الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم «التفرق».. حيث يتميز الخبيث من الطيب

21 يونيو 2017 20:01
محمد أحمد (القاهرة) التفرق يوم القيامة، تتجه كل طائفة من المؤمنين أو من الكافرين إلى الجهة التي أمرهم الله تعالى بالاتجاه إليها لينال كل جزاءه، فريق في الجنة وفريق في السعير. ورد اللفظ في القرآن الكريم في سورة الروم قال تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَ?ئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ)، «الآيات: 14 - 16»، يقول الإمام الشعراوي، الذين اجتمعوا في الدنيا على الشر وعلى الضلال يتفرقون يوم القيامة، ويصيرون أعداء وخصوماً، فيمتاز المؤمنون في ناحية والكافرون في ناحية. وتفصل الآيات هذا التفرق، فعن المؤمنين يقول تعالى: (فَأَمَّا لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ لصَّالِحَاتِ...)، جزاؤهم الروضة، وهي المكان المليء بالخضرة والأنهار والأشجار والنضارة، و«يُحْبَرُونَ» من الحبور، وهو الفرحة، أما عن الكافرين يقول سبحانه: (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَ?ئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ)، والمحضَر: الذي يُحضره غيره، كذلك حال الكفار والمكذبين يوم القيامة تجرهم الملائكة، وتجبرهم، وتسوقهم. قال عبدالله بن عمرو: خرج علينا رسول الله وفي يديه كتابان، فقال: «أتدرون ما هذان الكتابان؟»، قلنا: لا، إلا أن تخبرنا يا رسول الله، قال للذي في يمينه: «هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً»، ثم قال للذي في يساره: «هذا كتاب أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم»، ثم أجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً، فقال أصحاب الرسول: فلأي شيء نعمل إن كان هذا أمر قد فرغ منه؟ قال: «سدّدوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل». قال قتادة: هي الفرقة التي لا اجتماع بعدها، يعني أنه إذا رفع هذا إلى عليين وخفض هذا إلى أسفل سافلين، فذلك آخر العهد بينهما. وورد في سورة الشورى هذا التفريق بين طائفتين، قال تعالى: (وَكَذَ?لِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)، «الآية: 7»، قال الدكتور سيد طنطاوي في التفسير الوسيط، إن الله يخبر أنه أوحى إلى الرسول هذا القرآن لينذر به أهل مكة والقرى من حولها وينذر جميع الناس ويخوفهم من أهوال يوم القيامة. ويقول الإمام الشعراوي: إن النبي يخوّف الناس من يوم القيامة، ويوم الجمع الذي يكون من عدة وجوه، البعث حيث يجمع بين الجسم والروح ويجمع الملائكة في الملأ الأعلى بالبشر، ويجمع الظالم والمظلوم والتابع والمتبوع، ثم يتم التفريق بعد الجمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©