السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيّن خير- (كل أربعاء)

عيّن خير- (كل أربعاء)
22 يونيو 2010 20:35
أخشى الخيانة المشكلة عزيزي الدكتور : أنا سيدة مطلقة في بداية الثلاثينيات من العمر، من أسرة طيبة محافظة، طُلقت منذ ثلاث سنوات لأسباب تتعلق بزوجي، فلم أكن أرغب في هدم حياتي الزوجية على الإطلاق، لكن العشرة استحالت بيننا فتم الطلاق بالمعروف ورضيت بنصيبي، وبعد فترة تعرفت برجل متزوج يكبرني بعشر سنوات، وجدت فيه العقل والرزانة والخلق الكريم، وأحاطني بعطفه وعواطفه وأحسست بأنني بالنسبة له كل شيء، وشعرت بأنه يحبني ومن ثم بادلته نفس المشاعر، وأعرب عن اعتزامه الزواج بي، وتقدم لخطبتي ولم يعترض أهلي عليه لأنه ليس أول رجل يتزوج للمرة الثانية، فضلاً عما بدر منه من اهتمام وإصرار. واتفقنا على إخفاء هذا الارتباط عن أسرته في الوقت الحاضر، على أن يتولى هو بنفسه ذلك في الوقت المناسب، لكن بعد ذلك بفترة وجيزة لمست منه تجاهي نوعاً من الفتور في الاهتمام. وحاولت جاهدة معرفة سبب هذا الفتور، فاكتشفت أنه يخونني مع فتاة أخرى في عمر بناته. صدمت صدمة كبيرة، وواجهته بذلك وقطعت علاقتي به، لكنه جاء يبكي ويعتذر ويرجوني أن أعتبرها هفوة وزلة لن تتكرر، وأقسم لي بذلك فسامحته ورجعت إليه. بعدها أشعر بأنني أعيش في صراع مع نفسي وأصبحت لا أثق به، ولا سيما أنني اكتشفت أنه ضعيف تماماً أمام المرأة، ويحب الكلام معها، وينسى نفسه ووعوده أمام أي امرأة تصادفه، مع العلم أنه رجل يبدو ملتزماً، لكنه متقلب المزاج في تصرفاته معي، وأخشى أن يخونني مرة ثانية، فأنا من النوع الذي لا يحتمل خيانة الرجل. وأشعر بأنني مترددة في القبول بالزواج منه. هل أتركه وأدعو الله أن يعوضني بزوج صالح؟ أم ماذا أفعل؟ أرجو النصيحة. هاجر م.ص. النصيحة سيدتي: ليس المهم هنا أن يكون متزوجاً من عدمه، أو أنك مطلقة بعد زواج لم تذكري تفاصيل عنه، أو عن ظروفك، وهل لديك أطفال أم لا؟ وهل تم الاتفاق بينكما بشأنهم؟ إنها جوانب وحالات تحدث كل يوم، لكن دعينا نتناول ما هو أهم. إنك تقولين عنه كلاماً إيجابياً كثيراً، ويبدو أنه استغل الفراغ العاطفي والاجتماعي في حياتك، رغم أن نقطة ضعفه أمام النساء تقلقك، ويفترض أنك خلال هذه المدة فهمت شخصيته وسيرته تماماً، ولم تذكري شيئاً عن أسباب فتور اهتمامه بك. وإن كنت تنازلت عن خيانته الأولى، فإنه أمر يحسب لك، وإن كان هو لا يدرك حقيقة نفسه أمامك، وأمام بناته، ويستمر في زلات غير مبررة أو مقبولة، فإن الأمر يحتاج وقفة وتفكيراً، وإعادة تقييم من جانبك وحدك، فأنت الوحيدة التي يمكن أن تفهمه وتستطيعين أن تتوقعي تكرار خيانته في المستقبل من خلال تقييمك الدقيق لشخصيته. فهناك رجال «هوائيون» وعاطفيون ومجاملون أو مهووسون بالنساء لكنهم يفكرون ألف مرة ومرة قبل ارتكابهم فاحشة الخيانة. وما معنى أن يخونك وأن يضعف أمام كل امرأة تقابله، ويقيم علاقات ثنائية وثلاثية ثم يعتذر ويرجو؟. إنه ليس شاباً طائشاً مراهقاً، بل هو رجل ناضج يتزوج للمرة الثانية، والمفروض أن يقدم ضمانات تكفي لتطمئني إليه، ومن ثم عليك عدم التعجل، ودراسة شخصيته جيداً بعيداً عن العواطف. أعتقد أن رجلاً في هذا العمر يفترض أن يكون أكثر عقلاً وحكمة، وقرار زواجك منه قرار شخصي، وعليك أن تسألي نفسك في هدوء وتجرد وموضوعية: هل أنت ارتبطت به لأنك وجدت عنده ما تبحثين عنه في الرجل الذي تتمنين أن تبني معه بيتاً جديداً ثابتاً قائماً على أساس ثابت لن يهتز مرة ثانية وينتهي بالانهيار؟ أم هو مجرد رجل تقدم إليك وأنت تحتاجين الزواج ليصونك من المجتمع والناس بغض النظر عن الشخص والظروف المحيطة به؟ هذه أفكار تحددينها بنفسك وليست إحداها بأفضل من الأخرى. لأن اختيار كل إنسان ينبع من رغباته، وليس من حقنا الحكم على رغبات الناس. ما أستطيع أن أنصحك به هو أن تتأكدي مما إذا كان ارتباطك به يحقق لك فعلاً ما تريدين من الزواج. فإذا كان كذلك فيجب أن يتواجه مع أهلك ليتوقف عن هذا العبث الصبياني ويظهر بعض الكرامة الرجولية في التعامل مع موقف مهم ومسؤول مثل الزواج. وإن لم يكن فاتركيه غير آسفة وسيرزقك الله بالزوج الصالح إن شاء الله.. علامات غير مشجعة المشكلة عزيزي الدكتور أنا شاب جامعي في بداية العقد الثالث من العمر، أعمل في وظيفة جيدة، وتم عقد قراني قبل ستة أشهر عن طريق الأهل والمعارف على فتاة مناسبة، وبقي على الموعد الذي حددناه للزفاف بضعة أشهر إلى ما بعد استكمال بناء بيت الزوجية. ومن الطبيعي أن ألتقي بخطيبتي في بيتها أو نخرج معاً لاستكمال شراء لوازم الزواج والأثاِث وغير ذلك، لكن المشكلة أنها عنيدة ومتصلبة في رأيها ولا تطيعني بسهولة، وتريد كل شيء أن يتم على هواها وكما تريد هي، وإن لم أفعل تغضب وسرعان ما تطلب الانفصال، فالزواج في نظرها أن تكون كل الأمور بيدها هي وتحت تصرفها، علماً أنها متعلمة وجامعية، وعندما أناقشها في الأمر بأن الله قد فرض على الزوجة أن تطيع زوجها، تدعي المساواة وأن هذا الزمان قد تغير، وأخشى أن تتعقد الأمور بيننا بعد الزواج، وأحياناً أفكر في الانفصال حتى لا أتورط معها.. فبم تنصحني، وماذا أفعل معها؟ أبو زيد النصيحة إن فترة الخطبة جعلت لأسباب وحكمة، ويفترض أن تكون فترة دراسة وتفهم وتقرب للطبائع والخصال مادامت هناك قناعات مبدئية وموافقة وقبول متبادل بين الطرفين، وإلا كيف تمت الخطبة؟ واعلم يا أخي أن من بشائر الخير للشاب المسلم أن يقع اختياره على شريكة حياته من المرأة المحافظة على الصلاة، الطائعة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن الحسن أيضاً أن تكون فتاة جامعية متعلمة، تعينه على أمر دينه ودنياه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة» رواه مسلم، وجاء في حديث آخر «خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله»، وكلما كانت المرأة متعلمة كان ذلك أدعى لتفهم كل من الزوجين للآخر. ولعلك تعلم ياعزيزي أن الإسلام قد كرم المرأة، ورفع من شأنها، وأعطاها من الحقوق ما عجزت عنه حضارة الشرق والغرب، وجعل الرجل حصناً منيعاً للمرأة، يدفع نفسه للمهالك حفاظاً عليها. وهناك كثير من الرجال والنساء الذين انبهروا بالحضارة الغربية اليوم، ورفعوا ورددوا شعاراتها دون وعي أو فهم حقيقي، ومنها ما ذكرت عن قناعتها ونظرتها للأمور، ويجب عليكما فهم الشريعة وأحكامها، وأن الإسلام جاء بما يكفل الراحة والسعادة للرجل والمرأة، وحث على حسن العشرة بين الزوجين، ووضع حقوقاً لكل منهما لتتم بها سعادتهما، فالمرأة تستظل بظل الرجل في المسؤولية، وقد جعل الله القوامة بيده لا بيدها، لما جعله فيه من القدرة على تحمل أعباء الحياة، ومما تحصل به تلك القوامة طاعة الزوج، وحفظ ماله ومتاعه، وعلى زوجتك أن تستوعب ذلك جيداً بالحلم والقناعة والعقل بعيداً عن التعصب للرأي والانغلاق والعناد، وعليك أن تصبر عليها وتعلمها بهدوء وحكمة وروية، وأن تفهم أن الحياة لا تسير وفق هوى جانب أو طرف على حساب الآخر، إنما الحياة والزواج شراكة ومسؤولية، والمرأة راحة وسكن للزوج، ولاتتم الحياة إلا بقيام كل من الزوجين بأداء ما عليه، فقد أمر الله الزوج أن يؤدي ما عليه من الحقوق تجاه زوجته، وأظنك تعلمها جيداً، من نفقة وتأمين سكن، ورعاية وغير ذلك. ومن ثم لا أنصحك بالتعجل في الرأي وفقدان الأمل في استقرار الأمور، وعليك بذل الكثير من الجهد والصبر حتى تتفهمك وتتفهم طباعك، وحاول أن تقترب منها وتخترق جنبات فكرها وقلبها بالمودة والرحمة والحلم، وثق أنك ستنجح مادمت حسن المقصد والغاية إن شاء الله. وتذكر قوله تعالى:» والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©