الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد البريكي يرصد تحولات القصيدة الشعبية

محمد البريكي يرصد تحولات القصيدة الشعبية
16 ابريل 2013 00:21
عصام أبو القاسم (الشارقة)- قدم الشاعر محمد البريكي مسؤول بيت الشعر في الشارقة محاضرة مساء أمس الأول بعنوان «المفردة الإماراتية في الشعر الشعبي»، ضمن أمسيات مقهى الدريشة الثقافي بمهرجان أيام الشارقة التراثية، وقدمه خلالها الإعلامي محمد الحوسني. وقال البريكي في المحاضرة «إن شعراء القصيدة العامية في الإمارات تأثروا بأقرانهم من شعراء العاميات الخليجية الأخرى، على أن هذا التأثر كان شكلياً وانحصر في استلاف بعض المفردات من قواميس شعرية من هنا وهناك، ولكن الشاعر الإماراتي عرف كيف يحافظ على هوية نصوصه إيقاعاً ومجازاً ورؤيةً ، كما عرف كيف يتطور في هذا الإطار ويلهم سواه من شعراء الخليج بالحداثـة والمواكبـة». وأوضح البريكي الذي عُرف بمساهماته المتميزة في ذاكرة الشعر الشعبي، أن الإعلام كان السبب وراء تأثر مفردات الشعر الشعبي الإماراتي بسواها من مفردات؛ فثمة أسماء شعرية خليجية جرى تكريسها وبدأ شعراء إماراتيون في تقليدها أو استعارت بعض عباراتها. وفي هذا السياق أشار البريكي إلى مجلة «المختلف» التي كانت تصدر مطلع التسعينات وكيف أسهمت في إشاعة وترويج العديد من التجارب الشعرية الشعبية مثل فهد عافت ومساعد الرشيدي وسواهما. كما تطرق الشاعر البريكي الذي أصدر حديثاً ديوانه الجديد «بيت آيل للسقوط» إلى الطابع «المناطقي» الذي طبع نصوص شعرية شعبية عديدة في سائر دول الخليج؛ فكل شاعر يكتب بلسان جغرافيته المحدودة ولا ينفتح باستعاراته على اللغة الشعبية في شكلها العام، وهنا في الإمارات توجه بعض الشعراء إلى الكتابة بلغة إمارة بعينها وابتعدوا عن الكتابة باللغة التي يطلق عليها «اللغة الثالثة» أو «اللغة البيضاء»، أي يفهمها الجميع في الدولة. وتابع البريكي «ولكن فيما بعد بدأت حركة تصحيحية لتوجهات الشعر الشعبي وكتب نقاد في الصحافة المحلية ملاحظاتهم في شأن اللغة التي تنحصر في جمهور منطقة بعينها ونادوا بمزيد من الانفتاح وسرعان ما أثرت كتاباتهم في النتاج الجديد للشعر الشعبي». وحول علاقة القصيدة الشعبية بالهوية، قال البريكي إن التغييرات التي تعرفها القصيدة على مستوى مفرداتها لا تعني مسخاً للهوية، إنما هي إضافة وتنويع وهي مهمة لجهة المواكبة والتغيير، مشيراً إلى أن شعراء القصيدة الشعبيّة في الإمارات حافظوا دائماً على بحورها التي ورثوها وهذا هو الجوهري في الأمر، وأضاف «كما أننا في إطار تفاعلنا مع المفردات الخاصة بلغات خليجية أخرى يمكن أن نميز النص الإماراتي عن سواه برموزه وإشاراته» فالأمر ليس وقفاً على المفردات وحدها والقصيدة تعرف في كليتها وليس في تفصيلة من تفصيلاتها العديدة. نص زايد أحدث تطوراً في القصيدة الشعبية تتبع محمد البريكي في محاضرته التطورات الحديثة التي عرفتها القصيدة الشعبية الإماراتية ولفت في هذا الإطار إلى النقلة التي أحدثها المغفور له بإذنه الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، عبر نصوصه الشعرية وكيف أثرت على العديد من الشعراء لاحقاً، كما أشار البريكي إلى التحديثات الفصيحة التي أسهم بها بعض الشعراء مثل ربيع بن ياقوت، ولكنه ذّكر أيضاً بشعراء أرادوا دائماً أن يحافظوا على الطابع الكلاسيكي للقصيدة الشعبية ومنهم عبد الله العويس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©