القدس المحتلة (وكالات) - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، إن إسرائيل لن تخضع “لما دون البشر”، على حد زعمه، لكنها ستضربهم في أي مكان تجدهم فيه، وذلك في خطاب بمناسبة إحياء ذكرى الجنود الذين سقطوا في المعارك وذكرى الأشخاص الذين قتلوا في هجمات. وقال نتنياهو في احتفال رسمي في مقبرة جبل هرتسل “إن كان أحدكم بحاجة لذلك فإننا نذكركم بأن الحجر هو سلاح قاتل”. وأضاف أن “إرهاب الحجارة ينضم إلى إرهاب الزجاجات الحارقة وإرهاب السكاكين وإرهاب الصواريخ والأجهزة المتفجرة وتفجير السيارات والتفجيرات الانتحارية”.
واعتبر نتنياهو أن كل هذا “يهدف إلى قتلنا وزرع الخوف والارتباك لزعزعة أمننا، لطردنا من بلادنا”. وتابع “لكننا لن نتراجع ولن نستسلم. سنلاحق الإرهابيين بلا توقف ونضربهم في أي مكان. الإرهاب ليس ضربة من الأعلى، إنه عمل البشر أو ما دون البشر”.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إن السلام لا يلوح في الأفق. ورأى يعالون أن “الهجمات الإرهابية وإطلاق الصواريخ على السكان المدنيين وحملات إزالة الشرعية هي التحديات التي تقف أمامنا في السنوات المقبلة وسترافقنا في المستقبل القريب وستجبرنا على الاستجابة بقوة”. على صعيد متصل، فرضت القوات الإسرائيلية طوقاً أمنياً على المناطق الفلسطينية، بدءاً من مساء أمس الأول وحتى فجر غد الأربعاء، بمناسبة إحيائها ذكرى قتلى المعارك التي خاضتها إسرائيل وكذلك ما تطلق عليه إسرائيل “ذكرى يوم الاستقلال”. وانطلقت الصافرات في إسرائيل أمس وتوقفت الحياة لمدة دقيقتين حداداً على 25578 من القوات والمدنيين الذين تقول إسرائيل إنهم سقطوا على مدار الـ150 عاماً الماضية.
ميدانياً، فتح جنود الاحتلال الإسرائيلي النار باتجاه مكاتب الارتباط الفلسطيني على معبر بيت حانون “ايرز”، ما ألحق أضراراً مادية في المكان دون وقوع إصابات في الأرواح. وقال الارتباط الفلسطيني إن جنود الاحتلال أطلقوا النار أثناء وجود طواقمه برفقة مرضى يريدون السفر للعلاج، مخلفاً أضراراً مادية في المكاتب دون أن يقدم الجانب الإسرائيلي أي أسباب لإطلاق النار.
وأطلق جنود الاحتلال نيرانه على المزارعين شمال شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة. وأوضح شهود عيان أن جنود الاحتلال الموجودين في الأبراج العسكرية المتمركزة على الحدود قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي. وغادر المزارعون أراضيهم حتى لا يعرضوا حياتهم للخطر. وأغلقت سلطات الاحتلال معبري كرم أبو سالم وبيت حانون بسبب الأعياد وسيعاد فتحهما صباح الأربعاء المقبل.
وأطلقت زوارق الاحتلال الإسرائيلية البحرية النار بكثافة صباح أمس على قوارب الصيادين مقابل ساحل منطقة السودانية شمال قطاع غزة. وقال شهود عيان فلسطينيون إن الزوارق البحرية الإسرائيلية أطلقت النار بكثافة على مراكب الصيادين، كما أطلقت النار في الهواء لتخويف الصيادين، مشيرين إلى الصيادين كانون يحاولون الصيد داخل حاجز الثلاثة أميال الذي تحدده قوات الاحتلال لهم كمنطقة صيد في إطار الحصار البحري المفروض على القطاع للعام الخامس عندما أطلقت عليهم قوات الاحتلال النار.
من جانبها، انتقدت حركة “حماس” أمس قرار الجيش الإسرائيلي إغلاق التحقيق في أكثر غارة دموية قام بها خلال العملية العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة في نوفمبر الماضي، معتبرة أنه “تشجيع على استمرار قتل الفلسطينيين”. وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في بيان، إن إغلاق ملف هذه الغارة التي أودت بحياة 12 شخصاً، بينهم خمسة أطفال “إمعان في الجريمة، بل وجريمة مركبة تشجع على استمرار قتل الفلسطينيين وانتهاك حرماتهم”.
وأعلنت مصادر فلسطينية وإسرائيلية امس الأول، أن الجيش الإسرائيلي قرر إغلاق ملف القضية. وأكد الجيش في بيان أن المدعي العام العسكري “قرر أنه لا يوجد أي أساس لفتح تحقيق جنائي أو القيام بإجراءات أخرى”.
ورأى برهوم أنه “لولا الصمت الدولي والدعم والغطاء الأميركي لما تجرأ الاحتلال على الدم الفلسطيني، هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الموثقة هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يجب ألا يتم تجاهلها من أي طرف، وتستدعي رفع دعاوى قضائية فوراً ضد العدو الإسرائيلي”.
عدد اليوم
