الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاتجاهات السلبية أهم التحديات أمام دمج الأطفال المتوحدين في المجتمع

الاتجاهات السلبية أهم التحديات أمام دمج الأطفال المتوحدين في المجتمع
16 ابريل 2012
خورشيد حرفوش (أبوظبي) - أسرة الطفل المعاق - ولاسيما أطفال التوحد- تواجه تحديات متنوعة سواء على صعيد التعامل مع الطفل نفسه، أو على صعيد تأهيله نفسياً واجتماعياً للتكيف مع إعاقته. فالإعاقة لا تؤثر على الطفل فقط لكنها تؤثر على جميع أفراد الأسرة وبخاصة الوالدين. ومن الواضح أن أولياء أمور الأطفال المعوقين يتحملون المسؤوليات التي يتحملها كل الآباء والأمهات في المجتمع، ويواجهون أيضا تحديات خاصة ويتحملون أعباء إضافية بسبب حالة الإعاقة. ولذلك تتمثل إحدى المسؤوليات الرئيسية للعاملين في ميدان التربية الخاصة في دراسة الوضع الأسري بوجه عام وتحديد احتياجات الوالدين بوجه خاص. ويشكل جمع المعلومات عن أثر إعاقة الطفل على الوالدين مصدراً هاماً للتعرف على حاجات الأسرة، وبالتالي تقديم البرامج والخدمات اللازمة لتلبية تلك الحاجات. يوضح السيد جمعه السيد، مستشار وخبير تأهيل المعاقين، أنه قد أصبح من المألوف في مراجع التربية الخاصة أن يشار إلى أن الفرد ذا الحاجات الخاصة له أسرة غالباً ما تكون لديها حاجات خاصة. ويشكل تقييم حاجات الأسرة أحد المقومات التي ينبغي توافرها في برامج التربية الخاصة بوجه عام. وغالبا ما تكون هذه الأسر بحاجة إلى المعلومات، والدعم، والتوضيح للآخرين، وتلقّي خدمات الإرشاد والتدريب، والدعم المالي، وغير ذلك. ويحتاج الوالدان إلى معلومات عن إعاقة الطفل واحتياجاته وكيفية مساعدته في الحياة اليومية. وتعتمد طبيعة الحاجة للمعلومات على نوع الإعاقة وشدتها وعوامل أخرى. ويحتاج الوالدان أيضا إلى تفسير حالة الطفل المعوق للآخرين وخصوصاً الإخوة والأصدقاء والأقارب. إن لدى أولياء أمور الأطفال المعوقين حاجات متشابهة فيما يتعلق بالدعم. فهم يلجأون للاختصاصيين طلباً للمساعدة والتوجيه، عندما يكونون تحت وطأة الضغوط وعند عدم القدرة على التعايش مع الصعوبات التي تنطوي عليها تنشئة أطفالهم المعوقين. الاحتياجات الاجتماعية ويضيف السيد:” قد يتعرض الوالدان لصعوبات اجتماعية بسبب آراء واتجاهات الآخرين السلبية. وبالتالي يجب مساعدة الوالدين في التفاعل الاجتماعي، ومثل هذه الخدمة تتطلب توفير مساندة كاملة من المجتمع المحلي ومن جميع المصادر المختلفة. كما يحتاج أولياء أمو الأطفال المعوقين أيضا للمساعدة لمعرفة الخدمات المتوافرة محلياً والاستفادة منها. ولأن تصورات الآباء لاحتياجاتهم قد لا تتفق مع تصورات المهنيين، فيجب أن يقوم مقدمو الخدمات بدراسة احتياجات الأسرة بعناية. وينبغي تفهم حاجة الأسر إلى توفير العناية الطبية والخدمات التربوية والمساندة للطفل المعوق. فكثيرا ما تشكل مثل هذه العناية الطبية المستمرة عبئاً مالياً كبيرا بالنسبة لمعظم الأسر وقد تعمل على استنزاف مواردها المالية. كذلك تحتاج أسر الأطفال المعوقين إلى برامج وخدمات خاصة، لتمكين أعضائها من عيش حياة طبيعية قدر الإمكان رغم الصعوبات التي تنجم عن وجود عضو معوق فيها”. إرشادات التعامل أما عن إرشادات التعامل مع الطفل التوحدي، فيقول السيد: “يجب التعامل مع الطفل على أنه شخص عادي، مع مراعاة النزول إلى مستوى تفكيره وخياله، مع عدم الازدراء والسخرية أو التضجر منه، وأخذ ما يقوله بجدية، والحرص على الاستماع إلى احتياجاته ورغباته، وتجنب التفضيل بين الطفل التوحدي وبين إخوانه وإخوته. والعمل على تقوية الروابط الاجتماعية والوجدانية لدى الطفل. وتدريبه على اكتشاف البيئة المحيطة به، وذلك بتوظيف كل ما لديه من خبرات وقدرات وإمكانيات. فمثلا تساعد الأم طفلها على إدراك ما حوله وذلك بتقديم شرح مبسط، وتكرار هذا الشرح كل ما سمحت الفرصة. وحث الطفل على التعاون والمشاركة في اللعب والأنشطة الاجتماعية المختلفة. وتوفير روتين محدد قائم على تسلسل الأحداث اليومية والأسبوعية، وتحديد الأنشطة التي يقوم بها الطفل، وخطواتها، ومدتها، والمواد، والأشخاص المساهمين بها، وتجنب المواقف التي تثير غضب الطفل. وتحقيق رغبات الطفل كلها أو جزء منها، وذلك على سبيل التعزيز الذي يمنح له نتيجة لقيامه بالسلوك المطلوب منه. وتشجيع الطفل على الاندماج في المجتمع الخارجي من حوله، وذلك من خلال الحرص على دخول الطفل في البرامج التدريبية الموجودة في المدرسة أو مراكز الرعاية والتأهيل. حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أهمية الدمج وفوائده بالنسبة للأطفال التوحديين وأسرهم، وأكدت أن الفرص التربوية والاجتماعية للتعليم والتدريب السلوكي لهؤلاء الأطفال تصبح أكثر إيجابية واستمرارية في المواقف الاجتماعية المختلفة، ولا تتم فوائد الدمج إلا بالتخطيط الناجح للبرامج، وتدريب الوالدين والمعلمين على كيفية تحقيق أهداف الدمج، واستخدام الأساليب السلوكية اللازمة والمناسبة للتعامل مع أطفالهم. وتشجيع الطفل على الهدوء والنظام، وعدم العبث أو التخريب في الممتلكات الموجودة بالمنزل أو خارجه، ومساعدة الطفل على الانهماك في أداء عمل يحبه، وتقديم مكافآت فورية للمهارة التي تعكس السلوك الإيجابي الاجتماعي المرغوب لدى الطفل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©