الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيام الشارقة التراثية تحرض كاميرات الزوار على اقتناص اللحظة

أيام الشارقة التراثية تحرض كاميرات الزوار على اقتناص اللحظة
16 ابريل 2012
تشكل مجموعة الاستديوهات التراثية الناشطة خلال أيام الشارقة التراثية، نافذة جميلة للاحتفاء بالتراث الوطني، كما تشكل مساحات هامة لأطفال الإمارات ويستمتعون ببراءة التجوال في رحلة صاخبة تأخذهم ألوان ماضي حياة أجدادهم وجداتهم بكل ما تحمل من سمات وتفاصيل أخذت في التضاؤل والانحسار، حيث يمكن وصف الجلوس أمام كاميرا الأستوديو بالرحلة الشيقة للمواطنين والمقيمين من عرب وأجانب، من أجل الاحتفاظ بتذكار ساحر قادم من القلب النابض لبيت الماضي الإماراتي وأسطوريته الواقعية الساحرة، عبر الصور الدراماتيكية التي تحمل نكهة أيام زمان التي لم يتذوقوا طعمها من قبل. نرى عشرات آلات التصوير التي تجوب ساحة التراث في منطقة الشارقة القديمة، فهنا زائر يلتقط صورة بهاتفه المحمول وهنا زائرة تقتنص صورة بكاميرا صغيرة. وهناك من لا يكتفي باللقطات المتواضعة فأحضر معه كاميرا احترافية مزودة بعدسات ومعدات لا يسهل حملها، وكل ذلك من أجل الحصول على نصيب من كعكة اللقطات التراثية التي لا تتكرر فرصة وجودها إلا مرة واحدة كل عام في زوايا وأركان وساحات أيام الشارقة التراثية. بشكل عفوي المصور الفوتوغرافي الإماراتي خميس الحفيتي يرتبط حبه للكاميرا وحبه لأيام الشارقة التراثية، بمقولة جميلة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه, حيث يقول: في مثل هذا المكان الساحر أتذكر دائما مقولة الوالد الراحل الشيخ زايد، والتي تقول «لقد ترك لنا الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه ونطوره ليبقى ذخراً لهذا الوطن وللأجيال القادمة»، وهي مقولة نجد أنفسنا نحن معشر الفنانين الفوتوغرافيين نطبقها بشكل عفوي، لنسير دون أن ندري على خطى مؤسس دولتنا الحبيبة، رحمة الله عليه، وذلك بتوثيق تراثنا بكافة أنواعه وأشكاله بعدسة الكاميرا، ثم ننشره بكافة الوسائل المتاحة والمتطورة للجمهور داخل وخارج الدولة. وجوه وتعابير في حين قال المصور الإماراتي سيف الزري عن انطباعه حول أيام الشارقة التراثية من وجهة نظر مصور: تعتبر أيام الشارقة التراثية منجما خصبا للمشاهد الفوتوغرافية، ففي هذه البيئة العفوية الجميلة يجد المصور الكثير من اللقطات التي توثق بشكل خلاب جوانب عديدة من الحياة العريقة في ماضي الإمارات المجيد. وذلك من خلال الفعاليات الضخمة التي تقام في ساحة التراث، مثل المشاهد المختلفة للحرف اليدوية والرقصات والفنون والأكلات الشعبية، بالإضافة لتعابير وجوه الأطفال وكبار السن، وأعرف شخصيا الكثير من المصورين الفوتوغرافيين الذين يحرصون مثلي على زيارة أيام الشارقة التراثية كل عام بانتظام، لا لشيء إلا للظفر بسحر التقاط أجمل الصور لتراثنا الجميل. لحظات نادرة أما المصور محمد حسين الإماراتي فيقول: تابعت أيام الشارقة التراثية منذ دورتها الأولى، وأنا أنتظر قدومها في كل عام بفارغ الصبر، كونها مناسبة تسهل للمصورين الفوتوغرافيين إضافة إلى الاستمتاع ببرامج وفعاليات والمسابقات التراثية، فرصة الاحتفاظ بلحظات نادرة عبر التقاط الصور الفنية في ساحة التراث أو ما بين بيوت وأكواخ السعف والعرشان أو في حجرات البيوت الجبلية أو في المجالس الشعبية. أو التقاط الصور المميزة مع الجمل أو الصقر أو فوق سفينة الصيد أو سفن الغوص أو بالقرب من الأبواب القديمة والبراجيل في السكك والطرقات والساحات الخارجية للمنطقة التراثية، خاصة وأن معظم الأطفال يرتدون بشكل عفوي ما يشاؤون من الأزياء الشعبية الإماراتية أو أزياء المطارزية أو أزياء النواخذة والغواصين أو أزياء المطوّع، ولا ننسى طبعا اللقطات التي تأتي من صميم فعاليات أيام الشارقة التراثية نفسها مثل لقطات الألعاب الشعبية القديمة في الماضي، أو تصوير الحرف والصناعات الشعبية التراثية القديمة التي اندثر بعضها. أجواء الحنين وتقول المصورة الفوتوغرافية الإماراتية علا اللوز: تشكل بيئة أيام الشارقة التراثية مناخا يثير حواس ومخيلة المصورين الفوتوغرافيين بشكل عام، إلا أن وقعها على المصور الفوتوغرافي الإماراتي يكون أكبر بكثير، نظرا لخصوصية علاقته كفرد ومواطن يحمل حبا وتقديرا وحنينا نحو تراث هذه البلاد. وتعزز من ذلك الإحساس وتنمية أجواء المكان نفسه، فإلى جانب وجود الديكورات واللوحات الفنية والمجسمات والخلفيات الجميلة المناسبة للتصوير. هناك العديد من القطع التراثية المعبرة في كثير من جوانبها عن ملامح الحياة الاجتماعية الإماراتية القديمة التي تمثل أنواعا وأشكالا وألوانا متعددة من المفردات التراثية المرتبطة بالبيئة الإماراتية وخصوصيتها، وهو الأمر الذي يمنح المصور بيئة جميلة لو سعى لإعدادها بنفسه لكان ذلك أمرا مستحيل التنفيذ بالتأكيد. أعمال فائزة يقول حسن محسن سكرتير جمعية الإمارات للتصوير الضوئي: يقع مقر جمعية الإمارات للتصوير، ولحسن حظ المصورين الفوتوغرافيين، على مرمى حجر من ساحة التراث بالشارقة القديمة، فكل من يزور المنطقة التراثية بالشارقة، لا يستطيع إلا أن يحلق في أجواء الفرح والبهجة والحنين التي يفيض بها هذا المكان، وعلى مدى الدورات الماضية حتى اليوم نجحت أيام الشارقة التراثية في اجتذاب مختلف الأفواج البشرية من مواطنين ومقيمين وعرب وسياح أجانب جاؤوا للاستمتاع بحلقة التواصل الفريدة بين ماضي وحاضر الإمارات، وما توفره إمارة الشارقة على وجه الخصوص من أجواء تراثية امتزجت بروح العصر، ونشاطات إبداعية تستحق المشاهدة والملامسة عن قرب، وهنا يأتي دور الكاميرا والفن والتوثيق، وأحب أن أشير إلى أن الكثير من الأعمال الفوتوغرافية التي فازت في مسابقات جمعية التصوير الضوئي وغيرها، التقطت في هذا المكان الساحر بالذات، وهو ساحة التراث بالشارقة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©