الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كلك ذوق» مبادرة لإعادة سلوكيات «لطيفة» إلى الشارع المصري

«كلك ذوق» مبادرة لإعادة سلوكيات «لطيفة» إلى الشارع المصري
22 يونيو 2010 20:25
تبنى المركز الثقافي «ساقية الصاوي» بالقاهرة مبادرة «كلك ذوق» التي أطلقتها خبيرة الإتيكيت ماجي الحكيم في محاولة لإحياء بعض السلوكيات المفتقدة كالشهامة والاعتذار والاستئذان والنظافة واحترام النظام ومحاربة التحرش وإلقاء القمامة والبصق في الشارع وغيرها من السلوكيات السيئة التي تحولت إلى ما يشبه ظاهرة في عدد كبير من الشوارع المصرية، على حد قولها. قرر المركز الثقافي ساقية الصاوي عقد سلسلة ندوات شهرية تحت عنوان «كلك ذوق» تلتقي خلالها خبيرة الإتيكيت ماجي الحكيم برواد الساقية لإبراز السلوكيات الخاطئة في المجتمع وكيفية علاجها. وتقول الحكيم «اخترت عنوان المبادرة «كلك ذوق» وليس «خليك ذوق» لأن الناس لا يحبون النصح والتوجيه المباشر ونفترض أن الذوق موجود في كل شخص وللتأكيد على أن الشعب المصري ودود ويعرف الذوق ولا يمكن تعميم السلوكيات الخاطئة والسلبية على الجميع». موضوع كل شهر تقول الحكيم «نخصص موضوعاً محدداً لمناقشته كل شهر في ندوة ساقية الصاوي. وبدأت بالحديث عن إتيكيت الشارع، ووصفت أبرز السلوكيات المشينة التي تتمثل في الإهانة العلنية وإلقاء المخلفات والبصق، فالشارع ملكية عامة، وهذه الحقيقة لا تعني السلبية أو الاستهتار، ومن الضروري مراعاة حق الطريق وحق الناس في الشعور بالأمان أثناء سيرهم». وتضيف أنها ستناقش في الندوات المقبلة محاربة المزيد من السلوكيات الخاطئة مثل، هدر المياه والتعامل بين الزوجين وزملاء العمل بصور غير لائقة، إضافة إلى أساليب قيادة السيارات بشكل مزعج وثقافة رفض الاختلاف مع الآخرين. وعن المرحلة التالية من المبادرة قالت إنها ستشهد طبع كتيبات صغيرة عن الأساليب المثلى للتعامل في المواقف الفردية والمجتمعية، وسيتم توزيعها مجاناً عن طريق ساقية الصاوي لنشر الفكرة. وتوضح الحكيم أن الإتيكيت عبارة عن مجموعة قواعد وفنون للتعامل مع الآخرين في كل الأمور مثل المأكل والمشرب والملبس والسلوك العام وهو ليس قواعد ثابتة ولكنه قابل للتغير بتغير المواقف والظروف ويتسم بالمرونة بعكس مفهوم البروتوكول الذي تحكمه الصرامة في كل صغيرة وكبيرة. وترى أن الإتيكيت ليس نوعاً من الرفاهية أو التعامل مع الآخرين بـ»الشوكة والسكين» كما يقولون بقدر ما يدل على اللياقة والتصرف السليم. وتضيف «الإتيكيت أسلوب حياة في المجتمعات المتحضرة وفي مصر أصبح ضرورة خصوصاً مع تردي مستوى التعامل والسلوك العام بين الناس في مختلف مناحي الحياة مثل الشارع والبيت ووسائل المواصلات والأندية والمكاتب وعبر المكالمات الهاتفية وغيرها ما يجعلنا في أشد الحاجة إلى العودة للتعامل بمودة ورحمة وذوق بعد أن سيطرت المادة على كل الناس»، مستشهدة بتراجع المساندة وقت الحاجة، مثل عدم الدفاع عن الفتاة التي تتعرض للتحرش في الشارع وفضول البعض لدرجة التطفل والتلصص، ما أدى إلى تراجع خصوصيات الناس. نظرية التعادل تبين الحكيم «التعامل بذوق بين البشر يمكن أن يسهل الحياة اليومية ولا يعقدها ويوفر الوقت والجهد ويريح الأعصاب خصوصاً إذا طبقنا نظرية التعادل في المعاملة أي أن لكل منا حقوقاً وواجبات فليست هناك علاقة قائمة من طرف واحد وإنما بين طرفين أو أكثر لذلك يجب عند التعامل مع الآخرين مراعاة مشاعرهم وخصوصيتهم لأن التعامل مع الآخرين بذوق ولياقة ليس مجاملة أو محاولة لإرضائهم وإنما إضافة قيمة للشخص وصورته». وتقول إنه لا يوجد فرق كبير بين الرجل والمرأة في القدرة على التعامل بلطف وذوق مع الآخرين وقد أسهم خروج المرأة للعمل في تقليص الاختلافات بين الجنسين خصوصاً في أماكن العمل وهذا لا يعني عدم وجود بعض الفروق مثلًا في العلاقات العاطفية مازال الإتيكيت يفرض أن يكون الرجل سباقاً في البوح بمشاعره للمرأة وليس العكس. وترجع أسباب اختفاء الذوق العام وتدهور السلوك لدى شريحة كبيرة من الناس، إلى الضغوط الحياتية اليومية، والزحام الشديد، والأنانية، والمادية التي جعلت الكثيرين يطبقون مقولة «أنا ومن بعدي الطوفان»، مشيرة إلى أن الإتيكيت ليس حكراً على أحد ولا يرتبط بالطبقات الغنية أو الأرستقراطية فحسب وإنما يرتبط بكل طبقات وفئات المجتمع لأنه يكتسب من البيئة المحيطة بالشخص مثل الأسرة والمدرسة والمسجد والأصدقاء كما أن الأديان السماوية تحث على حسن المعاملة بين الناس. قواعد الإتيكيت عن أبرز قواعد الإتيكيت التي ينبغي مراعاتها في التعامل بين الناس، تقول الحكيم «احترام المواعيد لأنه دليل على الالتزام والتحضر والمصافحة باليد على أن تكون قبضة اليد ثابتة وتكون راحة اليد جافة تماماً والنظر إلى الشخص المصافح بشكل مباشر وتجنب المصافحة بأطراف الأصابع لأنها قد توحي بالتكبر، وكذلك الانصات والاستماع الجيد لحديث الآخر وعدم مقاطعته أثناء الحديث، وعدم التصنع أو التفاخر بالنفس وعدم مناداة زميل العمل مثلا بصوت مرتفع في العمل أو الطريق العام، وكذلك اختيار ألفاظ مناسبة للشكر أو الاعتذار أو الاستئذان وتقديم الشكر بعد تلقي هدية أو تلبية دعوة عشاء أو أي مناسبة أخرى، وحسن معاملة الجار ومجاملته وقت اللزوم وتقديم واجب العزاء وتقديم التهاني». وتحدثت الحكيم عن جانب من حياتها الشخصية، قائلة «أحاول بقدر الإمكان تطبيق الإتيكيت في بيتي حيث أحرص على أن نجتمع أنا وزوجي وأولادي على مائدة الطعام لتناول الغداء معاً يومياً ونتبادل أطراف الحديث في بعض الأمور الحياتية دون التطرق إلى أي مشاكل قد تعكر صفو حياتنا من أجل استمرار التواصل وتفادي الوصول إلى مرحلة الخرس الزوجي خصوصاً أن مشاغلي ومشاغل زوجي واستيقاظ أولادي مبكراً للذهاب للمدرسة يحول دون أن نتجمع في فترة الصباح أو المساء». وتضيف «أميل دائماً إلى البساطة في كل شيء مثل ألوان ديكور المنزل والأثاث وأحافظ على النظام وتنسيق وترتيب، وأعشق اللوحات الفنية والتشكيلية وتعليقها في أركان البيت. وهناك عدد من اللوحات المجردة التي اشتريت بعضها وأخرى أهداها لي بعض الفنانين وأحرص يومياً على فتح نوافذ المنزل للسماح بدخول ضوء الشمس والهواء لتجديد دماء الشقة لأن البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله الطبيب، كما أحرص على وجود زهرية ورد طبيعي دائماً في الصالة لأنه يعطيني إحساساً بالراحة النفسية، وأحرص على تعليم أولادي بعض السلوكيات مثل احترام المواعيد واحترام الصغير قبل الكبير وآداب الطعام».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©