات الحروب الحديثة، وتقف الجيوش العالمية وقادتها احتراماً للجندي الإماراتي الملتزم بقواعد وأخلاقيات القتال في جميع ميادينه، إلى جانب مهارته في استخدام جميع القدرات العسكرية. من جانبه، أشار اللواء الركن طيار فلاح القحطاني، إلى وجود العديد من العوامل التي تؤثر على البيئة الأمنية والتي تزيد من التحديات والمخاطر والتهديدات، وذلك كون بيئة الأمن تعتبر متغيرة بسرعة غير متوقعة، وإن موازين القوة العالمية ومراكزها تتحول، وتتقدم التكنولوجيا بمعدل متسارع، وأن وسائل الإعلام الاجتماعية وتكنولوجيا المعلومات تقوم بتحويل وتغيير سلوك وفكر المجتمعات، وأعداد السكان تتزايد، والموارد تُستَنزَف، والبشر يتنقلون ويهاجرون. فكل هذه العوامل وغيرها تؤثر على البيئة الأمنية، والتي يتضح أن تأثيرها سيبقى على هذا الحال في المستقبل في المديين المتوسط والبعيد. وبين أن الحرب بحد ذاتها تتغير، ولم يعد بالإمكان رؤية الحرب ببساطة كنشاط بين دولة ودولة، أو وصفها من حيث كونها تقليدية أو غير تقليدية أو متماثلة أو غير متماثلة. فالسنوات الأخيرة شهدت الحرب تطوراً يطلق عليه البعض حرب الجيل الرابع، ويتحدث آخرون عن حرب الجيل الخامس، وما زال البعض الآخر يصفها بـ «الحرب الهجينة» من حيث إنَّها تتكون من مزيج من الهجمات الإرهابية، وتسلل القوات الخاصة والتجسس، واستخدام واسع النطاق لوسائل الإعلام واستراتيجيات المعلومات، بما في ذلك الهجمات السيبرانية وأعمال الخداع، فضلاً عن أساليب القتال الأكثر تقليدية، لافتاً إلى أنه وبغض النظر عن الاسم الذي يتم إطلاقه على هذا النوع من الحروب، إلا أنه يمكن رؤيتها بالواقع تُستخدم في جورجيا، وفي أوكرانيا، وتستخدمه إيران في العديد من حروبها بالوكالة في المنطقة. وقال القحطاني: في بعض الأحيان لا تعرف الدولة التي تتعرض للهجوم أنها تتعرض للهجوم أو يشن هذا الهجوم، وهي عمليات بالخفاء وتتم بسرية تامة، ولا يعلم بها إلا متخصصون، وتهدف هذه الاستراتيجيات إلى تحقيق هدف واحد وهو تقويض الدول من الداخل، وفي كثير من الأساليب، يعتبر هذا شكلاً من أشكال الحرب القديمة. واستشهد القحطاني بمقولة للقائد والفيلسوف الشهير «صن تزو» قبل أكثر من ألفي سنة مضت: «إن تحقيق مئة نصر في مئة معركة ليس علامة على المهارة، لكن المهارة هي إخضاع العدو دون قتال». وتابع: «نحن بحاجة إلى الاستعداد للدفاع عن وطننا وشعبنا ومصالحنا الحيوية لمواجهة تحديات هذا النوع من الحرب المستقبلي، مع ضمان قدرتنا على مواصلة الانتصار على الهجمات العادية والتقليدية، ولمواجهة هذا التحدي، يجب علينا السعي باستمرار لتعزيز قدراتنا، إذ إننا ندرك جميعاً أنَّ الإنسان يعتبر عنصراً مركزياً في تطوير القدرات. فالإنسان ليس مجرد مشغل للمعدات، بل هو صانع القرار، فهو الذي يشعر بالقلق، وهو من يتوجب عليه تقديم التضحيات، والإنسان هو من يخطط، وهو من يقود، والإنسان هو من يخوض الحرب، وعزيمته وإرادته في المقاومة هي التي تضمن النصر، وبالمثل، فإن انهيار تلك الإرادة هو ما يضمن الهزيمة». ولفت القحطاني إلى أن التغيير في الحياة مُتواصل، وأنه لا يوجد جانب من جوانب النشاط البشري ثابت وجامد، ويتعين على تفكيرنا ومفاهيمنا وسلوكنا، كبشر، وعلى الدوام أن تتفاعل، أو تتأقلم، أو تتغير وفقاً للبيئة التي نعيش فيها، مُبيناً أنه على الرغم من أن البيئة يمكن رؤيتها من منظورات أو عدسات مختلفة، إلا أن في القوات المسلحة وفي وزارة الدفاع تتمثل في معاينة البيئة من خلال منظور أو عدسات أمنية ودفاعية سياسية. وناقشت أعمال المؤتمر أهمية تطوير الموارد البشرية في ثلاثة مجالات رئيسة، وهي كيفية ضمان الحصول على أشخاص مناسبين لتلبية احتياجات الأمن الوطني، والدور الذي يمكن أن يلعبه الابتكار والتكنولوجيا الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، بالمساعدة على معالجة بعض هذه التحديات، وكيف يجب تطوير القدرات البشرية لدعم الصناعات الدفاعية. وراعى المؤتمر عند مناقشته تطوير الموارد البشرية، ثلاث قضايا أساسية، وهي تعداد السكان في الإمارات، وهو مورد الدولة الأهم ولكنه الأكثر محدودية، وأهمية استخدام التكنولوجيا للتعويض عن الأعداد المحدودة في الدولة، فالروبوتات، والطائرات من دون طيار، والذكاء الاصطناعي، ودعم القرار، وعرض البيانات هي أدوات يمكن استغلالها لمساعدة الموارد البشرية، بالإضافة للتدريب والتعليم اللذين يعتبران عاملين أساسيين للنجاح للوطن والشعب، لكن هذا وحده لن يكون كافياً، إذ يجب أن يتم تطوير القادة على مستوى الجندي والضابط، ويجب إدارة المواهب لتحقيق أفضل النتائج، وعدم هدر الموارد على مهام يمكن لآخرين أن يقوموا بها، أو لأنظمة وآلات أن تقدمها. كما يجب تبني مفهوم القوة الشاملة، بحيث يعمل العسكريون والمدنيون الإماراتيون، والشركات الوطنية جنباً إلى جنب مع المستشارين والخبراء والعاملين المتخصصين الأجانب، وأن يستخدَم الجميع بأكثر الطرق فعالية وكفاءة لتحقيق أقصى قدر من الإنتاج لصالح مؤسسة الدفاع أو المؤسسات الوطنية، ويجب أن يكون هنالك دور الاحتياط والخدمة الوطنية جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات وخطط القوة الشاملة والموارد البشرية. وطرح الخبراء خلال المؤتمر عدداً من أوراق العمل التي تشمل موضوعات حول تأثيرات الحرب الناشئة على المكون البشري فيما يتعلق بالأمن الوطني وتأثير الذكاء الاصطناعي والأتمتة، والديمغرافيا وأشكال الحرب الناشئة، بالإضافة إلى تحديات القوى العاملة فيما يتعلق بصناعة الدفاع الوطني. من جانبه، استعرض الدكتور سالم حميد، رئيس مركز المزماة للدراسات والبحوث في كلمته بالمؤتمر، التحديات التي يواجهها السكان في دولة الإمارات لتحقيق الأمن، مستعرضاً أول تقرير ديمغرافي للإمارات يتناول شرح سكان الإمارات بالتفصيل، كان في عام 1828، قام بوضع هذا التقرير القوات البريطانية، ويعتبر مرجعاً مهماً من حيث عدد سكان الإمارات، حيث كان يتراوح عدد السكان ما بين 1500 إلى 3000 نسمة، وسجلت رأس الخيمة العدد الأكبر من السكان، لافتاً إلى أن مشكلة التركيبة السكانية في الإمارات ليست وليدة اللحظة. الابتكار والتميز اعتبر فهد المهيري، المدير التنفيذي لتطوير الأعمال في شركة الإمارات للصناعات العسكرية، أن الابتكار والتميز هما أسلوب البقاء في عالم التنافس، وأن هنالك تحديات في القوى العاملة فيما يتعلق بصناعة الدفاع الوطني، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي هو القائد الفعلي لعمليات التطور في المستقبل. وأكد أن الحاجة لتوظيف التقنية لم تعد خياراً، ولكنها السبيل الوحيد للبقاء في عالم سريع متغير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©