الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: حماية الشباب من الجماعات الإرهابية واجب شرعي

العلماء: حماية الشباب من الجماعات الإرهابية واجب شرعي
16 ابريل 2015 22:12
أحمد مراد (القاهرة) دعا علماء الأزهر إلى تضافر جهود المؤسسات الدعوية والإعلامية والتربوية كافة في عالمنا العربية والإسلامي لحماية الشباب من الوقوع في براثن وشباك الجماعات الإرهابية والمنظمات المتطرفة، محذرين من خطورة انضمام بعض الشباب إلى هذه الجماعات التي تدعي زوراً وبهتاناً أنها تمثل صحيح الإسلام، وتظهره على أنه دين عنف وتدمير وقتل وتخريب. وشدد العلماء على ضرورة تبصير الشباب بحقائق الأمور، وتوعيتهم بخطر الإرهاب والتطرف وأهدافهما وأطماع القوى التي تقف من ورائهما، مؤكدين في الوقت نفسه على أهمية توضيح حقيقة الإسلام السمحة التي ترفض العنف والتطرف، وتجعل من التسامح والوسطية أسلوب حياة، ساد به المسلمون العالم قديماً، وأقاموا أكبر وأعظم حضارة إنسانية عرفها التاريخ. الوجه القبيح وقال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي - وزير الأوقاف المصري الأسبق، والأستاذ بجامعة الأزهر-: «كشفت الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة عن وجهها القبيح، وتدعي زوراً وبهتانا أنها تمثل صحيح الإسلام، وهو الأمر الذي يضر صورة الإسلام نفسه، ويظهره - لمن لا يعرف حقيقته السمحة - على أنه دين عنف وقتل وتخريب، وهذه الصورة السوداوية تؤثر سلباً على بعض الشباب، حيث تدفعه إلى الانحراف الفكري والانضمام إلى هذه الجماعات الإرهابية وتلك التنظيمات المتطرفة، ولا سيما بعد أن يتلقى هؤلاء الشباب الإسلام بصورة مشوهة غير صورته الحقيقية، حيث يتلقونه بصورة تتسم بالسوداوية والعنف والتطرف، وهو الأمر الذي يجعل علماء الأمة ومفكريها أمام مسؤولية ضخمة لحماية الشباب من الانضمام إلى هذه الجماعات الإرهابية، ومن هنا وجب التأكيد على ضرورة التواصل بين المنظمات والمؤسسات المعنية بالشباب لوضع البرامج والخطط الدعوية والتوعوية التي من شأنها أن تعمل على تحصين الشباب من كل التيارات الفكرية الهدامة والمتطرفة». حماية الشباب وشدد على ضرورة العمل على حماية الشباب المصري ووقايتهم من الفكر المتطرف حتى لا يكونوا فريسة سهلة للمنظمات والجماعات الإرهابية، موضحاً أن طرق الوقاية متعددة، وتتم عن طريق التعلم والتثقيف، وتوفير فرص العمل، وملء أوقات الفراغ للشباب بأشياء مفيدة، فضلاً عن العمل على الخروج بخطاب ديني عصري يفهمه الشباب وينجذب إليه . طرق كثيرة وقال الدكتور سيد بكري عبد اللطيف - الأستاذ بجامعة الأزهر-: «هناك طرق وأساليب كثيرة نحمي بها شبابنا من شباك الجماعات المتطرفة والإرهابية، وأهم الأساليب نشر دعوة الإسلام الرافضة للعنف والتطرف، وتأكيد أن الإسلام في حالة عداء مع المتطرفين والإرهابيين، انطلاقاً من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تربي المسلم على القيم الفاضلة، وتحذر من انتهاك المحرمات والفساد في الأرض، وتذم التطرف والعنف والترويع والإرهاب، وفي الوقت نفسه تحث على الرفق في كل الأمور». الغلو في الأحكام وأضاف: «الإسلام لا يعرف الإرهاب لأن الإرهاب لا دين له ولم يولد الإرهاب - كما يزعم المغرضون - من رحم الإسلام وأي حركة أو جماعة مسلحة تمارس الإرهاب أو تسانده باسم الإسلام تخالف رسالة الإسلام من حيث المبدأ والأساس، فكل ما يؤذي أو يهدد أمن الناس وأموالهم وحرية عقيدتهم وكرامتهم سواء صدر ذلك من فرد أو فريق فهو من التطرف والإرهاب ولا يمت للإسلام بصلة، والوسطية الإسلامية تحارب الإرهاب والتطرف بالأشكال والصور كافة، والحقيقة أن الأمة الإسلامية في وقتنا الراهن أصبحت في أمس الحاجة إلى منهج الوسطية منقذاً لها من الآراء المتباينة والغلو في الأحكام». وقالت الدكتورة سعاد صالح - العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر-: الإسلام الحنيف لا يقبل التطرف سواء في الفكر أو في السلوك، ويقف من الإرهاب موقف الخصومة، بل إن الإسلام يرفض الغلظة والخشونة في التعامل مع الآخرين، والفظاظة في الدعوة، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما دخل الرفق في شيء إلا زانه ولا دخل العنف في شيء إلا شأنه»، ومن هنا فإن كل الجماعات والمنظمات الإرهابية تتخذ مسلكاً منافياً تماماً لصحيح الإسلام . الحلول الجذرية وأضافت: «حتى نحمي شبابنا من شر الانضمام لهذه الجماعات المتطرفة لا بد من العمل على إيجاد الفرص المناسبة لشبابنا، والحلول الجذرية لأزماتهم ومشاكلهم، وتذليل كل الصعاب أمام هذه الشريحة الواسعة من أمتنا، وذلك من منطلق أن الشباب هم عماد الأمة الإسلامية، وبصلاحهم تتقدم أمتنا نحو البناء والتنمية والإعمار، ولذلك يجب توظيف قدرات الشباب وتسخيرها لمصلحة امتنا العربية والإسلامية لغذ أفضل نحو مستقبل زاهر لهم ولأمتهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©