بربينيان (ا ف ب) - اعترف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسميا امس بالمسؤولية التاريخية التي تتحملها فرنسا في التخلي عن “الحركيين” وهم الجزائريون الذين قاتلوا الى جانب فرنسا خلال حرب الجزائر لنيل استقلالها. وقال في خطاب ألقاه في بربينيان جنوب فرنسا “كان على فرنسا حماية الحركيين لكنها لم تفعل، وفرنسا تتحمل هذه المسؤولية امام التاريخ، وهذه المسؤولية هي التي جئت اعترف بها هنا” (في اشارة الى تخلي فرنسا عن قسم كبير من الحركيين بعد نيل الجزائر استقلالها عام 1962).
واضاف ساركوزي “على فرنسا كما فعلت دائما النظر الى تاريخها، وتحمل الاخطاء التي اقترفتها، وفي هذا الاطار لا شيء يمكن ان يبرر او يعذر لها التخلي عن هؤلاء الذين اختاروا فرنسا”. ويعد اعتراف الدولة الفرنسية بمسؤولية التخلي على الحركيين المطلب الرئيسي للجزائريين الذين حاربوا مع الجيش الفرنسي في الجزائر ونسلهم. ويبلغ عدد هذه المجموعة حالياً نحو 500 الف شخص.
وقد سبق ان اعترف ساركوزي في التاسع من مارس الماضي امام ممثلي هؤلاء الحركيين بالظلم الذي ارتكبته السلطات الفرنسية في حقهم وأقر بأن لهم دينا في رقبة فرنسا. وكان منافسه الاشتراكي في الانتخابات الرئاسية فرنسوا هولاند تعهد من جانبه في السادس من ابريل الحالي بالاعتراف بمسؤولية فرنسا في التخلي عن الحركيين اذا تم انتخابه.
إلى ذلك، اعتبرت مارين لوبن مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية في 22 أبريل و6 مايو في فرنسا أمس في حديث مع وكالة فرانس برس، أن الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي “لا يملك أي فرصة للفوز” بالاقتراع ورفضت تقديم أي توصيات لناخبيها في الدورة الثانية.
وأعلنت مارين لوبن “اعتقد أن نيكولا ساركوزي لا يملك أي فرصة للفوز مجددا بالانتخابات لأنه خان الفرنسيين بنسب تاريخية وخصوصا لأنه لا يخجل من ذلك ويكرر الاحتيال نفسه ظنا منه أن الفرنسيين أغبى الأغبياء”.
وقبل ثمانية أيام من الدورة الأولى تتوقع الاستطلاعات أن تفرز نتائج الجولة الأولى فارقا ضئيلا بين ساركوزي والمرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند بنحو 27 أو 28%. لكنها تتوقع أن يمنى الرئيس المنتهية ولايته في الثانية بهزيمة كبيرة أمام هولاند (46% مقابل 54% من الأصوات).