الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أزمة قطر «مستعصية على الحل» بسبب سياسات تميم الطائشة

15 مايو 2018 03:23
دينا محمود (لندن) مع اقتراب مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لقطر من إنهاء عامها الأول بعد نحو 3 أسابيع من الآن، استبعدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إقدام «الرباعي»، خصوصاً السعودية والإمارات، على اتخاذ أي خطوات من شأنها التخفيف من العزلة الخانقة التي يعانيها «نظام الحمدين»، منذ يونيو الماضي. وتوقعت في تقريرٍ إخباري مطول أعدته الصحفية المتابعة لشؤون منطقة الشرق الأوسط ليز سلاي، أن تستمر الأزمة الناجمة عن تشبث نظام تميم بن حمد بسياساته الطائشة والتخريبية إلى «أجلٍ غير مسمى»، في ضوء عدم وجود أي مؤشرات تفيد بإمكانية تغير مواقف أطراف الخلاف، على خلفية الاتهامات الموجهة لقطر بتمويل التنظيمات الإرهابية وإقامة علاقاتٍ وثيقة مع نظام الملالي المُهيمن على الحكم في إيران. وقال التقرير «إن السعودية والإمارات، لا تبديان أي إشارة على أنهما مستعدتان للتزحزح عن موقفهما المشترك حيال الدولة المعزولة، التي تكبدت خسائر جسيمة منذ اتخاذ (الرباعي) إجراءاته الصارمة حيالها في الخامس من يونيو 2017، بما يشمل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والبرية». وشكك في إمكانية أن تتأثر مواقف الدولتين في هذا الصدد بأي ضغوط خارجية، واستشهد في هذا السياق بما ورد في تغريدةٍ نشرها معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية على حسابه على «تويتر» في الأول من الشهر الجاري، وأكد فيها أن الأزمة لن تُحل بأي وساطة من خارج منطقة الخليج العربي. وحرصت مُعدة تقرير الصحيفة الأميركية على نشر النص الكامل للتغريدة التي قال فيها قرقاش: «نصيحة مخلصة هدفها خروج قطر من أزمتها: لن تكون هناك وساطة غير خليجية، ولن تنفع أي ضغوط، ولن يغّير الإعلام حالكم، عودوا لرشدكم فأزمتكم مستمرة، دبروا أمركم بعد الْيَوْمَ بالحكمة، وفاوضوا في إطار مطالب جيرانكم، والتي تعبّر عن هموم حقيقية». واعتبرت «واشنطن بوست» أن هذه التغريدة تؤكد رفض أي تدخلاتٍ خارجية لتسوية الأزمة الراهنة مع «نظام الحمدين»، وهي الأزمة التي قالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعلق فيها شيئاً فشيئاً. وذَّكَرّت بالموقف الذي اتخذه ترامب من قطر في الأيام الأولى للمقاطعة المستمرة ضدها، وموافقته حينذاك على أن هذا البلد المنبوذ خليجياً وعربياً «راعٍ للإرهاب». وفي هذا الإطار، حرصت الصحيفة على إبراز تصريحاتٍ بشأن الأزمة القطرية، إلى أن «نظام الحمدين» فقد ثقة جيرانه، وانتهك بذلك أحد أهم ركائز الثقافة السائدة في منطقة الخليج العربي. كما نقلت تأكيدات محللين على خيبة أمل الدول الخليجية المجاورة لقطر في أميرها الحالي، بعدما كانت تأمل في بادئ الأمر في أن يكون مختلفاً عن والده، بعد أن تولى الحكم خلفاً له إثر تنازل الأخير عن السلطة عام 2014. ونقلت في هذا الشأن أنه تبين أن تميم لا يختلف عن والده على الإطلاق وأن «لديه نفس الضغائن» حيال دول الخليج المجاورة لقطر. وأبرزت الصحيفة الأميركية الرصينة في تقريرها، الدور الذي يلعبه الدعم غير المحدود الذي يقدمه «نظام الحمدين» لجماعة «الإخوان» الإرهابية، في العزلة المفروضة على هذا النظام في الفترة الحالية، مُشيرةً في هذا الصدد إلى المساندة التي حظيت بها هذه الجماعة ذات التاريخ الدموي من السلطات القطرية خلال ما يُعرف بانتفاضات «الربيع العربي»، التي اجتاحت المنطقة العربية اعتباراً من عام 2011 وبدأت من تونس. وأكدت أن الدوحة قدمت في ذلك الوقت دعمها «المتشددين في مصر وتونس وليبيا وسوريا»، وذلك على عكس مواقف دولٍ عربية أخرى، وهو ما عكس - بحسب الصحيفة - «رؤى متنافسة» تتبناها هذه الدول بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن محللين إقليميين لم تسمهم قولهم، إن «العلاقة بين القيادة القطرية والإخوان.. أثارت بحق حنق الدول المجاورة، التي تعتبر الإسلام السياسي التهديد الأكثر خطورة»، في إشارة إلى الخطر الداهم الذي يحدق بالمنطقة جراء أفعال الجماعات الإرهابية التي تتستر بالدين وتسفك دماء الأبرياء بذرائع كاذبة في بقاعٍ مختلفة من الشرق الأوسط. وأكدت «واشنطن بوست» أن التاريخ الطويل من «عدم الثقة» بين قطر والدول المُقاطعة لها، يساعد في تفسير السبب وراء كون الخلاف الراهن «مستعصياً» على الحل إلى أبعد حد. ونقلت الصحيفة عن جريد نونمان أستاذ العلاقات الدولية في فرع جامعة «جورج تاون» الأميركية في قطر إقراره بأن هناك «حالةً من السخط» منذ أمد طويل حيال قطر من جانب جيرانها الخليجيين، قائلاً إن «الربيع العربي» هو ما «جلب هذه المشاعر إلى الواجهة». ولم تغفل «واشنطن بوست» الإشارة في تقريرها إلى العلاقات التي تُنميها قطر بشكلٍ مستمر مع دولٍ وجماعات مسلحة وإرهابية في الشرق الأوسط والعالم، قائلة في هذا الصدد إن الدوحة توطد هذه الروابط مع كلٍ من «إيران وحزب الله في لبنان، وحركة طالبان في أفغانستان، ومجموعةٍ متنوعةٍ من الحركات المتشددة». وأكدت أن مثل هذه التحركات المشبوهة كانت تستهدف «تعزيز النفوذ الإقليمي لقطر، ولكنها أدت كذلك إلى إثارة غضب جيرانها». وخلصت إلى الإشارة إلى أن تاريخ التعايش بين قطر والدول المجاورة لها في الخليج العربي، لم يكن «بالأمر السلس» منذ تولي أسرة آل ثاني الحكم في الدوحة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أي منذ أكثر من 150 عاماً كاملة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©