إضراب عمالي يشل حركة بوينج عقب فشل مفاوضات زيادة الأجور

شل إضراب عن العمل بدأه عمال في شركة ''بوينج'' أول من أمس عمليات الإنتاج والتجميع في عملاق صناعة الطائرات الأميركية، بعد أن رفضوا عرضا من الشركة بزيادة الأجور في ظل مخاوف من إمكانية نقل وظائفهم إلى الخارج· ووافق العمال، وهم أعضاء بالاتحاد الدولي للميكانيكيين وعمال الفضاء، على تنظيم الإضراب الذي يعتبر الثاني في تاريخ الشركة، من خلال تصويت أجري يوم الأربعاء الماضي لكنهم أجلوا تنفيذ الاضراب بعد أن أعادت الشركة فتح باب المفاوضات مع قادة النقابة الذين أمهلوا ''بوينج'' حتى مساء الجمعة لتقديم ''عرض اتفاق استثنائي'' بإشراف وسيط اتحادي· ويضم اتحاد العمال ما يقرب من 27 ألف موظف معظمهم في ولايات واشنطن وأوريجون وكنساس التي تقوم بتصنيع وتجميع أجزاء الطائرات لصالح الشركة التي تتخذ من شيكاجو مقرا لها· وجاء في بيان صادر عن اتحاد العمال ''على الرغم من الاجتماع في وقت متأخر أثناء الليل (ليلة الجمعة/السبت) وبعض ساعات النهار، فإن محادثات العقد المتواصلة مع شركة بوينج لم تتناول قضايانا''· من جانبه قال رئيس شركة بوينج ومديرها التنفيذي سكوت كارسون إن ''بوينج'' واتحاد العمال والوسيط الاتحادي عملوا بقوة من أجل البحث عن خيارات جيدة يمكن أن تؤدي إلى اتفاق على مدى اليومين الماضيين، مشيرا إلى أن هوة الخلافات عرقلت التوصل إلى اتفاق· وينص عقد بوينج على مكافأة توقيع عقد بمبلغ 2500 دولار وزيادة 11% على مدى ثلاث سنوات ومبلغ إضافي في العام الأول و14% زيادة في المعاش الشهري ومزايا أخرى· ويأتي هذا النزاع في الوقت الذي تعمل فيه مصانع ''بوينج'' بكامل طاقتها للوفاء بالطلب القوي على الطائرة ''787 دريملاينر'' الموفرة للوقود· وتلقت الشركة طلبات بتصنيع 900 طائرة، إلا أنها تأخرت بالفعل لمدة عامين عن التسليم· وكانت مخاوف تعتري المتابعين لهذا القطاع من تنظيم الإضراب، بينما كان الجانبان يتفاوضان ضمن محادثات صعبة خلال الأسابيع الأخيرة بهدف تجديد عقد جماعي للميكانيكيين انتهت مدته الأربعاء الماضي· وقابلت النقابة اقتراحات عرضتها ''بوينج'' خلال الأيام الأخيرة بالرفض من دون إمكانية تعديل هذه الاقتراحات المتضمنة زيادة الأجور ومخصصات تقاعد وضمان العمل· وقالت ''بوينج'' إنها ستعمل خلال فترة الإضراب على مساعدة زبائنها، والاستمرار في تسليم طائرات استكمل إنتاجها قبل الإضراب إضافة لتسليم قطع غيار· وأوضحت الشركة عدم اعتزامها تجميع طائرات خلال فترة الإضراب، في خطوة تشكل عقبة جديدة أمام ''بوينج'' التي تأخرت في إنتاج طائراتها من طراز ''دريم لاينر'' سنتين حتى الآن لمشاكل بالإنتاج· ويشل هذا الإضراب سلسلة الإنتاج العاملة بكامل طاقتها في ''بوينج'' منذ شهور بسبب ارتفاع كبير بالطلب العالمي على طائرات مدنية من الجيل الجديد تتميز بالاقتصاد في استهلاك الوقود، مقارنة مع الطائرات القديمة بشركات الطيران· وتوقع محللون أن يؤدي هذا الإضراب إلى خسارة كبيرة لـ ''بوينج'' كشركة مع ربح فائت قدر بما يزيد على مائة مليون دولار يوميا بالعائدات· ويحصل كل ميكانيكي في ''بوينج'' على أجر يبلغ متوسطه 27 دولارا في الساعة تعادل نحو 56 ألفا سنويا، دون إضافة الأموال التي ينالها هؤلاء من العمل الإضافي والحوافز والمكافآت· ولم تتمكن ''بوينج'' خلال إضراب سابق من تسليم أكثر من 24 طائرة في مواعيدها المحددة·