الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمود وحيد: «معانا لإنقاذ إنسان» ساعدت 1000 مشرد

محمود وحيد: «معانا لإنقاذ إنسان» ساعدت 1000 مشرد
15 مايو 2018 03:23
لم يكن الشاب المصري محمود وحيد مستعداً للمشهد الذي رآه ذات نهار وهو يسير في أحد شوارع العاصمة المصرية القاهرة: رجل نائم على الرصيف، بملابس رثة، وسط جروح متفرقة في جسده الذي ينهشه الدود، بشاعة المشهد فاقت قدرته على الاحتمال كان ذلك في العام 2014، لم يشأ محمود أن يترك الرجل على هذه الحالة، فقرر أن يأخذه إلى أحد المستشفيات، وهي مهمة غير سهلة، إذ عانى قبل أن يجد مستشفى يوافق على استقبال «رجل الشارع»، وعانى أكثر قبل أن يجد داراً تقبل إيواءه كمشرد، مسن، فاقد الهوية. يومها، قرر وحيد أن يتحرك بعدما وقع على العديد من الحالات المشابهة، لمشردين مسنين، وجدوا أنفسهم في الشارع، يتوسدون الأرض العارية، ويلتحفون السماء، يتناوب على أجسادهم التي استوطنها الهزال والمرض والبؤس برد الشتاء القارس وشمس الصيف الحارقة ومنهم من يلاقي حتفه، جوعاً أو مرضاً أو يأساً، قبل أن تمتد يد العون لانتشاله. وبمساعدة عدد من أصدقائه ومعارفه ومن خلال تبرعات فردية ومساهمة عدد من المتطوعين، أسس محمود حميد مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، كدار شاملة لإيواء ورعاية المشردين الكبار والمسنين، الذين يتم انتشالهم من الشارع وتوفير كل أشكال الرعاية الطبية والنفسية لهم، وإعادة تأهيلهم لسوق العمل، لمن يرغب منهم، إلى جانب البحث عن أهاليهم وإرجاعهم إلى أسرهم. ومنذ إطلاق مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان» قبل ثلاث سنوات، تم افتتاح داري مأوى تابعة للمؤسسة، ويجري العمل حالياً على دار ثالثة، وخلال تلك الفترة، ساعدت المؤسسة أكثر من 1000 مشرد معظمهم من كبار السن، سواء بإيوائهم أو بعلاجهم أو بالمساهمة في إرجاع البعض منهم إلى أهاليهم، حيث نجح حتى الآن بلم شمل 85 مشرداً مع أسرهم. ويعمل مع محمود مجموعة من الشباب المتطوعين، كما يدعمه أكثر من 250 ألف متطوع على وسائل التواصل الاجتماعي، يساعدونه في الوصول إلى المشردين أو في توفير معلومات عنهم وعن أهاليهم.. وتضم المؤسسة أيضاً مشرفين وممرضين يتابعون حالة النزلاء على مدار 24 ساعة، كما يتلقى المسنون رعاية نفسية وطبية متخصصة، حيث يزور طبيب نفسي الدار مرة في الأسبوع، بالإضافة إلى الاستعانة باختصاصي علاج طبيعي، وأطباء من مختلف التخصصات لمتابعة الحالة الصحية العامة للمسنين. صانع الأمل محمود وحيد لم يرضَ أن تهان كرامة الإنسانية، فتحرك في داخله الإنسان.. طموحه هو أن يكبر مشروعه ليتسع لكل المشردين الذين لا مأوى لهم، بحيث لا ينام مصري في الشارع. 40 مليون ساندويتش مجاناً للطلبة خلال 8 سنوات المبادرة الثانية: فارس علي «الفارس الذي حارب الجوع» الجوع كاسرٌ وقاهر.. يطحن الجسدَ ويذلّ النفس.. حقيقة أدركها صانعُ الأمل العربي فارس علي، من السودان، حين وقع بصره ذات يوم على تلميذة جائعة تجمع فتات الخبز مما كانت تقتات عليه الأغنام وتنقعه بالماء قبل أن تأكله.. هذا المشهد كان كسكين غرُست عميقاً في قلبه. لكن الجوع ليس ظاهرةً عابرةً أو محصوراً ضمن حالات فردية، فآلاف الأطفال والمراهقين يتسربّون من مدارسهم في العديد من قرى ومناطق السودان بسبب الجوع.. يخرجون من بيوتهم، التي استوطن فيها الفقر وضيق ذات اليد، جياعاً دون وجبة فطور أو ساندويشة تسند قاماتهم الهشّة، ومن ثم يقضون النهار على مقاعد الدرس بالكاد يستطيعون استيعاب كلمة مما تُقال، والسؤال هو: كيف تتوقع من طفل أو أي شخص أن يقدم ويعطي ويبدع وينجز بمعدة فارغة؟ سؤال دفع فارس كي يقوم بشيء. كان ذلك من نحو ثماني سنوات، البداية كانت من بيت والدته التي أعدت له مجموعة من الساندويشات، وسرعان ما بدأ المجتمع المحلي من حوله يتبرع بالطعام، ليجمع فارس الساندويشات ويقوم بتوزيعها على عدد من تلاميذ الأطفال في الصفوف المدرسية، متنقلاً من مدرسة لأخرى بسيارته، ليكون ذلك نواة مبادرته التي أطلقها «التعليم مقابل الغذاء». لم يكتف فارس بإطعام الأطفال، الذين لا يزالون على مقاعد الدراسة، مكابدين الجوع رغم كل شيء، بل استهدف البطون الخاوية لمئات الأطفال المشردين في الشوارع الذين تركوا بيوتهم وهجروا مقاعد الدراسة بسبب الفقر والبؤس، ليُسهم في دمجهم في المجتمع وإعادتهم إلى التعليم، إيماناً منه بأن التعليم هو أكبر حصانة لهم من ويلات الشارع. ومن عشرين ساندويشه انطلق منها فارس ليطعم عدداً من الأطفال الجياع، ها هو مشروعه اليوم يوفر الساندويشات لأكثر من 35 ألف طالب وطالبة يومياً في 132 مدرسة، وتعمل المبادرة تحت مظلة فريق «مجددون» التطوعي الذي أسسه فارس، حيث انضم إليه عدد متزايد من المتطوعين، تحت ظروف قاسية، مدفوعين بما يقومون به بشعورهم أنهم يصنعون شيئاً من أجل مستقبلهم بلدهم.. السودان. خلال ثماني سنوات.. قدمت مبادرة «التعليم مقابل الغذاء» أكثر من 40 مليون ساندويتش مجاناً للطلاب، كما ساهم فارس وفريقه الذي يناهز 1200 متطوع في توفير مياه للشرب في 100 مدرسة.. وبمساعدة عدد من المنظمات الإنسانية، تمكن فريق فارس من صيانة نحو 20 مدرسة إلى جانب توفير مدرسة في الشارع «في الهواء الطلق» بالقرب من مقر عمل فريق فارس في الخرطوم متاحة لأي طفل أو مراهق مشرد يبتغي العلم واللقمة التي تسد الجوع. بفضل فارس وفريقه، ثمة أطفال في السودان باتوا ينهضون كل صباح يتوقون للتعلم، يسرعون إلى مدارسهم، تسبقهم أحلامهم الجميلة للمستقبل، ويعرفون أن الجوع لن يعرف طريقه إلى بطونهم هذا اليوم، وسوف يأكلون ويشبعون وينتظرون الغد بشوق أكبر. أسهمت في إطلاق سراح 1000 سجينة غارمة المبادرة الثالثة: نوال مصطفى «نصيرة السجينات وأطفالهن» موقف واحد كان كفيلاً بأن يغير حياتها، ومعها حياة الآلاف من النساء؛ فقبل نحو ثلاثين عاماً، زارت الصحفية والكاتبة الشابة نوال مصطفى سجن القناطر للنساء، في مدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية بمصر، كي تعدّ تحقيقاً صحفياً، كانت تأمل بأن ترصد واقع النزيلات في السجن، لم تتخيل يومها أن يستقبلها في باحة السجن مجموعة من الأطفال الرضع، وقد «حُبسوا» فعلياً مع أمهاتهم السجينات في ظل عدم وجود أحد أو جهة ترعى الصغار. تعرفت نوال على العديد من السجينات وحكاياتهن «المعجونة بالدموع»، كما تصفها، ومعظمهن «غارمات» دخلن السجن بسبب ديون مالية مترتبة عليهن وعلى أسرهن جرّاء الفقر والجهل بالقوانين واستغلال الآخرين لهن، منهن حبالى، ولدن صغارهن في السجن، في مأساة يبدو أنها ليست استثناء. لكن المشكلة لم تكن تتوقف عند هذا الحد، فحتى حين تسدد السجينة ديونها أو تقضي فترة محكوميتها، فإن أبواب السجن تُفتح على سجن أكبر، سجن المجتمع الذي ينبذها، بعدما اقترنت بها «وصمة» السجن، وهي وصمة تلازمها وتلازم أسرتها لتصبح حياتها جحيماً، وتسد في وجهها سُبل العيش الكريم. هنا عرفت نوال - وهي كاتبة وإعلامية - أن القدر اختارها لهذه القضية، لخدمة هؤلاء النساء وأطفالهن فبادرت بالخطوة الأولى؛ حيث أسّست بالتعاون مع مصلحة السجون مركزاً داخل سجن القناطر لتأهيل السجينات وتعليمهن بعض المهن والحرف اليدوية كي تعينهن على كسب رزقهن داخل السجن وخارجه. ولما كان أطفال النزيلات قضية ملحة، تستدعي تحركاً عاجلاً، قامت بتأسيس جمعية «رعاية أطفال السجينات»؛ بهدف تسليط الضوء على واقع الأطفال الذين يعيشون داخل أسوار السجن مع أمهاتهم النزيلات، ومتابعة أوضاعهم وتوفير احتياجاتهم، من ذلك استصدار كافة الأوراق القانونية والثبوتية الخاصة بهم كشهادات الميلاد. بالنسبة لنوال، فإن مساعدة السجينات يجب أن تتخذ طابعاً يتسم بالديمومة والاستمرارية، من خلال مشاريع وحملات لا توفر لهن مصدراً للرزق فحسب، وإنما تسهّل دمجهن في المجتمع. من بين المبادرات والبرامج الكثيرة التي تبنتها نوال تأسيس حاضنة أعمال للسجينات السابقات، تستقبل النزيلات كي يتدربن من خلالها على مهنة أو حرفة تمكنهن من إعالة أسرهن وأطفالهن. كما أقامت العديد من ورش الخياطة والتطريز داخل السجن لدعم النزيلات أثناء قضاء محكوميّتهن، وأطلقت حملة «سجينات الفقر» لدعم الغارمات وتسديد ديونهن. وحتى اليوم.. أسهمت نوال في إطلاق سراح أكثر من 1000 سجينة غارمة، كما ساهمت في تأسيس أكثر من 1000 مشروع صغير للسجينات السابقات، ودرّبت أكثر من 500 سجينة سابقة على بعض الحرف والمهن لتساعدهن في كسب قوتهن. ومن إنجازاتها الإنسانية أيضاً تقديم مساعدات عينية بصفة مستمرة لأكثر من 2500 أسرة من أسر السجينات، بالإضافة إلى مساهمتها في علاج 500 طفل من أطفال السجينات خارج السجن، والتكفل بالمصاريف المدرسية لـ 500 طفل من أطفال السجينات، وغير ذلك من مشاريع وبرامج وحملات تسعى إلى إحداث فرق جوهري في حياة نساء وجدن أنفسهن في مهب رياح الحاجة، وقد كُتب عليهن مواجهة عار السجن داخله وخارجه.. وها هن اليوم، بفضل صانعة الأمل نوال، يجدن باب الحياة الكريمة مفتوحة لهن، وقد تركن ماضي السجن خلفهن. استفاد منها أكثر من 340 ألف شخص المبادرة الرابعة: منال المسلم «صناعة الأمل من الألم» كيف تصنع من المأساة والحزن والفقد المرير أملاً وحياة؟ هل يمكن أن يكون الموت سبباً في منح الآخرين حياة أفضل؟ هذا ما اكتشفته صانعة الأمل منال المسلم من الكويت منال، أو «أم دانة» كما تُحبّ أن تُلقَّب. لم تكن تدري «أم دانة» حين كانت تقضي إجازة ممتعة على شاطئ البحر أن حياتها سوف تنقلب رأساً على عقب، وأنها ستُصاب بفقد سيحفر جرحاً غائراً في قلبها، حين لقيت ابنتها دانة، ذات الخمسة أعوام، حتفها غرقاً. كان ذلك في العام 2013. يومها، شعرت منال أن حياتها انتهت. لكن من وسط الألم، أزهر في قلبها أمل.. اسمه دانة. أسست منال «فريق دانة التطوعي» لمساعدة النازحين السوريين داخل سوريا واللاجئين منهم في عدد من دول اللجوء، من خلال توزيع المساعدات العينية والإغاثية وتوفير مختلف الاحتياجات والمستلزمات الغذائية والعلاجية إلى جانب توزيع الخيم والملابس والمدافئ والبطانيات وغيرها. وحتى اليوم نظم الفريق خمس حملات تطوعية إغاثية تحت اسم «روح الأمل» لمساعدة النازحين السوريين، حيث تم توزيع أكثر من 330 ألف سلة غذائية، وتقديم الدعم المباشر لخمسة آلاف طفل، إلى جانب تقديم الدعم الطبي لأكثر من 82 ألف مريض، وتقديم المساعدات لأكثر من 52 ألف أسرة. وفي المجمل، استفاد من حملات «روح الأمل» أكثر من 340 ألف شخص. صحيح أن دانة رحلت، لكن هناك مليون دانة، كما تقول منال، وكل طفل تسهم منال في رسم البسمة على وجهه أو رفع المعاناة عنه، تشعر بأنها استعادت دانة من خلاله. تخفيف معاناة أكثر من 100 ألف شخص المبادرة الخامسة: سهام جرجيس من ملكة الجمال إلى ملكة القلوب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©