سعوديون: صدمة في الخليج من حجم تآمر النظام القطري

عمار يوسف (الرياض)

أكدت المعلومات التي تتكشف يوماً بعد يوم أن سيل المؤامرات القطرية ضد شقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة السعودية والبحرين، فضلاً عن بقية الدول العربية ظل متصاعداً ومتنقلاً من دولة إلى أخرى، مراوحا بين التحريض على التظاهر وأعمال العنف، ودعم النظام الفارسي الطائفي، ودعم وتمويل المنظمات الإرهابية الظلامية بالمال والسلاح، وإثارة القلاقل، وصولاً الى محاولات اغتيال الزعماء.
ولعل هذا ما جعل المراقبين يؤكدون أن سجل السياسة القطرية، الذي امتد عبثها من موريتانيا، مروراً بليبيا ومصر إلى اليمن والسعودية والبحرين والإمارات والعراق وسوريا ولبنان وغيرها، أصبح متضخماً ويؤكد سياسة الدوحة الداعمة للإرهاب العابر للحدود والأقاليم والقارات، ليصبح إرهاباً دولياً برعاية رسمية، مما يهدد الأمن والسلم العالمي. وأكد مواطنون سعوديون صدمتهم من هول ما يتكشف لهم من معلومات عن أدوار النظام القطري في الدول الخليجية والعربية على حد سواء، مشيرين إلى أن صدمتهم كانت كبيرة بعد الكشف عن الدور القطري الذي تكشف من خلال التسجيلات التي بثها التلفزيون البحريني بين مستشار تميم والإرهابي حسن سلطان، خاصة وأن هذه التسجيلات تكشفت متزامنة مع الكشف عن تورط قطر في محاولة لاغتيال الملك الراحل عبدالله، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وقال سعوديون في تصريحات لـ «الاتحاد» إن الصدمة بلغت ذروتها بعد كشف ايواء النظام القطري وحمايته لضابط المخابرات الليبي «موسى كوسا» العقل المدبر لمحاولة الاغتيال الشهيرة التي استهدفت الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، عندما كان ولياً للعهد، وفقا لما ظهر في قناة بي بي سي، وما كشفه المستشار  في الديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية «سعود القحطاني» عن ضلوع النظام القطري، ممثلاً  في الأمير السابق حمد بن خليفة فيها بالتعاون مع معمر القذافي.
وقال الباحث السعودي محمد بن عبد الله المبارك، إن النظام القطري صدم بسياساته  التي تكشف أخيراً كل شعوب الخليج واولها الشعب القطري الشقيق نفسه، إذ لم يكن يخطر على بال أي مواطن خليجي سواء في السعودية أو قطر أو الإمارات أو البحرين أو الكويت أو سلطنة عمان بأن قطر يمكن أن تتورط في محاولة اغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، ومن  كان يتوقع ان القيادة القطرية تتورط في تأجيج المؤامرات في البحرين وتوجيه قناة الجزيرة الساقطة لتصور لما يحدث بأنه حراك شعبي.
وأضاف المبارك: شخصياً، وبعد أن تبين لشعوب الخليج ما قام به النظام القطري فإن أحدا لن يثق بعد اليوم في أي التزامات من هذا النظام لذلك، فإن معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية د. أنور قرقاش كان محقا عندما اكد أن أي اتفاق يقضي بإنهاء تمويل قطر للإرهاب سيتطلب نظاماً رقابياً غربياً لإلزام الدوحة به، كون المملكة والإمارات ومصر والبحرين لا تثق بقطر.
ومن جهته، أكد المواطن السعودي عبد الرحمن عبد العزيز القحطاني، أن التسجيل التآمري الذي كشفه تلفزيون البحرين، والشريط المصور لمراسل قناة BBC  حول استضافة قطر للإرهابي الذي خطط لاغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز سيوسع الهوة بين الشعب القطري الذي يستحيل أن يقبل بذلك وبين نظامه السياسي الذي ظل يلعب بورقة الإرهاب في مختلف الدول العربية، مشيرا الى أن الأمر ربما يصل مع تكشف  الحقائق إلى حالة قطيعة بين الحكام والشعب في ظل هذه التسريبات التي أوقعت حكام قطر في حرج مع أنفسهم، ومع الشعب القطري الكريم الذي كان مخدوعا في نظامه السياسي.
وقال القحطاني، كنا مع القطريين وبقية الشعوب الخليجية والعربية نعيش حالة من الذهول مما نراه من أدلة ووقائع أكدت أن المشروع القطري التخريبي وصل لمراحل تتجاوز قدرات القطريين، لكن من خلال ما نشاهده من تخطيط للقتل هنا والتدمير هناك نعتقد أن مثل هذه الأعمال لا يجيدها إلا الموساد الإسرائيلي، ما جعلنا نربط بين حكام قطر وهذا الجهاز الاستخباراتي الأسوأ في العالم.
أما محمد بن احمد الحجاجي، مواطن سعودي، فقد اعتبر أن ما كشف عن تورط قطر في المحاولة الفاشلة لاغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، وكذلك  التسجيلات الصادمة عن الدور القطري المشبوه في البحرين، عام 2011م واحتفاظ كل من السعودية والبحرين بسرية هذه المعلومات الخطيرة وعدم إعلانها رسمياً أو حتى السماح بتسريبها كي لا تؤثر على علاقات الأخوة وحسن الجوار، يوضح مدى صبر قيادتي البلدين السعودية والبحرين على السياسات الحمقاء لقطر، حتى إذا ما فشلت هذه السياسة في ردع قطر عن تآمرها على البحرين اضطرت الرياض والمنامة إلى كشف الأوراق، كي تحول دون النفي القطري المعتاد، وحتى تلجم من سينفي حقيقة الإرهاب الذي تمارسه الدوحة ضد البحرين بهذه الحقائق.