الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كنوز الفن الإسلامي تبوح بأسرارها

كنوز الفن الإسلامي تبوح بأسرارها
8 سبتمبر 2008 00:00
ينال الحرف العربي كل اهتمامات الفنان التشكيلي فتحي جودة الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية بالقاهرة منذ أكثر من أربعين عاماً، فالحرف بالنسبة له وسيلة اتصال تعبر عن الكتلة واللون ويستمد قوته وتعبيره من التنوع والتباين· وفي إطار بحثه عن معادل تشكيلي للخط العربي الكلاسيكي، استطاع ابتكار نمط فني جديد لحروف الخط العربي· ويميل جودة في أعماله التشكيلية إلى التجريب والتوسع في استخدامات اللون والتشكيل· وتجمع لوحاته بين حروف عربية من تصميمه ومساحات لونية تعادل فلسفة الفنان الإسلامي والإيحاء بقدسية الحرف· ورغم اقترابه من الخامسة والسبعين من العمر فإنه يراهن دائماً على أن في جعبته الفنية الكثير· وفي أعماله التشكيلية نجد الحروف هي البطل الرئيسي ثم الألوان الشديدة الثراء التي تتكامل مع الحروف في تشكيل اللوحة· وتشكل آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية والشهادتان ''لا إله الا الله محمد رسول الله'' والأقوال المأثورة محتوى رئيسياً للوحات جودة· كما يعنى بالثراء اللوني والزخارف الهندسية· ويلفت انتباه المتلقي اختلاف الحروف المستخدمة في اللوحات عن الخطوط العربية المعروفة كالنسخ والثلث فهي حروف مبتكرة ومنفذة عن طريق الحاسب الآلي· ويقول الفنان فتحي جودة إنه عاشق للخط العربي بجميع أنواعه منذ صغره وكان دائم الفرجة على أعمال الخطاطين بمدينة أسيوط بصعيد مصر فقرر التعمق به وكان هدفه منذ البداية الابتعاد عن التقليد والاقتباس· ويؤكد انه يستفيد من التراث ولكن لا يقلده، وانما يقدم رؤية جديدة تعتمد على الحروف والألوان والتكوين، وهو لا يهتم بأن تكون لوحاته مقروءة أو غير مقروءة للمتلقي لأنها لوحة فنية تحتوي على كل عناصر العمل الفني من ترابط وإيقاع وتناسب وتجانس ولها قيمة جمالية فنية بعيداً عن قيمتها الوظيفية· ولم يسع لأن يصبح خطاطاً تقليدياً بل أن يكون مبتكراً ومبدعاً، وبدأ تجربته مع الحروف في الستينيات من القرن الماضي الى أن تمكن من الوصول الى أبجدية مختلفة من ابتكاره بعد تجارب فنية عديدة، وتمكن من استخدام تعدد الحروف في إبداع أعمال فنية تشكيلية وتصميم اللوحات الإرشادية وعلامات الطرق بشكل مختلف وجديد· ونضجت التجربة وتشكلت فنياً، في الثمانينيات من القرن الماضي، حيث قرر الاستعانة بالحاسب الآلي والتخلي عن التنفيذ اليدوي للوحات· يقول إنه وجد في جهاز الكمبيوتر ضالته حيث اكتشف أن استخدامه كوسيط يمكنه من استكمال تنفيذ تجربته الخاصة و''تحول الكمبيوتر الى وسيط مثل الفرشاة في يد الفنان بل انه يمكني من تغيير إرادتي اللونية والتشكيلية في لحظات بعكس الطريقة اليدوية''، وهو يستقر على شكل اللوحة في البداية ثم يعكف على تنفيذها وإجراء تعديلات وتغييرات بها على جهاز الكمبيوتر بحثاً عن إبداع أكثر حداثة· ويؤكد أن التجربة الفنية لم تنته بعد وفي مراحل لاحقة من التجربة سيقدم توليفة تجمع بين الكتابة والزخارف النباتية، ويرى أن الخط أو الحرف داخل اللوحة بدون اللون يفقد كثيراً من قيمته الفنية ''فاللون يضيف ثراءً للعمل''· ويرى جودة أن الخط العربي الموروث أجمل فنون الخط في العالم ويمثل وحدة زخرفية لها مكانة بين وحدات الزخارف الإسلامية الأخرى لما فيه من مرونة وقابلية للمد والتشابك والتواصل فضلاً عما تحمله الحروف العربية من بذور لها قابلية للابتكار· ويضيف أن الخط العربي كان وسيلة عملية في بداية تدوين القرآن ثم أصبح وسيلة فنية في المراحل التالية حيث ظل ينمو ولا تزال حركة نموه مستمرة، ويسعي الفنانون نحو مزيد من الابتكار ومحاولة خلق أنماط وصور جديدة تمتاز بالجمال والرشاقة للوصول الى تنويعات مختلفة لشكل الحرف الواحد· ويعضد هذه الحالة حاجة الخط العربي الموروث الى التطوير واستنباط عناصر جديدة تبتكر اشكالاً متطورة أكثر وفاء بالوظائف الجديدة للكتابة وهو ما يحاول الوصول اليه· وينصح كل فنان يستلهم الخط العربي في أعماله، أن يدرس تراث الخط العربي جيداً ثم يستوعبه ويهضمه ويحاول الاستفادة منه في إنتاج إبداع فني·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©