الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطريقي.. خادم أصحاب الهمم

الطريقي.. خادم أصحاب الهمم
21 يونيو 2017 20:02
أحمد مراد (القاهرة) أحد أشهر علماء العرب المعاصرين، وصاحب العديد من الاختراعات والإسهامات العلمية التي نالت اعترافاً وتقديراً عالمياً. هو د. محمد بن حمود بن سليمان الطريقي، ولد في مدينة الزلفى بالمملكة العربية السعودية في عام 1955م، تلقى تعليمه الأساسي بمسقط رأسه، وفي امتحان الشهادة الثانوية العامة كان ترتيبه التاسع على مستوى المملكة. سافر د. الطريقي إلى إنجلترا للدراسة، وهناك أتقن اللغة الإنجليزية، وحصل على الشهادة العامة للتعليم في كلية ساوث بورت للتكنولوجيا عام 1977، ونال درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الهندسة الميكانيكية من جامعة لانكستر عام 1980، ثم الدكتوراه في هندسة تقويم الأعضاء والتأهيل من جامعة سالفورد عام 1985. عاد د. الطريقي إلى السعودية، وعين أستاذ بحث مساعداً في إدارة البحث العلمي بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ثم أستاذا مساعداً لهندسة تقويم الأعضاء والتأهيل بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود بالرياض. أسس د. الطريقي المركز المشترك لبحوث الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعوقين بالرياض عام 1987م، ويعتبر هذا المركز مشروعاً رائداً في مجال الإعاقة والتأهيل، وأثمرت جهوده في إنجازه لاختراعين نالا براءتي اختراع واعترافاً عالمياً، الأول مفصل كاحل دوار قابل للانغلاق لطرف صناعي تحت الركبة، وهو براءة اختراع أميركية في عام 1989، وتظهر أهمية هذا الاختراع عند معرفة ما يتوافر في الوقت الحاضر من أطراف صناعية تستعمل لمن بترت سيقانهم تحت الركبة فليس من بينها ما يسمح بدوران القدم حول محوره، ويقول الطريقي: طالما شاهدت بألم بالغ ما يعانيه إخواننا المسلمون ممن ابتلوا ببتر أحد الساقين تحت الركبة وُركبت لهم ساق صناعية عندما يجلسون للتشهد أو يسجدون لأن القدم غير قابلة للدوران في أي اتجاه وهذا ما يجعل من المستحيل على صاحبها أن يضع الساق الصناعية في وضع مماثل للساق الطبيعية ومن هنا جاءت ضرورة إيجاد حل لهذه المعضلة التي يعاني منها الملايين من المبتورين في العالمين العربي والإسلامي، وهذا مما دعا وحفز على الوصول لهذا الاختراع الذي مر بعدة مراحل تطويرية. أما الاختراع الثاني فهو جهاز للتحليل الكمي لعدم وثاقة الركبة البشرية في الجسم الحي دون التعرض لأنسجة الجسم وهو براءة اختراع أوروبية في عام 1991، ويهدف إلى تقديم جهاز يمكن استخدامه لتحديد دقيق وموثوق لعدم وثاقة الركبة بشكل كمي كما يهدف لتوفير جهاز يستطيع تقييم آثار الانقباض العضلي وثقل حمل الجسم على وثاقة الركبة، ويستخدم هذا النظام لتقييم نتيجة كل من العلاج الوقائي والجراحي لعدم وثاقة الركبة. وينسب للطريقي إسهامات علمية أخرى في مجال الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية وتأهيل ورعاية المعاقين، حيث نشر أكثر من 100 بحث في هذا الشأن، وقد حصل على جائزة الميدالية الذهبية لأفضل ورقة بحثية لعام 1996، قدمت في المؤتمر الرابع والعشرين للجمعية الهندية للطب الطبيعي والتأهيل، بحيدر أباد بالهند، والتي كانت بعنوان «التنبيه الكهربي الوظيفي لاستعادة القدرة على المشي لمرضى إصابات الحبل الشوكي». أصدر د. الطريقي أول موسوعة عربية تجريبية مدعمة بالوثائق والصور في 1200 صفحة حملت اسم «موسوعة البروفيسور محمد الطريقي للتنمية والديموقراطية وحقوق الإنسان»، واشتملت على ملخصات بحثية تخصصية في مجالات الإعاقة والتأهيل، وتعد مرجعا علميا وفكريا لكافة قضايا التنمية الشاملة والرعاية الإنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©