الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثنائي الفني الفريد

20 يونيو 2017 22:35
لم ينجح ثنائي مكون من ذكر وأنثى في تقديم أعمال فنية متميزة على الشاشة الصغيرة بقديمها وحديثها مثلما نجح النجمان تيم حسن ونادين نسيب نجيم، فلقد أحدثا تغيراً في الصورة النمطية لواقع العملية الفنية بأسرها، فالمشهد السابق الذي كانت تقدمه الشاشة لم يخرج من منظومة المخرج والمنتج وكاتب السيناريو، فهؤلاء الثلاثة كانوا يتحكمون في كل شيء من الألف إلى الياء حتى الشخص الواقف أمام العدسة والذي كان يتركز عمله على تأدية شخصية معينة لم يفلح في الخروج من هذه القوقعة، لهذا فإن معظم المسلسلات التي عرضت على شاشات التلفزة في الماضي كانت تحمل ذات الأبعاد والرؤى، فتسلسل الحكايات وأحادية مشاهدها لا تتخطى الاختلاف، بل بقيت جامدة وثابتة دون حراك إلى أن تغير المفهوم شكلاً ومضموناً بقدوم هاتين الظاهرتين الفنيتين تيم ونادين. فهذا الثنائي قدم أعمالاً رائعة سحرت العقول والقلوب، حيث قدم الاثنان في بداية مشوارهما تشيللو، وهذه كانت الانطلاقة لعملية التغيير في العمل الفني على الشاشة الصغيرة رغم أن الاثنين قدما أعمالاً جميلة منفردين لكن التقاء الاثنين معاً ضمن دائرة حكاية ورؤية واحدة أحدث اختلافاً مهولاً في التركيبة القديمة التي كان المخرج والمنتج وكاتب السيناريو يصنعونها بنظرتهم الأحادية الجانب، وهذا الاختلاف ظهر جلياً في «نص يوم»، حيث حملت حكايتهما كثافة في الأداء الواقعي وتوسعاً في استقطاب مشاعر وأحاسيس المشاهد الذي كان يتابع أحداث المسلسل، وفي العمل الثالث «الهيبة» والذي يعرض حالياً على بعض الفضائيات اتضحت الصورة بوضوح أكثر، فالاثنان لم يقفا على عتبة التغيير فحسب، بل خرجا من السرب الفني بكامله وصنعا أسلوباً جديداً في الدراما العربية يمكن القول إنها بوادر غيث فني لظهور مناهج إبداعية جديدة في عالم صناعة الأعمال الدرامية. فالكثير من الفنانين والفنانات يحملون مواصفات تيم حسن ونادين نجيم المتعلقة بالوسامة والجمال والأناقة لكن لا يحملون ذات الإبداع الفردي في تقمص الشخصية وتداخلها بصورة مباشرة مع شخصية أخرى في عمل ثنائي وهنا بالتحديد يجب وضع خط أحمر تحت هاتين العبارتين، فمن النادر جداً أن ينجح الفنان في عمل فردي، وأن يكلل هذا النجاح في خوض تجربة ثنائية ويواصل النجاح، فهذه عملية في شدة التعقيد من الصعب جداً أن يقوم بها أي فنان، فعادل إمام نجح بمفرده ونجح مجدداً مع لبلبة وصنعا أدواراً ستبقى خالدة في ذاكرة الدراما، لكن هنا يتوقف السرد ويتصدر المجهول أي عمل فني قادم لأن عملية اندماج شخصيتين ضمن واحدة تعتبر ظاهرة فنية نادرة، فما يميز تيم ونادين أن أعمالهما ذات طعم مختلف، فالواقعية هي أساس أول مشاهدهما. إيفان زيباري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©