هزت انفجارات يعتقد أنها ناجمة عن عبوات ناسفة أمس مدينة بوسطن في ولاية ماساشوستس شمال شرق الولايات المتحدة، بينها انفجاران استهدفا خط نهاية ماراثون بوسطن الدولي، ما أسفر عن وقوع قتيلين و23 جريحاً على الأقل وفق ما تحدثت الشرطة الأميركية، و3 قتلى و70 جريحاً، وفق ما ذكرت كل من صحيفة “بوسطن جلوب” وشبكتي “اي بي سي سيكس” و”فوكس نيوز”. فيما هز انفجار ثالث مكتبة جون كنيدي الرئاسية.
وأعلن يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة أن مواطني الإمارات وطلبتها الدارسين في مدينة بوسطن بخير. وقال “إن أياً من مواطني الدولة وطلبتها لم يتعرض لأي أذى إثر التفجيرين اللذين وقعا بالقرب من خط نهاية الماراثون”.
وأعلنت كل من شرطة نيويورك وواشنطن عن تعزيز التدابير الأمنية بعد انفجاري بوسطن.
وأمر الرئيس الأميركي باراك أوباما باتخاذ كل التدابير الضرورية والإجراءات اللازمة لكشف ملابسات الانفجارين، وتقديم كل المساعدات الممكنة للمصابين. واتصل أوباما برئيس بلدية بوسطن توم منينو وحاكم ماساتشوستس ديفال باتريك لعرض مساعدة الحكومة الاتحادية في التعامل مع الوضع. وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن أوباما أبلغ بتطورات الحادث من مستشارة الأمن الداخلي ليزا موناكو ومسؤولون آخرون من كبار موظفي البيت الأبيض.
وأوضحت وكالة “أسوشيتد برس” أن الانفجار الأول وقع بعد ثلاث ساعات تقريبا من انطلاق الماراثون الذي يقدر عدد المشاركين فيه بحوالي 25 ألف شخص في الجزء الشمالي من شارع بويلستون عند نقطة النهاية، بينما جاء الانفجار الثاني بعد 15 ثانية من الانفجار الأول. وقالت مصادر رفيعة في وكالات إنقاذ القانون الأميركية لـ”رويترز” إن قنبلة أو أكثر سبب الانفجارين، وان العديد من الناس قتلوا. بينما قالت المتحدثة باسم الشرطة تشيريل فيانداكا على حسابها على موقع “تويتر” ان التفجيرين اللذين وقعا قرب خط نهاية السباق اسفرا عن قتيلين و22 جريحا على الأقل.
وقال شهود عيان، إن انفجاراً واحداً على الأقل وقع بالقرب من خط نهاية النسخة 117 من الماراثون حينما كان المشجعون يقفون لتحية الآلاف من العدائين المشاركين. وقال صحفيون في المركز الإعلامي للسباق “إنهم سمعوا صوت انفجار قرب مدخل فندق فيرمونت بلازا بعدما عبر الفائزون خط النهاية بالفعل، لكن الآلاف من المتسابقين الآخرين كانوا لا يزالون في مسار السباق”.
وأظهرت لقطات تلفزيونية تصاعد الدخان شوارع غطاها الركام وسيارات إسعاف وعناصر من الشرطة بالقرب من خط النهاية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز على موقعها على الإنترنت أن الجرحى يعالجون تحت خيمة كانت أقيمت لاستقبال العدائين. وقالت قناة “فوكس نيوز” إن الشرطة عثرت على عدد من الحاجيات المشبوهة في بوسطن قد تكون عبوات ناسفة. بينما تحدثت شبكة “ان بي سي” عن العثور فعلاً على عبوات ناسفة في بوسطن. وتحدثت تقارير إعلامية أخرى عن إخلاء فندق يقع بالقرب من مكان الانفجارين. كما اتخذت إجراءات أمنية في عدد من الفنادق الأخرى في المدينة.
وقال منظمو الماراثون على صفحتهم على موقع فيسبوك إن التفجيرين ناجمان عن قنبلتين، من دون ذكر مصدر هذه المعلومة. وقال العداء الكندي مايك ميتشيل من فانكوفر، إنه بعدما أنهى السباق كان ينظر إلى خط النهاية ورأى انفجاراً ضخما. وأضاف “ان الدخان ارتفع لنحو 15 مترا في الهواء وبدأ الناس يركضون ويصرخون وسادت حالة من الفزع”. وقالت الشاهدة زارا بيلكوس “سمعنا انفجارين وحافظ الناس على هدوئهم في حين حضرت الشرطة إلى المكان على الفور”.
وروى شاهد لشبكة “سي ان ان” ان احد الانفجارين كان قويا الى درجة اعتقد أن رأسه سينفجر. وتحدث عن سحابة كثيفة من الغبار والدخان وكميات كبيرة من الزجاج، لافتاً إلى أن أشخاصاً أصيبوا بجروح بالغة. وقالت شاهدة هي زارا بيلكوس “سمعنا انفجارين، كانت قريبتي ستعبر جادة كومنولث في المكان الذي سمعنا فيه الانفجار”، وأضافت “يقولون إن هناك أشلاء بشرية”.
وروى مارك هاغوبيان، الذي يملك فندق مارك الواقع قرب خط وصول الماراثون “شاهدنا أناساً بترت سيقانهم”. وأضاف “خسر أحدهم ساقه تحت الركبة، لكنه كان لا يزال حياً”، مؤكداً أنه سمع انفجارين كان دوي أحدهما “هائلاً”، وقال أيضاً “شعرنا بعصفه على وجوهنا”.
وفي وقت لاحق، قالت شرطة بوسطن إن انفجاراً وقع عند مكتبة جون كنيدي الرئاسية ومتحف في بوسطن بعد انفجاري الماراثون بوسطن. وقالت المتحدثة باسم الشرطة نيفا كوكلي “يوجد انفجار آخر عند مكتبة كنيدي”. وقالت راتشل داي المتحدثة باسم مكتبة كنيدي ان حريقاً اندلع في المكتبة، لكن لم يصب أحد. ودعا الناطق باسم شرطة بوسطن إدوارد دافيس المقيمين في المدينة إلى البقاء في منازلهم.
ونفت كوكلي وقوع إصابات جراء الانفجار الثالث في المكتبة. وقال متحدث آخر باسم الشرطة عبر موقع «تويتر»، إن حادث المكتبة يبدو أنه مرتبط بحريق. أما مكتبة جي اف كي في بوسطن، فأوردت على حسابها على موقع تويتر “الشرطة تحقق.. أي صلة مع انفجاري الماراثون في بوسطن تبقى مجرد تكهنات”. وأوضحت المكتبة أن الحريق اندلع على ما يبدو في قاعة الماكينات في المبنى الجديد”، لافتة إلى أن جميع الموظفين والزوار سالمون.
وفرضت هيئة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة “إف إيه إيه” منطقة حظر للطيران فوق مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس وذلك حسبما أعلنت الهيئة عبر موقع تويتر. بينما قالت شرطة بوسطن انه لم يتضح ما اذا كانت هناك صلة بين انفجاري الماراثون وانفجار مكتبة كنيدي لكنها تحقق في اي صلة محتملة.
إلى ذلك، أعلنت شرطة نيويورك عن تعزيز التدابير الأمنية بعد انفجاري بوسطن، وتحدثت التقارير عن وقف حركة مترو الأنفاق في المدينة ونشر وحدات مكافحة الإرهاب في حي منهاتن. وقال المتحدث باسم الشرطة بول براون في بيان “نعزز الإجراءات الأمنية أمام الفنادق ومواقع أخرى معروفة في المدينة في انتظار معرفة مزيد من المعلومات عن هذين التفجيرين”.
وقال بول ميتكالف المتحدث باسم شرطة واشنطن، إن الشرطة شددت إجراءات الامن في أنحاء واشنطن، وتم فرض طوق امني في المنطقة المحيطة بالبيت الأبيض بعد ذيوع أنباء الانفجارين.
وأوضح عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ أنه تم أيضاً تعزيز الإجراءات الأمنية في مترو المدينة. وقال في بيان “هناك ألف عنصر في شرطة نيويورك مهمتهم مكافحة الإرهاب، وستتم تعبئتهم بنسبة مئة في المئة لحماية المدينة إلى جانب عموم شرطة المدينة”. وأعلنت شرطة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا أيضاً أنها في أعلى درجات الاستنفار، وحضت سكان المدينة على إبلاغها بأي أمر مشبوه بعد الانفجارين اللذين وقعا في بوسطن.
ويقام ماراثون بوسطن سنويا في ثالث اثنين من شهر أبريل وهو يعتبر اقدم ماراثون سنوي في العالم. وفاز في النسخة الـ 117 امس العداء الإثيوبي ليليسا ديسيسا والعداءة الكينية ريتا جيبتو بالمركز الأول. بينما أعلنت الشرطة البريطانية أنها لا تستبعد إلغاء الماراثون المقرر يوم 21 أبريل في لندن، بسبب التهديدات الإرهابية.
عدد اليوم
