السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرآن يشفع لأصحابه يوم القيامة

8 سبتمبر 2008 00:01
جعل الله تعالى القرآن الكريم شفيعا لأصحابه يوم القيامة، فعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ''الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان''· ومما ورد في شأن حامل القرآن الذي كان يتلوه في الدنيا، أنه يدافع عن صاحبه ويشفع له يوم القيامة·· فعن النواس بن سمعان (رضي الله عنهما) أنه قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول ''يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما''· ومعنى ''بينهم شرق'' أي نور وضياء بينهما، ومعنى قوله ''بينهما حزقان'' الجماعة من الناس· ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: لا شك في أن للقرآن الكريم شفاعته لحامله وقارئه يوم القيامة، حيث يرفعه الله سبحانه وتعالى به درجات، ويزيد له في الكرامة والإكرام، فعن أبى هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ''يجيء القرآن يوم القيامة فيقول ''يا رب حَلّهِ فيلبس تاج الكرامة ثم يقول: يا رب زده فيلبس حُلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه، فيقول له: اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة''· يضيف الدكتور هاشم أن السلف والخلف من أهل السنة أجمعوا على ثبوت الشفاعة شرعا بصحيح قول الحق تبارك وتعالى ''يَوْمَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً''·· وقوله سبحانه وتعالى: ''يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ''· وقد جاءت الأحاديث الصحيحة التي بلغ مجموعها حد التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين، ومن هذه الأحاديث: ما جاء عن جابر (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ''أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي·· ومنها ''أعطيت الشفاعة''· ويؤكد أنه بثبوت الشفاعة بالكتاب والسنة، ''فلا يلتفت إلى منكريها، لأن آراءهم باطلة، ولا أساس لها من الصحة''· ويشير إلى أن المنكرين للشفاعة أقاموا رأيهم الباطل على فهم غير صحيح لبعض الآيات القرآنية الواردة مثل قول الله (سبحانه وتعالى) ''فما تنفعهم شفاعة الشافعين''·· وكقوله تعالى ''ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع''· ومثل قوله تعالى ''يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها''· ويوضح الدكتور هاشم أن هذه الآيات وردت في شأن الكافرين، وليست في شأن المؤمنين، ولكن منكري الشفاعة استندوا على أمثال هذه الآيات على عمومها ولم ينظر إلى تتمتها ولا إلى الذين وردت في شأنهم، فقد قال الله تعالى: ''إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ''· فهذه الآيات خاصة بالكافرين وليست مانعة من الشفاعة ولا غيرها من الآيات السابقة فهي واردة في شأن الكافرين· ويمضي هاشم في بيان عدم صحة ما ذهب إليه منكرو الشفاعة قائلا: مما يدل على وضع منكر الشفاعة الآيات للاستدلال بها في غير موضعها وفهمها على غير معناها الاستدلال بقول الله تعالى: ''ربنا أخرجنا منها فإن عندنا فإنا ظالمون ، قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون''· يقول الإمام ابن كثير: هذا جواب من الله تعالى للكفار إذا سألوا الخروج من النار والرجعة إلى هذه الديار يقول: ''اخسؤوا فيها'' أي امكثوا فيها صاغرين مهانين أذلاء· أما المراد بقوله تعالى ''ولا تكلمون'' أي لا تعودوا إلى سؤالكم هذا·· وكذلك الحال في الآية رقم (167) من سورة البقرة ''وما هم بخارجين منها'' والآية التاسعة عشرة من سورة الزمر ''أفأنت تنقذ من في النار''، فالمعنى أفأنت تهديه إلى الإيمان فتنقذه من النار بالإيمان· ويشدد على أن مثل هذه الآيات واردة في شأن الكافرين، وليس في شأن المؤمنين بأي حال من الأحوال، فكيف يستدل بالآيات الواردة في شأن الكافرين على عدم الشفاعة للمؤمنين؟ فضلا عن أن الكافرين مخلدون في النار، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين، ولا شفاعة أصلا لهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©