الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحترام المتبادل صمام أمان الزمالة في العمل

الاحترام المتبادل صمام أمان الزمالة في العمل
16 ابريل 2012
هناء الحمادي (أبوظبي) - للزمالة حدود بين الرجل والمرأة، تفرضها قواعد العمل وآليات التعامل بين الزملاء الموظفين والموظفات في مكان العمل. لكن هناك من يتجاوز حدود الزمالة في تصرفاته وسلوكاته وأحيانا في ظنه وخياله، والنتيجة عادة ما تبدأ بكلمات الإطراء وتنتهي بتجاوز الخطوط الحمراء. خطوط حمراء قد تتمادى بعض النساء العاملات في علاقاتهن بزملائهن فيكسرن الحواجز التقليدية باسم التحرر فيتعاملن مع زملائهن كما يتعاملن مع زميلاتهن تماما. فيمزحن مزاحا قد يخرج في كثير من الأحيان عن الذوق العام، والحياء، ويتفوهن بكلام غير لائق أخلاقيا. علاوة على مبالغة البعض منهن في الزينة. والشكل الخارجي وكأنها ستذهب لسهرة، وهكذا تتشوه علاقات الزمالة بين الزملاء والزميلات، وتتحول تلقائيا إلى علاقات «مرضية وغير محترمة» في الغالب؛ تشيع جوا متوترا في بيئة العمل. إلى ذلك، ينتقد خليفة ناصر (24 سنة) تصرفات بعض الزملاء والزميلات في العمل من واقع مشاهداته اليومية في مقر عمله. ويقول «مع دخول المرأة في كل مجالات العمل ووجودها مع الرجل وجها لوجه، ومع استمرار العمل والتعارف تصبح الزمالة بين المرأة والرجل لا حدود لها. فنرى من تضحك بصوت مرتفع وتتدلل بصوتها وتظهر رقتها وأنوثتها أمام زملائها الرجال إلى جانب ذهابها للعمل وهي بكامل زينتها كلها أخطاء تحصل». ولكن «الخطأ الأكبر»، وفق خليفة أن «تتجاوز هذه الزمالة الخطوط الحمراء»، مشيرا إلى أن «هذه المشكلة حاصلة بالفعل بسبب الانفتاح في التعامل بين الجنسين فينعدم لدى البعض منهن الحياء، لكن في الجانب الآخر نرى نساء عاملات في قمة الأخلاق ورجال أيضا ويتعامل مع زميلته بكل احترام». ويضيف «لا بد للمرأة العاملة أن تضع حدودا للتعامل مع زملاء العمل من الرجال ولا تسمح لأي واحد منهم أن يخرج عن حده». ويسمع أنور عبد الخالق، مدير تسويق مبيعات، كلمة «عادي» تتكرر بين زملاء العمل حيث سهلت هذه الكلمة واختصرت الكثير من المسافات في حدود الزمالة في بيئة العمل. ويرجع سبب ذلك كما يعتقد إلى أوقات دوام العمل الطويلة التي تصل بعض الأحيان إلى ثماني ساعات؛ فتتعود الزميلة على زميلها، ويصبح التعامل بشكل مباشر وعادي، مؤكدا أن تجاوز الحدود تبدأ غالبا بطلب البريد الإلكتروني «لجس النبض» حيث لا خصوصية كبيرة لهذا البريد مثل الموبايل لتبدأ المراسلات بالنكات. ويتابع «يعتمد الأمر هنا على قبول الفتاة أو الشاب مثل هذه النكات وما تحويه من مواقف»، لافتا إلى أن مثل هذه العلاقات لا تؤدي إلى رباط عاطفي لأن الطرفين يتابع أحدهما الآخر في أوقات الدوام، لذلك تكون هناك صعوبة لأن الظواهر السلوكية التي تحدث قد تكشف أبعادا شخصية كل منهما. سوء الفهم تطالب مها رضا إبراهيم، موظفة استقبال، بألا يفرط الزملاء في علاقة الزمالة، وألا تتعدى حدودها حتى لا يساء الفهم، ويحدث نوع من عدم احترام خصوصيات كل واحد. وتوضح «طبيعة عملي تحتم علي التعامل مع الكثير من الزبائن وخاصة الرجال، ما فرض علي وضع حدود لكل من يتعامل معي أثناء دخوله المؤسسة، ليكون سدا منيعا لمن يريد أن يتجاوز حدوده». وتلفت إلى بعض التجاوزات التي تتعرض لها الفتاة من زميلها في العمل بحسب ما تسمعه من زميلاتها إن هذه التجاوزات تبدأ بخفة الدم «الغشمرة»، وتكون مقبولة عند بعض من الموظفات، وهي تعتبر أن هذه النوعية من الموظفات «لديهن كبت اجتماعي حيث يكون هذا التجاوز بمنزلة تفريغ للكبت»، وقد يختلف من واحدة إلى أخرى لكنه من المؤكد أنه يثير مشاكل في النهاية. وتؤكد «لا يجب إعطاء الآخرين فرصة لهذا التجاوز بطريقة مهينة تجبر الآخر على الاحترام». من جهتها، تؤكد عواطف أحمد (مدرسة) أن المرأة هي التي تستطيع أن تضع حدودا للزمالة. وتتابع «إن أعطت الرجل الفرصة الأولى ليتجاوز حدوده فهي بذلك تفتح الباب على مصراعية ليلقي قولا بتجاوز حدوده، وهذا التجاوزات غالبا ما تبدأ بأشياء بسيطة ثم تدخل في نطاق أكبر وأوسع، وقد يجعلها ذلك تقع في أزمة كبيرة هي في غنى عنها خاصة إن كانت متزوجة، لذلك فإنه على المرأة التي تخاف على سمعتها وصورتها أمام زملائها في العمل عليها أن تدرك ما قد يحدث لها من عواقب بسبب هذه السلوكات والتصرفات اليومية». ويطالب مشعل جمعة (موظف) جميع الزملاء والزميلات بالاحترام المتبادل بينهما، وعدم تجاوز علاقة الزمالة إلى أبعد من معناها، وألا تتجاوز حدود المجاملات الأساسية بين الزملاء والوقوف بجانبهم في المواقف السعيدة والحزينة، ولكن إذا دخلت علاقة الزمالة في العمل دائرة أخرى فإن هذا الأمر قد يضر في كثير من الأحيان بهذه العلاقة. إشكاليات اجتماعية في السياق ذاته، تؤكد الاستشارية الأسرية غادة الشيخ أن حدوث مثل تلك التجاوزات في العمل بين الزميلات والزملاء تؤدي إلى خلق صراعات نفسية كبيرا، وتسبب إرباكا وتوترا لأنها تبقى أمرا غير طبيعي وغير واقعي. ولأنها تحدث نتيجة الاختلاف البيئي في التربية، وعدم إدراك أهمية المكان الذي يتواجدون فيه، كما إنها تسبب الكثير من الإشكاليات النفسية والاجتماعية لأنها تكون نتيجة نقص في تكوين الشخصية وقلة اللياقة. وتزيد «هناك فئة لا يستهان بها لم تدرك حقيقة تطوير النمط الاجتماعي سواء من ناحية الاختلاط أو احترام خصوصيات الآخرين، فالكثير من الزملاء الموظفين والموظفات يتدخلون في شؤون بعض بلا ضوابط أو إدراك لردات فعل الطرف الآخر. وكثيرا ما حدثت مشاكل وانتهاكات للمشاعر الإنسانية التي يفترض أن تتبادل بين كل العاملين رجالا ونساء». وتضيف الشيخ «كل ما نريده في بيئة العمل إلا ندع التصرفات والسلوكات في العمل تخرج عن الإطار المرسوم لها، فزملاء العمل ليسوا أصدقاء الطفولة وأقارب وأشقاء وكذلك ليسوا أعداء، لذا على الموظفة أن تضع حدوداً لعلاقتها بزميل العمل، فلا حاجة إلى أن يعلموا أسرارها وأخبارها الخاصة، لأنهم حتماً سينشرونها حين تتواجه معهم». وتتابع «كوني ودودة ومهذبة مع الجميع لتغذية الأجواء الإيجابية في المكتب، وابتعدي عن الانتقادات وتوجيه الملاحظات الجارحة، واستخدمي كلمات محببة حتى حين توصلين رسالة سلبية. وتواصلي مع الجميع وحين يزعجك تصرف ما لا تلمّحي إليه ولا تناقشيه مع زميلة أخرى بل صارحي الشخص المباشر بإيجابية لحل المشكلة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©