الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النباتات.. تسبح وتسجد وتشهد بالوحدانية

22 يونيو 2017 10:28
محمد أحمد (القاهرة) النباتات من المخلوقات التي لها عبودية خاصة، لا يعلمها إلا الله سبحانه، كما قال تعالى عن تسبيح الكائنات كلها: (... وَلَ?كِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ...)، «سورة الإسراء: الآية 44». والشجر إحدى هذه الكائنات سخره الله للبشر للانتفاع به من ثمره وجذوعه وأغصانه ولحائه وعروشه وأوراقه وظله. ذكر القرآن الكريم أن الشجر يسجد لله، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)، «سورة الحج: الآية 18»، ودلت الآيات والأحاديث الشريفة على عبادات أخرى للشجر، كالسجود، في قوله تعالى: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ)، «سورة الرحمن: الآية 6»، وقال الشوكاني معناه انقيادهما لله انقياد الساجدين من المكلفين، وقال ابن كثير: أما الجبال والشجر فسجودهما بفيء ظلالهما عن اليمين والشمائل. وقال ابن عباس كنت عند النبي فأتاه رجل، فقال: إني رأيت البارحة فيما يرى النائم كأني أصلي إلى شجرة، فقرأت السجدة فسجدت، فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها تقول: اللهم احطط عني بها وزراً وأكتب لي بها أجراً واجعلها لي عندك ذخراً، قال ابن عباس: فرأيت النبي قرأ السجدة، فسجد فسمعته يقول في سجوده مثل الذي أخبره الرجل عن قول الشجرة». والشجر يسمع الأذان ويشهد للمؤذن، قال ابن سعيد الخدري: إذا كنت في البوادي فارفع صوتك بالأذان فإني سمعت الرسول يقول: «لا يسمعه جن ولا إنس ولا شجر ولا حجر إلا شهد له».ودلت الأحاديث على إيمان الشجر بالرسول ومعرفتها به، واختيارها السلام عليه غير مجبورة، وانقيادها له وطاعة أوامره والسلام عليه، خاصة بعد بعثته، قال علي بن أبي طالب: «فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله»، وورد أن شجرة بعينها أرادت السلام على النبي، فاستأذنت خالقها فأذن لها، قال يعلى بن مرة الثقفي: سرنا حتى نزلنا منزلاً فنام النبي، فجاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته ثم رجعت مكانها، فلما استيقظ الرسول ذكرت له، فقال: هي شجرة استأذنت ربها في أن تسلم على رسول الله فأذن لها». ويشهد الشجر والأغصان بكلمة التوحيد، وفي الحديث ما يدل على إدراكها، وسيرها، وإسلامها، عن عمر بن الخطاب قال: كنا مع النبي في سفر فأقبل أعرابي، وقال له الرسول: «تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله؟»، قال: ومن يشهد على ما تقول؟ قال: هذه السلمة، فدعاها الرسول، وهو بشاطئ الوادي، فأقلبت تخد الأرض - تشقها - حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت ثم رجعت إلى منبتها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©