الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"تايتانيك" ضحية مليارات البكتيريا

15 ابريل 2012
قالت العالمة الكندية هنرييتا مان التي كرست أربع سنوات من الأبحاث لسفينة "تايتانيك"، إنه بعد عشرين إلى ثلاثين عاماً لن يبقى من السفينة العملاقة التي تنهشها البكتيريا "إلا كومة من الصدأ". وسمحت البعثة العلمية البحرية الكبيرة في العام 1991 بأخذ عينات من نتؤات على شكل مكعبات ثلج، نبتت على هيكل السفينة الضخمة وسميت "راستكيل". وحصلت مان عالمة الاحياء والجيلوجيا في جامعة دالهوسي في هاليفاكس (شرق) على نماذج منها من معهد بيدفورد لعلم المحيطات ودرستها بالمجهر الإلكتروني. وتبين لها أنها غير ناجمة عن تفاعلات كيميائية ادت الى اصابة الفولاذ بالصدأ بل عن عملية بيولوجية مع ان النتيجة النهائية تشبه قليلا الصدأ الكلاسيكي. ويتم استخدام كلمة "راستيكل" للدلالة على هذه الظاهرة وتأتي من كلمتي "راست" (صدأ) و "ايسيكل" (مكعبات الثلج) بالانكليزية، وقد استحدثها الباحث الاميركي روبرت بالارد الذي كان أول من رأها. وحجم بعض هذه "الراستيكل" يوازي حجم انسان على ما تقول عالمة الاحياء. وتقوم مليارات من الباكتيريا من عشرين نوعا مختلفا بـ"قضم" الفولاذ وتحويله إلى بلورات حديد داخل جهازها العضوي وخارجه. وهذه الباكتيريا لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة إذ يبلغ طولها 1.6 ميكرومتر، وتتكاثر وتعمل بسرعة كبيرة. وتقول هنرييتا مان: "تايتانيك عبارة عن 50 إلف طن من الفولاذ، ولا أعرف بالتحديد سرعة هذه العملية، إلا أنها تقول انها تقارن بعناية المشاهد التي صورها باحثون غاصوا إلى مكان الحطام على عمق 3800 متر وتحاول تقييم تطورها. وتؤكد "في غضون عشرين إلى ثلاثين عاما لن يبقى الا كومة من الصدأ". وتقول مان ان اختفاء "تايتانيك" في المستقبل يشكل خسارة للارث المادي للبشرية الا انه يحمل املا ايضا فان كل القطع الفولاذية والحديدية التي يرميها الانسان في البحر من المنصات النفطية الى سفن الشحن القديمة لن تتحول الى مكب ضخم الى الابد. فان البكتيريا الاكلة للفولاذ ستتكفل امرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©