الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقوق الوالدين يسبب الشقاء في الدنيا والآخرة

عقوق الوالدين يسبب الشقاء في الدنيا والآخرة
22 يونيو 2017 10:28
أحمد شعبان (القاهرة) أوصى الله تعالى ونبيه الكريم، صلى الله عليه وسلم، ببر الوالدين وحسن معاملتهما والدعاء لهما وقرن الله عبادته ببرهما، وحرم عقوقهما أو التقصير في حقهما، ونهى الأبناء أن يعقوا آباءهم وأمهاتهم أو يتبرموا بوجودهم، أو يستثقلوا خدمتهم إذا تقدم بهم السن، وانتهى أمرهم إلى الضعف والمشيب، ونفرهم في كل كلام خشن تتفوه به ألسنتهم، ولذلك نهى الإسلام عن مجرد كلمة التأفف التي تعني الضجر وعدم الرضا. تقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر: اهتم الإسلام ببر الوالدين والدعاء لهما في أكثر من آية في القرآن الكريم قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)، «سورة إبراهيم: الآية 41»، وقال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)، «سورة الإسراء: الآيات 23 - 24»، قرن الله تعالى عبادته ببر الوالدين وأمر بالوالدين إحسانا وأوصى الإنسان أن يعاملهما معاملة حسنة ولا يسمعهما قولاً سيئاً ولا حتى التأفف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ ولا ينهرهما ولا يصدر ضدهما فعل قبيح، وأن نقول لهما قولاً كريماً لينا طيباً بتأدب وتوقير وتعظيم، وأن نتواضع لهما، ونخفض لهما جناح الذل، وندعو الله أن يرحمهما في كبرهما وعند وفاتهما. وقال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً...)، «سورة النساء: الآية 36»، وقال: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً...)، «سورة البقرة: الآية 83»، يّذكر الله تعالى بني إسرائيل بما أمرهم به من الأوامر ومنها حق المخلوقين وأولهم حق الوالدين، ولهذا يقرن الله تعالى بين حقه وحق الوالدين كما قال: (... أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، «سورة لقمان: الآية 14». وجاء في بر الوالدين أحاديث كثيرة منها أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما صعد المنبر قال: «آمين آمين آمين، فقالوا: يا رسول الله علام أمنّت؟ قال أتاني جبريل فقال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قل آمين، فقلت: آمين»، وروي أن ولدا اشتكى أباه إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأنه يأخذ ماله، فدعا به رسول الله، فإذا هو شيخ يتوكأ على عصا، فسأله عن ذلك فقال: إنه كان ضعيفا وأنا قوي، وفقيراً وأنا غني، فكنت لا أمنعه شيئاً من مالي، واليوم أنا ضعيف وهو قوي، وأنا فقير وهو غني، ويبخل علي بماله، فبكى صلى الله عليه وسلم وقال: «ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى»، ثم قال للولد: «أنت ومالك لأبيك، أنت ومالك لأبيك». وحذر الله تعالى ونبيه، صلى الله عليه وسلم، من عقوق الوالدين لأنه قد يكون سببا في شقاء الإنسان العاق في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء»، ومن شناعة عقوق الوالدين أن الله يعجل العقوبة للعاق في الدنيا قبل الآخرة، وقال صلى الله عليه وسلم: «كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين، فإن الله تعالى يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©