«الوطني» يرجئ مناقشة تعديلات قانون شعار الدولة وخاتمها الرسمي

أرجأ المجلس الوطني الاتحادي أمس مناقشة مشروع قانون لتعديل أحكام قانون شعار الدولة وخاتمها الرسمي لحين حضور معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير الدولة لصشؤون مجلس الوزراء، وذلك التزاماً بقرار سابق للمجلس يقضي بضرورة حضور الوزير المعني عند مناقشة أي مشروع قانون يتعلق بوزارته. واقترح مشروع القانون تعديل شعار الدولة حيث تم إدخال علم الإمارات محاطاً بسبع نجوم في وسط الصقر بدلاً من السفينة. وبررت مذكرة حكومية عرضت على المجلس الوطني أمس تعديل شعار الدولة لاعتبارات أن العلم الوطني رمز للدولة ويعبر عن الهوية الوطنية ويجسد انتماء مواطنيها وولائهم لقيادتها، في حين تدل النجوم السبع على تكاتف إمارات الدولة وتضامنها تحت راية الاتحاد. ووفقا للمذكرة، فإن اقتراح التعديل يأتي استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وتماشياً مع الخطة الاستراتيجية للحكومة في تطوير جميع مرافق الدولة، وإبرازاً لفكرة الاتحاد التي تجمع إمارات الدولة تحت راية الاتحاد. وكان مجلس الوزراء اعتمد بداية مايو 2008 الشعار الرسمي الجديد للعمل به، وقد أقر مشروع القانون أي استخدام قد تم لشعار الدولة وخاتمها منذ تاريخ اعتمادها من مجلس الوزراء. وحظر مشروع القانون استعمال شعار الدولة للأغراض التجارية والصناعية أو في الإعلانات أو اللوحات ونحوها من الأوراق العرفية إلا بإذن خاص من صاحب السمو رئيس الدولة، ويعاقب مشروع القانون من يخالف ذلك بالحبس لمدة لا تقل عن سنة واحدة وبغرامة لا تقل عن 100 ألف درهم. وكان معالي عبد العزيز الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي ألقى كلمة افتتاحية في بداية الجلسة التي حضرها معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني رفع فيها إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله أطيب التهاني والتبريكات بتجديد إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات البيعة لسموه بانتخابه رئيساً للدولة لولاية ثانية. واعتبر الغرير أن هذا القرار تعبير صادق عن الثقة العميقة بسياسة سموه الحكيمة التي نقلت دولة الإمارات بكفاءة واقتدار من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين عبر البرنامج السياسي الطموح لسموه الذي يرسخ أسس المسيرة الاتحادية، ويرتقي بها إلى آفاق جديدة ورحبة نحو التقدم في مختلف الميادين. واستذكر الغرير في كلمته جهود القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في بناء دولة الاتحاد التي حرص على أن تكون دولة المؤسسات والقانون والوصول بها إلى مصاف الدول المتقدمة. كما أشار الغرير إلى التزام دولة الإمارات بالقضاء على جميع أشكال التمييز والعنف ضد المرأة هو التزام أصيل، مؤكداً أن الإمارات وقيادتها تعمل على تمكين المرأة في مختلف المجالات. رفض ردود حكومية إلى ذلك، رفض 4 من أعضاء المجلس الوطني ردوداً حكومية كتابية على أسئلة تقدموا بها للاستفسار عن قضايا في قطاع التجارة الخارجية والتربية والتعليم والموارد البشرية، طالبين حضور الوزراء المعنيين في جلسات قادمة للإجابة على تلك الأسئلة، في حين رد معالي الدكتور حنيف حسن وزير الصحة على سؤالين برلمانيين، ومعالي عبد الرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على سؤال حول أنشطة الهوية الوطنية في المدارس. وفي سياق متصل، دعا عضو المجلس حمد حارث المدفع وزارة الصحة إلى التنسيق مع بلديات الدولة لتعقيم الألعاب الخاصة بالأطفال في مراكز الألعاب ومراكز التسوق والحدائق العامة للحماية من انفلونزا الخنازير، واعتبر مراكز الترفيه “مناطق ساخنة، وأماكن خطرة لنقل العدوى”. بيد أن الوزير حنيف حسن الذي رد على سؤال للعضو المدفع حول إجراءات الوقاية من انفلونزا الخنازير في مراكز الترفيه، أكد أنه ليس هناك أي توجيه أو حظر أو منع من ارتياد مراكز الترفيه أو التسوق التي وزعت فيها أكثر من 200 ألف مطوية توعوية. وقال إن أساس التعامل هو عدم المبالغة في الإجراءات. وتابع الوزير حسن مؤكداً أن السياسة المتبعة في التعامل مع انفلونزا الخنازير تعتمد مبدأ “لا تهويل ولا تهوين”، فالفيروس ليس خطراً، على الرغم من انتقاله بسرعة إذ أن نسبة الوفيات الناجمة عنه لا تقارن بغيرها من الفيروسات الأكثر خطراً. إجراءات لتوطين التمريض في موازاة ذلك، أبلغ معالي الوزير حنيف حسن المجلس الوطني بإجراءات جديدة ستعتمدها وزارة الصحة لاستقطاب المواطنات للعمل في مهنة التمريض التي تعاني نقصاً حاداً في أعداد المواطنات العاملات في القطاع والتي تبلغ نسبتهن نحو 8 بالمائة على مستوى الوزارة وتنخفض إلى 4 بالمائة على مستوى الدولة. وقال وزير الصحة رداً على سؤال آخر قدمه العضو راشد مصبح المرر حول نقص المواطنات في قطاع التمريض إن النقص في مهنة التمريض دفع مجلس الوزراء لإصدار قرار إنشاء مجلس الإمارات للتمريض الذي يعمل على اقتراح التشريعات والأسس والسياسات اللازمة لتطوير المهنة. ولفت إلى أن الوزارة تعمل حالياً بالتنسيق مع كليات التقنية العليا والجامعات العالمية من أجل إنشاء كليات التمريض والعلوم الصحية بمختلف إمارات الدولة، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل حالياً أيضاً على إنشاء معهد الفجيرة للتمريض على نفقة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وعزا الوزير حسن ضعف الإقبال على مهنة التمريض من قبل المواطنين إلى النظرة السلبية لدى المجتمع تجاه المهنة ومصاعبها، إضافة إلى ضعف الحوافز والرواتب المخصصة للممرضات حالياً، والتي لا تزيد على 10 آلاف درهم شهريا، ولكنه أكد أنه ومن خلال العمل حالياً على تحويل المعاهد التمريضية إلى كليات لتخريج ممرضين وممرضات يحملون شهادة البكالوريوس والتي من شأنها تعيينهم على الدرجة الرابعة بدلاً من السادسة ومن ثم زيادة رواتبهم وبدلاتهم. من جهته، اقترح العضو راشد المرر تحويل مسمى الممرض إلى مساعد طبيب لتشجيع المواطنين والمواطنات للعمل بالمهنة وتغيير نظرة المجتمع السلبية تجاهها، لافتاً إلى ضرورة تنبه وزارة الصحة إلى قضية أن الإمارات أصبحت “ممر ترانزيت” للممرضات اللواتي يتدربن في مراكزنا الصحية ومن ثم يغادرن إلى دول أخرى للعمل هناك. الهوية الوطنية فيما يتعلق بسؤال العضو سلطان الكبيسي حول موضوع أنشطة الهوية الوطنية في المدارس، استعرض معالي عبد الرحمن العويس وزير الثقافة والتراث وتنمية المجتمع أبرز المشاريع التي تنفذها وزارة الثقافة لتعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة في مختلف مناطق الدولة. ولفت الوزير العويس إلى الأنشطة والبرامج المنفذة حالياً ستستمر هي ذاتها خلال العام المقبل والذي سيشهد أيضاً فعاليات وأنشطة جديدة بهذا الصدد. كما اطلع المجلس أيضاً على المرسوم الاتحادي رقم (67) لسنة 2009 بتعيين سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثلا لصاحب السمو رئيس الدولة، وعلى مشروع قانون اتحادي بشأن ربط الميزانية العامة للاتحاد وميزانيات الجهات المستقلة الملحقة عن السنة المالية 2010 والتي بلغ حجم مشروعها ثلاثة واربعين مليارا وستمائة وسبعة وعشرين مليون درهم.