أسعار الحبوب الرئيسية تتراجع مع انخفاض النفط وارتفاع الدولار

انخفضت أسعار الذرة الصفراء أمس الأول في أسواق الولايات المتحدة لليوم الرابع على التوالي بمعدل يتراوح بين 13 و16 سنتاً للجوال عن متوسط السعر الذي تضعه وزارة الزراعة لمثل هذا الوقت من العام، وبلغ سعر الجوال من الذرة نحو 4,94 دولار (الجوال يساوي 35,2 لتر)، كما تعرضت أسعار فول الصويا بدورها لضغوط كبيرة بسبب كثرة المعروض، وبيعت بمتوسط سعر بلغ 11,27 دولار للجوال· وقال خبراء في الأسواق الأميركية إن المناخ الدافئ وسقوط الأمطار الغزيرة على مناطق الإنتاج الرئيسية في الولايات المتحدة، ساهما في إنتاج محصول وفير من الذرة بالرغم من أن معظمه سوف يستخدم في تحضير الوقود الحيوي (الإيثانول)· وكان سعر الذرة قد هبط في الأول من شهر سبتمبر الجاري بمعدل 0,4% عما كان عليه في اليوم الأخير من شهر أغسطس إلى 5,51 دولار للجوال، فيما هبط سعر فول الصويا بمعدل 0,25% إلى 12,98 دولار للجوال· ودفع انخفاض سعر النفط وارتفاع سعر الدولار والخوف الذي يسود أوساط التجار من مستقبل الاقتصاد العالمي، المستثمرين بعيداً عن أسواق المواد الأولية ومصادر الطاقة خلال الشهر الماضي· وانخفض مؤشر (رويترز-جيفريز سي آر بي) الذي يتابع الحركة السعرية لتسع عشرة مادة أولية يوم الثلاثاء الماضي بنحو 3,4% إلى أقل مستوى له منذ سبعة أشهر· وقال أحد التجار في توصيفه لهذه التطورات: ''يبدو بوضوح أن المواد الأولية تأثرت بانخفاض أسعار النفط وارتفاع الدولار''، متوقعاً أن يستقر سعر الذرة عند 5,50 دولار للجوال على المدى المتوسط· وكانت أسعار الحبوب قد انخفضت في منتصف أغسطس إلى أدنى مستوى لها منذ ستة أشهر· وفي مقابل ذلك، ارتفع سعر الدولار إلى أعلى مستوى له منذ عشرة أشهر ونصف مقابل سلة من العملات الرئيسية، مستقوياً بضعف الاقتصادات العالمية الرئيسية التي لم ترَ حتى الآن مخرجاً من أزماتها الراهنة· وهبط سعر القمح في سوق شيكاجو تسليم شهر سبتمبر بمعدل 0,4% عن الشهر السابق إلى 7,41 دولار للجوال وهو أقل سعر له منذ ثلاثة أشهر· وهناك سبب مماثل لتراجع سعر القمح يتعلق بسقوط أمطار غزيرة على أضخم حقول إنتاجه في أستراليا والأرجنتين· يذكر أن أسعار الذرة الصفراء والقمح بلغت خلال النصف الأول من العام الجاري أعلى مستوى لها منذ أكثر من عشر سنوات، ويُعزى السبب الرئيسي للارتفاع إلى الطلب المتزايد على بعض هذه المحاصيل من أجل تحضير الوقود الحيوي في الولايات المتحدة والبرازيل· وتكمن خطورة ارتفاع أسعار الحبوب في أنها غالباً ما تكون سبباً في إثارة التوترات الاجتماعية في أوساط الفقراء الذين يعدون الأكثر استهلاكاً لها، فضلاً عن زيادة معدلات التضخم، كما أن الطلب العالمي على المواد الغذائية يزداد بحدة بسبب المعدلات المرتفعة للنمو الاقتصادي في معظم دول العالم· ويقول تقرير نشرته مؤسسة جولدن ساكس المتخصصة بتحليل الأسواق إن سياسة الحكومات المتعلقة باستخدام الوقود الحيوي تم تبنّيها بالإجماع في العديد من الدول ذات الاستهلاك العالي للطاقة· ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع مجمل الاستهلاك العالمي من الوقود الحيوي من 10 مليار جالون سنوياً في الوقت الراهن، إلى 25 مليار جالون سنوياً بحلول عام ·2010 يذكر أن سعر الذرة بلغ في شهر سبتمبر من عام 2006 أقل من 2,25 دولار للجوال، ثم قفز في شهر مارس من عام 2007 إلى 3,50 دولار للجوال، وإلى حدود خمسة دولارات للجوال في بداية شهر سبتمبر الجاري· عن موقع wikinvest.com