تواجدي

أطلقت وزارة الخارجية الإماراتية خدمة جديدة للمسافرين من مواطني الإمارات عبر موقع الوزارة على الإنترنت، تحت اسم (تواجدي)، وهذه الخدمة هي استكمال لخدمات أخرى تقدمها الوزارة للمسافر الإماراتي، منها على سبيل المثال الرسائل النصية القصيرة التي نستقبلها على الهواتف النقالة بمجرد تشغيلها في أي دولة خارجية، والتي تحمل رقم هاتف السفارة في أي دولة. هذه الخدمات التي أعتبرها في الحقيقة خدمات راقية جدا، جاءت بعد أن تعرض عدد من المسافرين الإماراتيين من قبل إلى ظروف طارئة في بعض الدول السياحية، مثل الإضرابات التي أغلقت بعض المطارات، أو الكوارث الطبيعية التي حدثت أيضا في عدد من الدول. وكنت قد آثرت هذه القضية من قبل في هذا المكان عندما حدثت مشكلة إضرابات تايلاند وعدم تمكن البعض من السفر، أو دفع تكاليف الإقامة في الفنادق بعد أن امتدت فترة الإقامة بشكل قسري، وطالبت بضرورة إيجاد وسيلة للتواصل مع السفارات، خاصة أن البعض يكون في أماكن بعيدة عن السفارة، أو في مدن يصعب الوصول إليها. ولكن في الحقيقة لم أكن أتوقع أن تقوم وزارة الخارجية بهذه الجهود التي قد تكون فريدة على مستوى العالم، والتي تؤكد حرص الدولة على رعاياها، وحرص الوطن على سلامة كل مسافر إماراتي خارج الحدود. أهمية هذه الخدمات تأتي كون الشعب الإماراتي كثير السفر والترحال بين دول العالم، فهو شعب محب للسفر، كسائح أحيانا وكطالب علم أو رجل أعمال وغيرها من الأسباب، وكثيرا ما نسمع عن سائح إماراتي ذهب إلى أماكن غير معتادة أو معروفة سياحيا، بدافع المغامرة والمعرفة ورؤية ثقافات متنوعة. وإذا كانت سفارات معظم الدول تطلب من رعاياها بالخارج التوجه إلى السفارة والتسجيل، فقد بات هذا الأمر صعبا جدا على السائح أو المسافر لفترة قصيرة، أو أحيانا لفترة طويلة؛ نظرا للبعد الجغرافي للسفارات، وعندما تحدث المشاكل يجد المسافر نفسه وحيدا في بلاد لا يعرف فيها أحداً.! ومن هنا تأتي أهمية هذه الخدمات، التي تجعل المواطن الإماراتي يشعر أنه مشمول بمظلة من الرعاية والحماية في أي بلد في العالم، حتى إذا لم تكن هناك سفارة في تلك الدولة، حيث تتحمل السفارة الموجودة في أقرب بلد هذه المهام. الخدمة الجديدة (تواجدي) عبارة عن تسجيل للبيانات عبر موقع وزارة الخارجية قبل السفر، لتوفير أي مساعدة لازمة لمواطني الدولة أثناء سفرهم وتواجدهم خارج البلاد، حتى إذا ما تعرضوا لأمر طارئ أو واجهتهم صعوبات، أو أزمات خلال السفر، تستخدم هذه البيانات للوصول إليهم ومد يد المساعدة إليهم، وحمايته من أي مصاعب أو مشكلات. كما يقدم البرنامج بعض الإرشادات للمسافر مثل عدم رهن جواز السفر أو الهوية الوطنية لدى أي جهة، مهما كان الأمر وضرورة الاحتفاظ بالبطاقة الشخصية، والتي تثبت هوية المسافر في حالة الحاجة إليها، وعدم السماح لأجهزة الأمن في الدولة المضيفة بتفتيش مكان الإقامة من دون وجود إذن بالتفتيش من السلطة المختصة، وفي حالة التحقيق مع المسافر في أي قضية يجب عليه الإصرار على وجود المحامي وإبلاغ بعثة الدولة. وفي الحقيقة، لا أجد كلمات لوصف هذه الخدمة النبيلة، وواجب علينا جميعا أن نشكركم جزيل الشكر. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية