الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

هويدا عطا تخاطب الذات والكون والوجدان

هويدا عطا تخاطب الذات والكون والوجدان
19 ابريل 2011 21:46
نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي أمسية شعرية للشاعرة المصرية هويدا عطا، قرأت فيها منتخبات من شعرها، وحضر الأمسية عدد من الشعراء والنقاد والمهتمين بالشعر. وقال الباحث اليمني الدكتور عمر عبد العزيز رئيس تحرير مجلة الرافد في تقديمه للشاعرة هويدا عطا “إن شعر هويدا عطا شاء له أن يتخطى عتبات القصيدة العمودية وما يليها فوجدت نفسها أمام متطلب شعري أكثر تعقيداً وإن بدا أسهل في شروطه المباشرة”. وأضاف “توسلت الشاعرة السجع حيناً، وباحت بخلجات ذاتها أحايين أخرى، واختزلت المسافة الإجرائية بين الأناء والنص، وكان لها في هذه الأبعاد محاولات وتجريبات لا تخلو من عوالم الوجدان فيما تتوسل درباً للشعرية”. وتحدث عبد العزيز عن مفهومي الشعر والشعرية والتفريق بينهما، باعتبار الأول جنساً أدبياً والثاني مجموعة القوانين التي تجعل الأثر عملاً إبداعياً. وأشار إلى أن هويدا عطا استنطقت العوالم الداخلية للأنا، الاستنطاق الذي يوقع في هذه المصيدة “الأنا” على حساب الخصائص الشعرية. وتطرق عبد العزيز إلى موضوعات نقدية متعددة من ضمنها حمولة النص الشعري للصدق والمخاطرة والحد الفاصل بين الكلاسيكية والتفعيلة والنثر. واستعرض عمر عبد العزيز السيرة الإبداعية لهويدا عطا عبر إصداراتها الشعرية “الطرف الآخر من العتمة” و”حرير الحزن” وأهم مؤلفاتها “عابرو الربع الخالي رجال مبارك بن لندن يتحدثون” و”أيام لطيفة”. واستهلت الشاعرة هويدا عطا الأمسية بقراءة قصائد منتخبة من ديوانها “حرير الحزن” الذي صدر أخيراً، وهي “هذا صباحي” و”ثرثرة الأشجار” و”زمن الملح” و”سيدة الأحزان” و”شاجية الحكايا” و”كابتشينو” و”قصيدتي اليتيمة” ولم تكتف بهذه القصائد فقرأت بالعامية المصرية “حكاية قرش” و”ساكني” ومن قصيدتها “هذا صباحي” تقول: الأبنية متشابهة والدم واحد الكون مخلص في عبادته منهك في تفكيره من أوقد الشمس بالشمس ووضعها على طريق مبهم؟ من سلب البحر عذريته وأرغمه على البكاء؟ وتحفل هذه القصيدة بمجموعة من التساؤلات الكونية التي يفصح عنها استهلال القصيدة، حيث تحلق الشاعرة في فضاء لا متناهٍ من الكلي الذي يتحول فجأة إلى عالم محدد يدور حول ذات الشاعرة حيث تقول: من يهديني باقة زهر ويفك شفرات القتل واحدة.. واحدة هذا صباحي إن شئتم أو لم تشاءوا وربما نجد التمحور حول الذات الشاعرة سمة من سمات شعر هويدا عطا، إلا أنها لا تبقى تدور في هذا المحور بل تتخطاه إلى عذابات الإنسان في زمن صار كالملح، حيث تقول في قصيدتها بذات العنوان “زمن الملح”: كأنهما شمسان وقمران نورهما يسكنان غربتي وتستمر الشاعرة: كأننا الزمان لا أول له ولا آخر لا في حقيقة ولا كذب من يرسمنا معاً ثانية من يفعلها ويعيد التكوين الزائل يرمم مشاعرنا المتآكلة في زمن الملح. والملاحظ على شعر هويدا عطا هذا التكرار الواضح للجملة التي تصبح لازمة في القصيدة، بل تتعلق في رقاب بنية قصيدتها وتلخص ذلك في الاستفهام بقصيدة “هذا صباحي” وبالتشبيه في قصيدة “زمن الملح”. تمحورت قصائد الشاعرة حول “الحزن” وخطاب الآخر، وكشف الذات والتوجه للكوني في مناجاتها وفي تساؤلاتها عن الوجود وسيرورة الحياة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©