7 سبتمبر 2008 00:56
رمضان عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- له وجهان: وجه لعامة الناس، ووجه خاص به صلى الله عليه وسلم· وفي الوجه الأول نجد الرسول يأخذ بالرخصة ويخفف عن الناس، فقد أخرج الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عام الفتح في رمضان، وصام المسلمون معه، حتى إذا كان بالكديد، دعا بماء في قعب، وهو على راحلته فشرب والناس ينظرون، يعلمهم أنه أفطر فأفطر المسلمون·
قال صلى الله عليه وسلم: ''ليس من البر الصيام في السفر''، وهذا جانب من جوانب الوسطية في الإسلام·
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وحده، أو إذا لم يكن هناك مظنة أن يشق على الناس، أخذ بالعزيمة فصام وواصل الصيام، ونهى غيره عن الوصال قائلاً: ''أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني''، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد حتى كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن رواحه·
- أما إذا أوشك رمضان أن يرحل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضاعف عبادته فيه في حين يكاد الناس يملون، قالت أم المؤمنين عائشة: ''كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وإذا دخل العشر الأواخر من رمضان، أحيا الليل، وأيقظ الأهل، وجد وشد المئزر تحرياً لليلة القدر'' رواه الشيخان·
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً· رواه البخاري وأبو داود·
أما قيامه صلى الله عليه وسلم ليالي رمضان، فذلك له شأن آخر، قال أبوهريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة، فيقول: ''من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه'' أخرجه الشيخان·
- وقالت الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما: صلى النبي في المسجد فصلى بصلاته ناس كثير، ثم صلى من القابلة فكثروا، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم، فلما أصبح قال: ''قد رأيت صنيعكم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم''· وهذا بداية مشروعية قيام رمضان، أخرجه مالك والبخاري ومسلم وغيرهم·
المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
عدد اليوم
)
