الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤسسة للسلام

19 ابريل 2011 21:45
قُتل ابني "تيم" البالغ من العمر 12 سنة يوم 20 مارس 1993 بقنبلة زرعها الجيش الإيرلندي في وارينجتون بانجلترا. آنذاك كان يحاول شراء لباس رياضي لكرة القدم عليه اسم فريقه المفضل "ايفرتون". أصيب "تيم" بجروح رهيبة في وجهه توفي على أثرها بعد خمسة أيام. حطم مقتل "تيم" حياتي وحياة زوجتي و"يندي" وأخيه "دوم" الأكبر عمراً، والذي كان يبلغ يومها 14 سنة من العمر، وأخته الأصغر أبغيل، وكانت تبلغ يومها 11 عاماً. كان ألمنا وحزننا يومها أكبر من أن نظن أن باستطاعتنا استغلاله في يوم من الأيام لمساعدة الآخرين. بعد سنوات قليلة، قمنا أنا وويندي بإنشاء مؤسسة "تيم باري وجوناثان بول للسلام". أنشئت المؤسسة في البداية للمساعدة على حل النزاع بين بريطانيا وإيرلندا من خلال وضع الضحايا في قلب عملية التعافي والتسوية، وبناء تفاهم وصداقات بين الأفراد والمجتمعات التي انقسمت عبر خطوط عرقية. كان أول نشاط للمؤسسة، هو "برنامج تيم باري لبعثات التبادل التعليمي"، الذي أتى بشباب من بلفاست ودبلن ووارينجتون معاً، متحدياً إياهم التغلب على تحاملهم وعدم تسامحهم وتعصّبهم، التي تعزز النزاع. نجح البرنامج في تغيير مواقف الشباب تجاه بعضهم بعضاً لدرجة أننا التزمنا ببناء مركز سلام فريد نستطيع فيه توسيع برامجنا إلى ما وراء النزاع الذي أدى إلى مقتل "تيم" للتعامل مع نزاعات أخرى حول العالم. بحلول ذلك الوقت انتهت الهجمات الإرهابية في بريطانيا، والناشئة عن المشاكل مع إيرلندا الشمالية، لتحل محلها بعد سنوات قليلة هجمات إرهابية من نوع مختلف كلياً، كما ثبت من الدمار الذي حلّ بلندن يوم السابع من يوليو 2005، عندما فجّر انتحاريون قنابل في محطات قطار الأنفاق أثناء ساعات الذروة الصباحية، فقتلوا 56 شخصاً وجرحوا ما يزيد على 700 آخرين. تحوّل تركيزنا في عصر ما بعد الحادي عشر من سبتمبر باتجاه حوار الأديان وعلاقات الأعراق في المملكة المتحدة، ما اضطرنا لإيجاد برامج لضحايا كافة الحوادث الإرهابية ليصبحوا مثلنا، ناجين. عملنا مع ضحايا هجمات السابع من يوليو وطوّرنا برامج لتحسين العلاقات بين الأديان في أوساط الشباب من المسلمين البريطانيين وغير المسلمين، وأثبتنا من خلال عملنا أن الحوار واللاعنف يشجعان التفاهم، ويحدّان من انعدام الثقة، وبالتالي يوفّران منبراً لحل المشاكل المستفحلة. طُلب منا بعد هجمات السابع من يوليو في لندن تعليم الدروس التي تعلّمناها والمهارات التي طوّرناها في مدرسة ثانوية في جنوب ليدز حيث كان النزاع العرقي والديني بين الطلبة خطيراً لدرجة أن الشرطة كانت متواجدة في الموقع طوال الوقت. وحتى يتسنى لنا مواجهة هذا التحدي قمنا بتصميم برنامج في التطوير القيادي لثلاث مجموعات من الطلبة وطلبنا منهم تطبيق البرنامج، الذي يجابه العنصرية ويدرّس بدائل للعنف ضمن أساليبهم الخاصة في التفاعل مع الطلبة الآخرين في المدرسة والبالغ عددهم 1500 طالب. كانت النتائج مثيرة للإعجاب في جسر الفجوات العرقية والدينية، وتحويلها إلى مجتمع متسامح متفاهم. وقد اعترفت الحكومة البريطانية رسمياً بنجاح هذا البرنامج لكونه رائداً. قمنا كذلك بتطوير برنامج "ناجون من أجل السلام"، الذي يجمع معاً ضحايا ومرتكبي هجمات إرهابية ذات حوافز سياسية. ومن بين الناشطين المشاركين في البرنامج ضحية كانت قد أصيبت في حافلة تم تفجيرها في لندن يوم 7 يوليو. وهي تعتنق بشكل كامل روح الجماعة في عملنا، وقد عملت مع المسلمين البريطانيين المشاركين في البرنامج. لقد دمّر موت ابني "تيم" عائلتي، ولكنه دفعنا كذلك لتحقيق تغيير إيجابي قوي، في حياتنا وفي حياة الآخرين. لقد ساعدت "مؤسسة تيم للسلام" آلاف الأفراد على اتخاذ خطوات إيجابية سلمية نحو حل بعض أصعب النزاعات في يومنا هذا. كولين باري مدير مؤسسة «تيم باري وجوناثان بول للسلام» ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©