الحريري يتهم سوريا بـ تصدير الإرهاب إلى لبنان

قطع زعيم الأكثرية البرلمانية رئيس كتلة ''المستقبل'' النائب سعد الحريري الطريق على جميع المراهنين على انفجار الوضع الأمني في عاصمة الشمال طرابلس، وقصدها على عجل امس، رافعاً شعار ''الصلح سيد الأحكام'' حيث تعيش المدينة حالة من الترقب والقلق على المصير، بفعل المواقف المحلية والخارجية المحذرة من خطورة الاوضاع هناك، مع تجدد الاشكالات الامنية بين فترة واخرى· وعلمت ''الاتحاد'' من مصادر مقربة من الحريري، أن رحلته الى الشمال فرضتها الظروف الموضوعية والطارئة في المنطقة، وبعدما كثر الحديث عن طرابلس وكأنها مدينة أصولية متعصبة· وقالت ان زيارة زعيم ''المستقبل'' الى الشمال قد تتوج بزيارة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة في وقت لاحق، لرعاية المصالحة بين أبناء طرابلس· وجاءت زيارة الحريري الى طرابلس بعد ساعات من اتهامه دمشق بـ''تصدير الارهاب'' الى لبنان· وذلك اثر تصريحات للرئيس السوري بشار الاسد حول اعمال العنف في طرابلس· وقال الحريري اثناء مأدبة افطار رمضانية مساء الجمعة ''ان الجهة التي تصدر الارهاب الى شمال لبنان لا يجوز لها ان تتخوف على لبنان من استفحال التطرف''· وتابع الحريري ''إنهم (السوريون) يريدون ان يتخذوا من الاوضاع في طرابلس ذريعة للدخول مجددا على ملف لبنان، والعودة الامنية والعسكرية من بوابة طرابلس''· وكان الأسد قد أعرب اثناء القمة الرباعية التي ضمت سوريا وفرنسا وقطر وتركيا في دمشق يوم الخميس عن ''مخاوفه'' من اعمال العنف الاخيرة في طرابلس، وقال انه طلب من الرئيس اللبناني ميشال سليمان ''ان يرسل المزيد من قوات الجيش اللبناني الى الشمال بشكل عاجل''· وأضاف الحريري ان ''اللبنانيين يتذكرون ويعلمون جيدا من قام بتصدير ''فتح الاسلام'' الى نهر البارد والشمال، ومن قام ويقوم بتنظيم وتمويل الانشطة الارهابية في غير منطقة· نحن لا نستطيع ان نقرأ كل ما سمعناه خلال اليومين الماضيين الا محاولة لاستدراج عروض للتدخل مجددا في لبنان''· وقال الحريري ايضا ''إننا ننبه اللبنانيين الى هذا الأمر، كما ننبه جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي الى خطورة أي مخطط يستهدف إعادة رمي لبنان في احضان النظام السوري''· وتم فرض إجراءات امنية مشددة جداً في محيط اقامة الحريري، وخلال تنقلاته من منطقة الى اخرى، وهو يعتزم البقاء ثلاثة ايام في شمال لبنان، يشارك خلالها في افطارات دعا اليها تيار ''المستقبل'' العائلات الطرابلسية وعائلات المنية والضنية وعائلات عكار· كما يستقبل عائلات شمالية وشخصيات سياسية واقتصادية وروحية واجتماعية وسيكون موضوع المصالحة والأمن هو الحاضر الأبرز في كل اللقاءات· وكان الحريري قد مهد للزيارة بسلسلة لقاءات واجتماعات عقدها مع قادة طرابلسيين بعيداً عن الاضواء الإعلامية، واتفق على ان نزع فتيل تفجير الوضع في طرابلس يجب ان يتم بسرعة وقبل فوات الأوان· وقالت مصادر القصر الجمهوري لـ ''الاتحاد'' إن الرئيس ميشال سليمان يبارك أي خطوة باتجاه المصالحة بين ابناء منطقتي القبة وبعل محسن حيث تتكرر الاشتباكات، وهو يتابع كل ما يتعلق بالوضع في طرابلس باهتمام بالغ، ويسعى لإتمام المصالحة قبل رحلته الى الامم المتحدة في 21 الجاري·