ثقافة الترفيه..

قرب الصيف واقترب السفر.. هذه المقولة التي يرددها الناس الآن.. ويكون السؤال التقليدي..أين نسافر هذا العام؟ وقد تكون إجابة هذا السؤال سهلة في الظاهر.. فالوجهات السياحية في العالم متعددة ومختلفة ومتنوعة، وهناك العشرات من الدول التي تستحق الزيارة رغم ما يحدث الآن من اضطرابات في بعض الوجهات السياحية. ولكن قبل أن نسأل أنفسنا هذا السؤال المتكرر هل سألنا أنفسنا.. ما هو الغرض من السفر لقضاء الإجازة؟ لان الإجابة على هذا السؤال هي التي سوف تحدد لنا الوجهة التي يمكن أن نحددها. فمن المفترض أن يكون الهدف من السفر هو الترويح عن النفس واكتساب المهارات والخبرات والثقافة.. والمقصود هنا هو الترويح عن النفس بمعناه الشمولي العقلي والبدني، فغالباً تأتي الرحلة بعد فترة عناء وجهد طويل سواء في العمل أو الدراسة. وكذلك فإنه وللخروج عن كل ما هو مألوف في حياتك اليومية التي تعيشها، لابد أن يكون هناك استفادة من الرحلة السياحية حتى تشعر أن عقلك وبدنك مستعدان لمرحلة جديدة من مواصلة العمل والحياة. وجزء من هذه الاستفادة يأتي باكتساب المهارات والخبرات والثقافة، بزيارة مدن جديدة ومناطق جديدة وتناول أكلات مختلفة والتعرف على حضارات وشعوب جديدة. هذه الفلسفة في السفر والرحلات معروفة لدى معظم الشعوب الاجنبية، ولكن هل يعرف المسافر العربي ذلك المفهوم؟! وهل يقوم بالتخطيط للرحلة قبل السفر؟! وهل يحاول التعرف على البلد الذي سيزوره وأهم معالمه والمناطق المميزة به والمطاعم وطباع شعبه، هل يفعل كل ذلك؟ فلابد أن يكون لدينا الآن ثقافة الرحلات السياحية الترفيهية.. وأن لا نترك كل الأمر بيد شركة السياحة التي تقوم بترتيب البرنامج وفق ما تراه هي يتناسب مع إمكاناتها ومكاسبها أو بناء على رغبة الأغلبية. فيجب علينا عندما نقرر الاستعداد للسفر أن نتعرف بشكل كامل على الوجهة السياحية التي اخترنا زيارتها، وأن نتعرف على المعالم السياحية بها ومعلومات عنها، وما يميزها من عادات وتقاليد شعوبها، وما هي أماكن الإقامة المناسبة وأسعارها، وكيفية التنقل داخلها، بالإضافة الى أشهر الأكلات بها، والعملة المستخدمة وسعر شرائها، والتعرف على الاماكن التي تصلح لجميع أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم، والأسواق المناسبة، والوجهات السياحية القريبة منها وكيفية الذهاب لها. هذا ما يجب أن يكون عليه الترتيب للرحلة السياحية التي نريد أن نستمتع بها ونثقف أنفسنا من خلال هذه الزيارة الترفيهية.. فالرحلة السياحية الترفيهية الناجحة هي التي يتم التخطيط لها وتحديد الأهداف المرجوة منها إن كانت ترفيهية او ثقافية، أما الرحلات العشوائية فلا تحقق أي فائدة، ولذلك نجد أن أهمية التخطيط للرحلة وتحديد وجهتها وبرنامجها والأدوار التي يقوم بها كل فرد، تتحول الى نوع من التدريب على تحمل المسئولية داخل شكل ترفيهي. هل سيحدث أن نرى الأبناء يوماً يبحثون عن الرحلة بمفهومها الصحيح..؟ وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية