الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنانون يكرسون الهوية التراثية الإماراتية في كرنفال النحت على الرمال

فنانون يكرسون الهوية التراثية الإماراتية في كرنفال النحت على الرمال
19 ابريل 2011 20:06
برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، انطلقت أمس الأول على كورنيش أبوظبي فعاليات مهرجان الإمارات العالمي الأول للنحت على الرمال بحضور عدد من الفنانين التشكيليين المحليين والعالميين، وينظم المهرجان نادي تراث الإمارات بالتعاون مع بلدية أبوظبي، ويستمر حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري. وسط إقبال جماهيري كبير من مرتادي الكورنيش لمشاهدة هذه الاحتفالية الكرنفالية الفريدة من نوعها، وتحديداً في تمام الساعة الرابعة أخذ عازفو الرمال في خط أشكالهم الجمالية على رمال أبوظبي وسط دهشة الحضور، لما أظهروه من قدرات فنية مبهرة في واحد من الأشكال الفنية الجديدة والذي ينتمي إلى عصر ما بعد الحداثة، في تقسيمات مدارس الفن التشكيلي. تمثيل إماراتي التمثيل الإماراتي كان حاضراً وبقوة خلال اليوم الافتتاحي ممثلاً في الفنان التشكيلي الإماراتي محمد عبدالله، الذي قال لـ “الاتحاد” إن مهرجان النحت يعد سابقة مميزة في الحركة التشكيلية في الإمارات، عبر دعمه لهذا اللون المميز من الفن التشكيلي، والذي صار يحقق انتشاراً عالمياً في الفترة الأخيرة. ولفت إلى أنه للمرة الأولى يمارس هذا النوع من النحت، بعد أن مارس أشكالاً عديدة منه سواء في النحت على البازلت أو الحديد أو الخشب أو الحجر، وشارك في العديد من المعارض الفنية سواء في داخل الإمارات أو خارجها. وأشار عبدالله، المشهور بـ”أبو لحية”، إلى فوزه بالعديد من الجوائز، حيث تم تكريمه من عديد من دول العالم منها كوريا وسوريا، فضلاً عن الدروع والميداليات الكثيرة التي تحصل عليها نتيجة مساهماته المتميزة في المعارض التي شارك فيها. وعن فن النحت بالرمل، أوضح أنه أسهل من ممارسة النحت على المواد الأخرى، كونه يتيح للفنان عمل أشكال متنوعة، وعلى الرغم من أن هذه الأشكال لا تدوم طويلاً إلا أنها تعكس قدرة المُشكل لها على إبراز قدراته الفنية، ومنحه فضاء أوسع للتعبير عن طاقاته عبر التلاحم مع أكثر الموارد الطبيعية اقتراناً بالجمال ألا وهي الرمل والماء، بعكس النحت على البازلت، الذي يصعب التحكم فيه، والحديد الذي يلاقي الفنان صعوبة كبيرة في التعامل معه خاصة ما إذا كان المجسم كبيراً وضخماً، والخشب الذي يحتاج إلى براعة ودقة غير عادية قد لا تتوافر لدى كثير من الفنانين التشكيليين. وأوضح عبدالله أن مشاركته في مهرجان النحت على الرمال العالمي الأول في أبوظبي يكسبه خبرة مضافة من خلال الاحتكاك بالفنانين العالميين المشاركين فيه. مشاركة سورية من الفنانين العرب المشاركين في المهرجان، سلطان صعب من سوريا، الحاصل على الجائزة الثانية للمهرجان السنوي في سوريا في فن الجرافيك سنة 2006، والجائزة الأولى لمهرجان تدمر الثقافي 2007- 2008، وصاحب العديد من المعارض الفنية والجماعية داخل الدولة وخارجها. عن مهرجان الإمارات للنحت على الرمال، قال صعب إنه يفتح الأفق أمام الناس حتى يشاهدوا أفكاراً جديدة وتقنيات حديثة، ويمنح كل من يملك حافزا فنيا لأن يتأثر بما يراه وقد يتمكن من تنفيذه على نفس المادة أو على مادة أخرى، وبالتالي يصبح المهرجان فرصة لنقل الخبرات بين الهواة والمحترفين. أما أهمية المهرجان له على الصعيد الشخصي، فحددها صعب في كونه يمثل أول فعالية تحتفي بالنحت على الرمال في أبوظبي، ومن ثم فقد اكتسب أولوية المشاركة، والاحتكاك مع الخبرات العالمية والمحلية، وأيضاً المساهمة في نشر ثقافة جديدة بالحركة الفنية الثقافية. وعمّا سيقدمه خلال هذا المهرجان، أكد صعب أن لديه مجموعة رؤى فنية يعكس كل منها الوجه التراثي والحضاري لدولة الإمارات، وسيعمل على الدمج بين أساليب الفن التشكيلي، والمظاهر التراثية المعبرة عن البيئة الإماراتية. أهداف عديدة من جانبه قال عامر إبراهيم، المنسق العام، إن المهرجان يضم نخبة من النحاتين العالميين من الهند والبرازيل وبلجيكا وجنوب أفريقيا وسوريا والإمارات، وهناك أهداف عديدة من وراء إقامة هذا المهرجان منها: أن دولة الإمارات دائماً سباقة في المبادرات والفعاليات سواء المحلية أو الدولية، ما جعلها في طليعة الدول المنظمة للمهرجانات والأحداث العالمية الكبرى. ونقل صورة عن حضارة الإمارات وتراث الدولة للمقيمين من مختلف الجنسيات والزائرين بأسلوب فريد ومبتكر. وعن كيفية اختيار الفنانين المشاركين، قال إبراهيم إن ذلك جاء عبر متابعة أعمالهم واختيار أفضل نحاتين في العالم من ناحية المهارة والخبرة وهو ما سينعكس إيجاباً على المهرجان وانطلاقته، وعمل منجزات فنية وتراثية تدعم جهود ترسيخ التراث بالدولة ودعم المكانة الفنية والثقافية للعاصمة. وكشف عن وجود مفاجآت في الأعمال الفنية التي سيتم إنجازها ستتوالى طيلة أيام المهرجان، وسيعلن عنها من قبل الفنانين العالميين أو المحليين. وأشار إلى أن المهرجان سيتضمن فعاليات ومسابقات تراثية وثقافية متنوعة وعروضا للرقص الشعبي ومعرضا للصور بعنوان “زايد في قلوبنا”، وسوقا شعبية تستقبل الجمهور طيلة أيام المهرجان وتتضمن أكشاكا لعرض الهدايا التذكارية عن معالم الإمارات وصناعاتها التقليدية، وأجنحة للمأكولات الشعبية، ونقش الحناء والمشغولات اليدوية وألعابا ترفيهية للأطفال بما يشكل كرنفالاً مميزا لجذب مختلف أفراد الأسرة المواطنة والمقيمة والزوار والسياح لتحقيق سياحة ثقافية فنية جديدة تماماً من حيث الشكل والمحتوى.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©