«فرقعة» الأصابع تسبب الخشونة المبكرة في المفاصل

يعتاد كثيرون على “فرقعة” أصابعهم، أو مفاصلهم المختلفة بطريقة عفوية وتلقائية، وكأنها نوع من التسلية، وينتابهم شعور زائف بالراحة. ويصل الأمر في كثير من الأحيان إلى حد الإدمان على هذه العادة دون وعي بأضرارها. وغالباً ما يجهلون أن هذه العادة أو الحركة اللا إرادية تسبب الخشونة المبكرة في المفاصل. فماهي حقيقة الضرر الناتج عن هذه العادة؟ ولماذا يعتادها البعض؟ وماهي الأضرار الصحية الخفية أو المؤجلة من جراء “فرقعة الأصابع”؟ يوضح الدكتور إسلام أبو يوسف، أخصائي جراحات العظام، ويقول:”إن أغلب المفاصل في الجسم تتكون عند التقاء نهاية إحدى العظام بنهاية عظمة أخرى. وتكون هذه الأجزاء من العظام مغطاة بطبقة متخصصة من الأنسجة تسمى “الغضاريف”. وهذه الغضاريف مهمة جداً، حيث إنها توفر حماية للأجزاء العظمية، وتسهل حركة المفصل، وتساعد على امتصاص الصدمات. بالإضافة إلى كل ما سبق فإن المفصل عادة ما تغلفه طبقة خارجية تسمى كبسولة المفصل تحتوي على مادة لزجة تساعد على تسهيل الحركة وترطيب الغضاريف المكونة للمفصل. أما خارج هذه الكبسولة فتمر جميع الأربطة والأوتار والعضلات المسؤولة عن ثبات المفصل وعن تحريكه بواسطة العضلات. وحركة أي مفصل تختلف من مكان إلى آخر. فمثلاً هناك بعض المفاصل التي تكون حركتها محدودة بعض الشيء لأنها صممت من قبل الخالق لإعطاء ثبات أكثر ومرونة أقل مثل مفاصل العمود الفقري أو مفاصل عظام الحوض. من جهة أخرى توجد مفاصل تمتاز بحرية الحركة والمرونة مثل مفاصل الكتف والكوع والمفاصل التي تكون عظام اليد والأصابع. وهذه المفاصل المرنة تكون قادرة على الحركة بشكل كبير مما يساعدها على أداء وظيفتها التي صممت من أجلها كما في مفاصل أصابع اليد”. ويضيف الدكتور أبو يوسف:” تحدث خشونة المفاصل عندما تحصل تهتكات وإصابات في الطبقة الغضروفية التي تغلف عظام المفصل، وعندما تقل المادة اللزجة التي توجد داخل المفصل مما يؤدي إلى صعوبة في الحركة وآلام عند تحريك المفصل وتيبس في حركته، وهي الأعراض التي يشتكي منها مرضى التهاب أو خشونة أو تآكل المفاصل. ففرقعة المفصل تحدث عندما يتم الضغط على أجزاء العظام المجاورة له وتحريكه إلى ما بعد الحركة الطبيعية التي صمم من أجلها. هذه الحركة الشديدة تؤدي إلى صوت الفرقعة الناتج عن انخفاض حاد في الضغط خلال كبسولة المفصل تتسبب في تكون فقاعة من السائل حول المفصل. بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الحركة الشديدة تؤدي إلى تمدد غير طبيعي في كبسولة المفصل والى ضغوط غير طبيعية على الغضاريف مما يؤدي مع مرور الوقت إلى حدوث خلل مزمن في المفصل وظهور خشونة مبكرة فيه بما في ذلك أعراض الألم والتيبس وعدم القدرة على الحركة”. ويشير الدكتور أبو يوسف إلى أهمية تفادي الآثار الضارة لفرقعة الأصابع، ويقول:” من أجل تفادي الآثار الضارة لفرقعة الأصابع فإنه من الضروري تجنب عادة الإدمان على الفرقعة التي يمارسها بعض الأشخاص بغرض التسلية أو كنوع من أنواع التدليك لليد والمفصل. والأفضل من ذلك هو مراعاة عدم إجهاد اليد والأصابع في الأعمال اليومية، وكذلك المحافظة على أجزائها من الإصابات والاستغناء عن الفرقعة ببعض التمرينات الخفيفة لأوتار وعضلات اليد، مما يساعد على الشعور بالراحة مع تفادي الأضرار الناتجة عن الفرقعة”.